الخميس، 18 أبريل 2019

أولئك الذين يطيعون الجانب العملي لله طاعة مطلقة هم الذين يحبونه حبًا صادقًا

       
أولئك الذين يطيعون الجانب العملي لله طاعة مطلقة هم الذين يحبونه حبًا صادقًا
 يقول الله القدير:كم ساعة تقضيها على مدار اليوم أمام الله حقًا؟ ما المقدار الذي تعطيه لله من يومك؟ وما المقدار الذي تعطيه للجسد؟ إذا كان قلبك أمامه دائمًا، فهذه هذه الخطوة الأولى على الطريق الصحيح ليكملك الله. تستطيعون أن تكرّسوا قلوبكم وأجسادكم وكل محبتكم الصادقة لله، وأن تضعوا كل ذلك أمامه، وأن تطيعوه طاعة تامة، وأن تكونوا خاضعين تمامًا لمشيئته. ليس من أجل الجسد ولا من أجل الأسرة ولا من أجل الرغبات الشخصية، بل من أجل منفعة بيت الله.
يمكنكم أن تتخذوا من كلمة الله المبدأ والأساس لكم في كل شيء، وبهذه الطريقة، تصبح كل نواياكم ووجهات نظركم في المكان الصحيح، وتنالون المدح من الله أمامه. إن الذين يحبهم الله هم أناس يكونون بكليتهم له، إنهم أناس مكرسون له وحده دون سواه. أما الذين يبغضهم، فأولئك هم الفاترون، وهم الذين يتمردون عليه. إنه يبغض الذين يؤمنون به ويريدون أن يبتهجوا به دائمًا، لكنهم يعجزون عن بذل ذواتهم بكليتها من أجله. إنه يبغض أولئك الذين يحبونه بأقوالهم لكنهم يتمردون عليه في قلوبهم. إنه يبغض أولئك الذين يستخدمون الكلام المَلِق بغرض الخداع. أولئك الذين ليس لديهم تكريس حقيقي لله أو طاعة صادقة له هم أناس خائنون؛ وهم متعجرفون جدًا بطبيعتهم. أولئك الذين ليس بوسعهم أن يكونوا مطيعين بصدق أمام الله الطبيعي والعملي هم في غاية العجرفة، بل إنهم على وجه الخصوص الأولاد البررة لرئيس الملائكة. أولئك الذين يبذلون أنفسهم بصدق من أجل الله يضعون كيانهم بكليته أمام الله. إنهم يطيعون كل أقوال الله بإخلاص، ويستطيعون أن يمارسوا كلامه. إنهم يجعلون من كلام الله أساسًا لوجودهم، وبالحقيقة يبحثون عن الأجزاء العملية في كلمة الله. هذا شخص يعيش أمام الله حقًا. إذا كان ما تفعله يعود بالفائدة على حياتك ويرضي مشيئة الله، وإذا كان بوسعك من خلال أكل وشرب كلام الله أن تشبع احتياجاتك ونقائصك الداخلية بحيث يتغير موقفك تجاه الحياة، فإن هذا يحقق مشيئة الله. إذا كنت تتصرف وفقًا لما يطلبه الله، ولا ترضي الجسد بل تتمم مشيئة الله، فهذا هو الدخول في حقيقة كلام الله. إن التكلم عن الدخول في حقيقة كلام الله بطريقة أكثر واقعية يعني قدرتك على الاضطلاع بواجبك وتلبية كل ما يطلبه الله منك. إن هذه الأنواع من الأفعال العملية وحدها يُمكن أن تُسمَّى بالدخول في حقيقة كلام الله. إذا كنتَ قادرًا على الدخول في هذه الحقيقة، فعندئذٍ تملك الحق. وهذا ما هو إلا بداية الدخول في الحقيقة، إذ يتعين عليك أولاً أن تقوم بهذا التدريب، وحينئذٍ فقط سوف تتمكن من الدخول في حقائق أعمق. فكِّر كيف يمكنك أن تحفظ الوصايا، وكيف تستطيع أن تكون وفيًا أمام الله. لا تفكر دائمًا في الوقت الذي سوف تستطيع فيه دخول الملكوت؛ فإذا لم تتغير شخصيتك، فمهما كان ما تفكر فيه سوف يكون عديم الفائدة! حتى تدخل في حقيقة كلام الله، يجب عليك أولاً أن تجعل كل أفكارك وخواطرك خالصة من أجل الله؛ فتلك هي الضرورة الأساسية. يوجد الآن كثيرون في خِضَم التجارب، لكنهم لا يفهمون عمل الله. لكن أقول لك إنك إن لم تفهم ذلك، فالأفضل ألا تصدر أحكامًا في هذا الشأن. ربما يأتي اليوم الذي يتكشف فيه الحق، حينئذٍ تعرف الأمر على حقيقته. إن عدم إصدار أحكام يصب في مصلحتك، لكن لا يمكنك الانتظار مكتوف الأيدي، بل ينبغي عليك أن تدخل بإيجابية؛ فهذا الشخص وحده يتمتع بدخول عملي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق