السبت، 20 يوليو 2019

كنيسة الله القدير | البرق الشرقي | الممارسة (7)

كنيسة الله القدير | البرق الشرقي | الممارسة (7)


     
البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | صورة عن حياة الكنيسة |الممارسة (7)
إن طبيعتكم البشرية تفتقر إلى الكثير، فأسلوب حياتكم غاية في التدني والوضاعة، ولا إنسانية لكم، وتفتقرون إلى البصيرة؛ لهذا، يعوزكم أن تسلحوا أنفسكم بصفات الإنسانية. إن التحلي بضميرٍ ورشدٍ وبصيرة، ومعرفة كيفية الكلام ورؤية الأشياء، والاهتمام بالنظافة، والسلوك ككائن بشري طبيعي، كل هذه الأشياء تمثل المعرفة بالطبيعة البشرية السوية، وعندما تتقنون القيام بهذه الأشياء تصبح طبيعتكم البشرية بالمستوى المطلوب. أما الجانب الآخر، فهو أن تسلحوا أنفسكم للحياة الروحية. يجب أن تعرفوا عمل الله على الأرض برمته، وأن تختبروا كلامه. يجب أن تعرف كيف تطيع ترتيباته، وكيف تتمم واجبك كمخلوق. هذان هما الجانبان اللذان ينبغي عليك أن تدخل فيهما اليوم.
الجانب الأول أن تسلح ذاتك للحياة البشرية، والجانب الآخر هو الممارسة المتعلقة بالحياة الروحية، وكلاهما لا غنى عنه. بعض الناس حمقى، ولا يعرفون إلا أن يسلحوا أنفسهم بما يتعلق بالطبيعة البشرية فقط؛ فيرتدون الملابس الحسنة، ويكون شعرهم نظيفًا دائمًا، فلا تجد عيبًا في مظهرهم. كذلك تكون أقوالهم وأسلوبهم في الحديث مناسبًا، وملبسهم يكون فاخرًا ولائقًا للغاية. أما من الداخل، فلا يوجد شيء، فطبيعتهم البشرية السوية من الظاهر فقط. إنهم يهتمون فقط بما يأكلون وما يلبسون وما يقولون. بل إن هناك مَنْ يهتم فقط بكنس الأرضية وفرش الأسرّة وأعمال النظافة. إنهم متمرسون في هذه الأشياء، لكن عندما تطلب منهم أن يتحدثوا عن معرفتهم بعمل الله في الأيام الأخيرة، وعن التوبيخ والتنقية والتجارب والدينونة، لا تجد لديهم حتى أبسط خبرة بتلك الأشياء. فإذا سألتهم: "هل تفهمون العمل الأساسي الذي يقوم به الله على الأرض؟ ما العمل الذي قام به الله المتجسد؟ وفيما يختلف هذا العمل عن عمل يسوع؟ وفيما يختلف هذا العمل عن عمل يهوه؟ هل هما إله واحد؟ هل جاء لينهي ذلك العصر أم لخلاص البشرية؟ ما العمل الذي قام به؟" لا تجد لديهم ما يجاوبون به عن ذلك. إنهم مُزينون ظاهريًا؛ فالأخوات جمَّلنَ أنفسهن كأزهار، والإخوة في المنظر كأمراء أو كغندور صغير ثري. إنهم لا يهتمون إلا بما يأكلونه أو يلبسونه خارجيًا، أما من الداخل، فإنهم مُعدمون، وليست لديهم أدنى معرفة بالله. ما المنفعة؟ آخرون يلبسون لِباساً رثًا كشحاذين، ويبدو منظرهم كعبيد شرقيين! ألا تفهمون حقًا ما أطلبه منكم؟ تباحثوا فيما بينكم: ماذا كسبتم؟ هذا ما أمضيتم كل هذه السنين تسعَوْن من أجله، وهذا كل ما جنيتم. أما تشعرون بالخجل؟ ألا تستحون؟ لقد بحثتم عن الطريق الحقيقي طوال هذه السنوات، لكنَّ قامتكم الآن أقل من قامة عصفور. انظروا إلى الشابات بينكم وهُنَّ متجملات كأزهار، تقارنون بعضكم ببعض. ما الذي تستخدمونه في المقارنة بين أنفسكم؟ أليست هي المتعة؟ والطلبات التي تطلبونها؟ هل تظنون أنني جئت لأوظف عارضات أزياء؟ يا لكم من عديمي الحياء! أين حياتكم؟ أما تلهون وراء رغبات منفلتة؟ أنت تعتقدين أنك فائقة الجمال. ربما تكونين فاتنة، لكن ألستَ مجرد يرقة متلوية مولودة في كومٍ من الروث؟ إن حظك السعيد الذي جعلك تتمتعين اليوم بهذه البركات السماوية ليس لسببٍ إلا لأن الله يقدم استثناءً إذ يرفعك، وليس بسبب وجهك الجميل. أما زال المكان الذي جئتِ منه غير واضح لديك؟ عندما تُذكَر الحياة، اصمتي ولا تقولي شيئًا، فأنت غبية كدجاجات خشبية، لكن ما زالت لديك الجرأة لتتجملي. ألا تزالين تفكرين في تجميل وجهك بالمساحيق؟ انظروا إلى المستهترين بينكم، إنهم متمردون جدًا، ويمضون اليوم كله في التسكع، تعلو وجوههم اللامبالاة. إنهم يسيئون الأدب أينما ذهبوا، فهل يوجد فيهم شيء إنساني؟ فيمَ يكرس كل واحد منكم –سواء كان ذكرًا أم أنثى- اهتمامه طوال اليوم؟ هل تعرفون على مَنْ تعتمدون في طعامكم؟ تطلع إلى ملابسك، تطلع إلى ما جنيته في يديك، دلّك بطنك. ما الثمرة التي جنيتها من ثمن الدم والعرق الذي دفعته؟ ما زلتَ تفكر في مشاهدة المعالم السياحية، وما زلتَ تفكر في تزيين جسدك النتن. ما القيمة في هذا؟ طُلِبَ منك أن تكون طبيعيًا، لكنك اليوم لست غير طبيعي فحسب، بل أصبحت على النقيض من ذلك. كيف يجرؤ شخص كهذا على الظهور أمامي؟ وأنت بطبيعة بشرية كهذه، تستعرض جسدك وتكشفه وتعيش دائمًا في شهوات الجسد، ألستَ من ذرية شياطين أنجاس وأرواح شريرة؟ لن أسمح ببقاء شيطان نجس كهذا طويلاً! وإياك أن تعتقد أنني أجهل ما تفكر به في قلبك. ربما تسيطر سيطرة تامة على شهواتك وعلى جسدك، لكن هل أجهل الأفكار التي تعتمل في قلبك وكل ما تشتهيه عيناك؟ أما تزينَّ أنفسكنَّ أيتها الشابات كزهرةٍ لتستعرضن أجسادكنَّ؟ ما فائدة الرجال لكنَّ؟ هل بوسعهم حقًا أن ينقذوكن من بحر المحن؟ وأنتم أيها المنغمسون في الملذات جميعًا تتزيون حتى تبدوا رجالاً محترمين ومشهورين. أليس ما تفعلوه من أجل التظاهر؟ ولِمَنْ تفعلون ذلك؟ ما فائدة النساء لكم؟ ألسنَ هُنَّ مصدر خطيئتكم؟ إليكم أنتم أيها الرجال والنساء قلت كلامًا كثيرًا، لكنكم لم تمتثلوا إلا للقليل منه. لقد ثقلت آذانكم، واظلمت أعينكم، وقست قلوبكم، فلم يعد في أجسادكم إلا الشهوة. وقعتم في شباكها، وأصبحتم غير قادرين على الفكاك منها. مَنْ ذا الذي يريد أن يقترب منكم أيتها اليرقات التي تتلوى في الدنس والقذارة؟ إياكم أن تنسوا أنكم لا تزيدون شيئًا عن أولئك الذين رفعتهم من كوم الروث، وأنكم لم تكونوا تملكون في الأصل طبيعة بشرية سوية. ما أطلبه منكم هو الطبيعة البشرية السوية التي لم تكن لديكم في الأصل. أنا لا أطلب أن تستعرضوا شهواتكم أو أن تطلقوا العنان لجسدكم الفاسد الذي ظل الشيطان يدربه لسنواتٍ كثيرة. عندما تلبسون هكذا، أما تخشون أن تصبحوا مُقيَّدين بشدة إلى الأبد؟ أما تدرون أنكم كنتم في الأصل من خطية؟ أما تدرون أن أجسادكم مملوءة شهوة؟ وكأن الشهوة تسيل حتى من ملابسكم كاشفةً عن حالتكم كشياطين شريرة وقبيحة لا تُحتَمَل. أليس هذا أكثر ما يتضح من الجميع لكم؟ قلوبكم وأعينكم وشفاهكم، ألم تتنجس جميعها من شيطانين أنجاس؟ أليسوا متنجسين؟ تظنون أنكم طالما لا ترتكبون شيئًا مخلاً، فإنكم بذلك تكونون الأكثر قداسة، وتظنون أن الهندام في الملبس يستطيع أن يُخفي أنفسكم الدنيئة، هذا مستحيل! نصيحتى لكم بأن تكونوا أكثر واقعية، فلا تكونوا مدلسين ومزيفين، ولا تستعرضوا أنفسكم. إنكم تتباهون بشهوتكم أمام بعضكم، لكن كل ما تنالونه هو معاناة دائمة وتوبيخ بلا رأفة! ما حاجتكم إلى أن يغازل بعضكم بعضًا وأن يهوى بعضكم بعضًا؟ هل هذا سلوككم القويم؟ هل يجعلكم هذا مستقيمين؟ أنا أكره الذين من بينكم يمارسون السحر ويضلعون بالشعوذة، وأكره من الشبان والشابات الذين بينكم الذين يعشقون أجسادهم. من الأفضل أن تُعِفُّوا أنفسكم؛ لأنني أطلب منك اليوم أن تكون لديك طبيعة بشرية سوية، لا أن تتباهى بشهوتك. دائمًا ما تستغلون أي فرصة سانحة؛ لأن جسدكم وافر جدًا وشهواتكم جامحة جدًا!

