الخميس، 7 مارس 2019

كنيسة الله القدير|البرق الشرقي|كيف تَعرّف بطرس على يسوع؟

          
 كلمات الله بطاقة العنوان|  كنيسة الله القدير|البرق الشرقي|كيف تَعرّف بطرس على يسوع؟
يقول الله القدير:حدث ذات مساء أن بعض التلاميذ، ومن بينهم بطرس، كانوا على متن قارب صيد. كان جميعهم مع يسوع، وسأل بطرس يسوع سؤالًا ساذجًا جدًا: "يا رب، لدي سؤال كنت أود أن أطرحه عليك منذ وقت بعيد جدًا"؛ فأجاب يسوع: "إذن تَفضّل. اسأل!"، فسأل بطرس: "هل كان العمل الذي تمَّ في عصر الناموس من صُنعِكَ؟"؛ فابتسم يسوع وكأنه يقول: "كم هو بسيط هذا الغلام!"، ثم قال وهو يرمي إلى غرض معين: "لم تكن من صُنعي، بل كانت من صُنع يهوه وموسى". فلما سمع بطرس هذا تعجّب قائلًا: "آه! لم تكن من صُنعك؟"، ولم يتكلم يسوع ثانيةً بعد قول بطرس هذا.



ففكر بطرس في نفسه قائلًا: "لم تكن أنت مَن صنعها، فلا عجب إذن في أنّك جئت لتنقض الناموس، ذلك لأنّه ليس من صُنعك". شَعَر بطرس وكأن قلبه قد استراح. بعد ذلك أدرك يسوع أن بطرس ساذج للغاية؛ ولكن إذ لم يكن لديه أي بصيرة في ذلك الحين، لم يقل يسوع أي شيء آخر، ولم يدحض كلام بطرس بطريقة مباشرة. في ذات يوم ألقى يسوع عظة في أحد المجامع، وكان جمعٌ غفيرٌ من الناس – ومن بينهم بطرس – قد حضروا ليسمعوا عظته. فقال لهم يسوع: "سيأتي القائم منذ الأزل وإلى الأبد ليتمم عمل الفداء في عصر النعمة، وليفدي جميع البشر من الخطية، ولكنه لن يتقيّد بأية تقاليد في قيادة الإنسان حتى يخلّصه من الخطية. سوف يختم عصر الناموس ويبدأ عصر النعمة. هو سيفدي جميع البشرية. إنه الآتي من يهوه، الذي سوف يعبر من عصر الناموس إلى عصر النعمة، ومع ذلك لا يعرفه أحدٌ. العمل الذي صنعه موسى كان عطيةٌ ممنوحة له من يهوه؛ وقد كتب موسى الناموس من أجل العمل الذي صنعه يهوه". وعندئذ أكمل يسوع حديثه قائلًا: "كل من يُبطِل وصايا عصر النعمة سيلاقي المحَن أيضًا في عصر النعمة؛ سيقفون في الهيكل وينالون هلاكًا من الله، وستنزل عليهم نارٌ". تأثّر بطرس إلى حدٍ ما حينما استمع إلى هذه الكلمات. خلال الفترة التي اختبر فيها بطرس التعامل مع يسوع عن قرب، كان يسوع يرعى بطرس ويؤازره، وكان يتحدث معه حديث القلب للقلب، مما أعطى بطرس أن يفهم يسوع فهمًا أفضل قليلًا مما سبق. عندما فكّر بطرس في عظة يسوع التي ألقاها في ذلك اليوم، وفي السؤال الذي سأله ليسوع على قارب الصيد، وأيضًا في الإجابة التي أجابها يسوع، وكيف ضحك وهو يجيب، حينها فقط أدرك الأمر كله. بعد ذلك، وهب الروح القدس بطرس الاستنارة التي من خلالها فقط تمكّن من معرفة أن يسوع هو ابن الله الحي. مع أن معرفة بطرس كان منبعها الاستنارة التي حصل عليها من الروح القدس، إلا أنّ معرفته هذه كانت نتاج مراحل. فمن خلال طرح الأسئلة، وسماع يسوع وهو يُكرِز، ومن خلال قبول الشركة الخاصة مع يسوع، ورعايته الخاصة له، تمكّن بطرس من إدراك أن يسوع كان هو ابن الله الحي. لم يكن ممكنًا لبطرس أن يتحصّل على هذه المعرفة بين ليلة وضحاها، ولكن جاءت من خلال مراحل عدة، وكانت تلك المعرفة مصدر عون لبطرس في اختباراته اللاحقة. لماذا لم يقم يسوع بعمل التكميل هذا في الآخرين، بل فعل ذلك فقط مع بطرس؟ ذلك لأن بطرس وحده هو مَنْ أدرك أن يسوع هو ابن الله الحي، ولم يعرف أحد سواه هذه الحقيقة. فمع أن تلاميذ كثيرين كانوا يعرفون الكثير في زمنهم من خلال اتّباع يسوع، إلا أنّ معرفتهم كانت سطحية. لذلك اختار يسوع بطرس كنموذج لإنسانٍ جعله الله كاملًا. ما قاله يسوع لبطرس في ذلك الزمان يقوله اليوم لكل مَنْ يريد أن تصل معرفته وحياته إلى ما وصل إليه بطرس. وسيكمّل الرب كل إنسان وفقًا لهذا الشرط وهذا المسار. لماذا يجب على جميع الناس في هذا الزمان الحاضر أن يتحلّوا بالإيمان الحقيقي والمحبة الصادقة؟ إن ما اختبره بطرس، يجب عليكم أنتم أيضًا أن تختبروه، وما جناه بطرس من ثمار اختباراته لا بُدّ أن تُستعلن فيكم، وكذلك الألم الذي اجتازه بطرس يتعيّن عليكم أنتم أيضًا اجتيازه بكل تأكيد. إن الطريق الذي تجتازونه الآن هو بعينه نفس الطريق الذي اجتازه بطرس، وكذلك الألم الذي تقاسون منه هو بعينه نفس الألم الذي قاسى منه بطرس. فعندما تنالون المجد وتعيشون حياة حقيقة، حينها فقط ستحيون في نفس الصورة التي عاشها بطرس. الطريق هو نفس الطريق. نعم، هو نفس الطريق الذي من خلاله يصبح الإنسان كاملًا. غير أن معيار البشر في الزمن الحاضر يُعد ناقصًا إلى حدٍ ما إذا ما قُورِنَ بمعيار بطرس؛ ذلك لأن الأزمنة تتغير، وقد تَغيّر معها حجم الفساد. كما يرجع ذلك أيضًا إلى أنّ اليهودية كانت مملكة عريقة، ولها ثقافة عتيقة. لذلك يجب عليكم محاولة رفع مستوى معياركم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق