|
كلمات الله بطاقة العنوان |
فقط محبة الله تُعد حقاً إيماناً به
اليوم، يجب عليكم وأنتم تسعون اليوم لمحبة الله ومعرفته أن تتحمَّلوا المشقّة والتنقية، ومن ناحية أخرى، عليكم أن تدفعوا ثمناً. ليس هناك من درسٍ أكثر عمقاً من درس محبة الله إذْ يمكن القول أن الدرس الذي يتعلمه الناس من حياة الإيمان هو كيفية محبة الله. وهذا يعني أنك إذا كنت مؤمناً بالله فعليك أن تحبه. أما إذا كنت مؤمناً بالله فقط دون أن تحبه فلن تكون قد أدركت معرفته، ولم تحبه قط محبة حقيقية من صميم قلبك، ويكون إيمانك به عقيماً. إن كنت لا تحب الله وأنت مؤمنٌ به فأنت تعيش عبثاً، وحياتك بمجملها هي الأكثر وضاعةً بين جميع المخلوقات. إذا كنت لم تحب الله أو ترضيه طوال حياتك كلها فما الهدف من حياتك إذاً؟ وما جدوى إيمانك به؟ أليست هذه مضيعة للجهد؟ خلاصة القول، إذا كان على الناس أن يؤمنوا ويحبوا الله فعليهم أن يدفعوا ثمناً. عليهم أن يبحثوا في أعماق قلوبهم عن بصيرة حقيقية بدلَ محاولة التصرف بطريقة معينة خارجياً. إذا كنت متحمّساً للترنيم والرقص ولكنك عاجز عن ممارسة الحقيقة، فهل يمكن أن يُقال عنك أنك تحب الله؟ إن محبة الله تتطلب السّعي وراء تحقيق إرادته في كل شيء، والتدقيقَ في أعماقك عند حدوث أيّ أمرٍ محاولاً تمييز إرادته في ذلك الأمر، وما يبتغي منك تحقيقه، وكيفية تمييزك لمشيئته. على سبيل المثال: إذا حدث معك أمرٌ تطلب منك تحمُّل مشقّة معينة، عليك أن تفهم حينها ما هي إرادة الله وكيفية تمييزها. عليك عدم إرضاء نفسك: أولاً تنحى جانباً، فليس هناك ما هو أكثر وضاعة من الجسد، فعليك أن تقوم بواجبك وتسعى لإرضاء الله. إن فكّرت على هذا النحو سيهبك الله استنارةً خاصة في هذه المسألة، وسيجد قلبك أيضاً الراحة. سواء ما حدث معك أكان كبيراً أم صغيراً، عليك أن تتنحَّى جانباً أولاً وتنظر إلى الجسدَ على أنه أكثر الأشياء وضاعةً. فكلما أرضيت الجسدَ، سلب حريتك أكثر. إذا أرضيته هذه المرة فسيطلب منك المزيد في المرة القادمة، وباستمرار هذا الأمر ستقع في محبة الجسد أكثر. إن للجسد دائماً رغبات عارمة يطلب منك إشباعها وتلبيتها من الداخل، سواء أكانت في ما تأكله أو ترتديه أو فيما يُغضِبك، أو في الإذعان لضعفك وتكاسلك.... وكلما أشبعتَ الجسد ازدادت رغباته وأصبح أكثر فساداً، إلى أن نصل إلى مرحلة تضمرُ فيها أجسادُ الناس مفاهيمَ أعمق وتعصي الله معظّمةً نفسها ومشككةً في عمله. كلما أشبعت الجسد عظمت مواطن ضعفه. ستشعر دائماً أنْ لا أحد يتعاطف مع مواطن ضعفك، وستظن دائماً أن الله قد نأى عنك بعيداً، وستقول: كيف يمكن لله أن يكون قاسياً جداً؟ لماذا لا يُريح الناس؟ عندما يتساهل الناسُ مع الجسد ويتعلّقون به كثيراً يضيّعون أنفسهم.