       إنك، من الظاهر، أحسنت ترتيب حياتك الإنسانية جدًا، لكن حينما يُطلَب منك أن تتحدث عن معرفة الحياة، لا تجد ما تقوله، وفي هذا أنت فقير. يجب أن تسلح نفسك بالحق! لقد تغيرت حياة البشرية لديك إلى الأفضل، وهكذا يجب أن تتغير أيضًا الحياة التي بداخلك، أعني أن تتغير أفكارك، وأن تتغير رؤاك المتعلقة بالإيمان بالله، وأن تتغير المعرفة بالله في تصوراتك. إنه من خلال التعاملات والإعلانات والتدبير، تُغيِّر بالتدريج من معرفتك بنفسك ووجودك وإيمانك بالله، بما يسمح لمعرفتك بأن تتنقى. بهذه الطريقة، تتغير الأفكار داخل الإنسان، وتتغير الطريقة التي ينظر بها إلى الأشياء، وتتغير رؤيته الذهنية. حينئذٍ فقط تتغير طبيعة حياته. لستَ مُطالَبًا بأن تُمضي اليوم كله في قراءة الكتب أو ترتيب غرفتك أو غسيل ملابسك وأعمال النظافة؛ فمن الطبيعي ألا توجد مشاكل تتعلق بطبيعتك البشرية السوية، حيث إن هذا هو الحد الأدنى المطلوب. عندما تخرج، يظل من الواجب عليك أن تتحلى ببعض البصيرة والرُشد، لكن الأهم من ذلك أن تكون متسلحًا بحقيقة الحياة. عندما يتم الحديث عن الأمور المطلوب القيام بها بالروح، تكون مسؤولاً عن تجاهل المسائل المتعلقة بالطبيعة البشرية. هذا خطأ! عندما تُسلِّح ذاتك بالأمور المتعلقة بالحياة، لا بد أن تكون قادرًا على أن تتحدث عن معرفة الله وعن آرائك بشأن الوجود، وعلى وجه الخصوص، عن معرفتك بالعمل الذي قام به الله في الأيام الأخيرة. بما أنك تبحث عن الحياة، فلا بد أن تسلح ذاتك بهذه الأشياء. عندما تأكل وتشرب كلام الله، فلا بد أن تقيس هذا الكلام على حالتك الواقعية؛ أي بعد أن تكتشف جوانب القصور في ذاتك أثناء اختباراتك الواقعية، لا بد أن تكون قادرًا على العثور على طريق إلى الممارسة، وأن تدير ظهرك إلى دوافعك وتصوراتك الخاطئة. إذا دأبتَ على المحاولة في هذا، وكان قلبك مهتمًا بهذه الأمور دائمًا، فسوف تجد طريقًا تسلكه، ولن تشعر بفراغٍ؛ ومن ثم، سوف تتمكن من الاحتفاظ بحالة طبيعية. حينئذٍ فقط سوف تصبح شخصًا مُثقَّلاً بحياته الشخصية، وحينئذٍ فقط سوف تصبح شخصًا لديه إيمان. لماذا يعجز الناس عن ممارسة كلام الله بعد قراءته؟ أليس هذا لأنهم يعجزون عن فهم الأمر المهم؟ أليس هذا لأنهم يلهون بالحياة؟ إن عدم قدرتهم على فهم الأمر المهم، وعدم وجود طريق للممارسة إنما يرجع إلى عدم قدرتهم على قياس كلام الله على حالتهم الشخصية، وإلى عدم قدرتهم على إتقان حالتهم الشخصية. بعض الناس يقولون: لقد قِستُ كلام الله على حالتي، وأعرف أنني فاسد وفي منزلة حقيرة، لكنني غير قادر على تحقيق مشيئة الله. إنك -في هذا الأمر- لم ترَ إلا السطح؛ وكيفية تنحية مُتَع الجسد، وكيفية تنحية البر الذاتي، وكيفية تغيير ذاتك وكيفية إدراك هذه الأشياء، وكيفية الارتقاء بمنزلتك، ومن أي الجوانب تبدأ. هذه الأمور كلها حقيقية. إنك لا تفهم إلا بعض الأشياء الظاهرية القليلة، ولا تدرك إلا أنك بالحقيقة فاسد للغاية. تتحدث في مقابلاتك مع إخوتك وأخواتك عن مدى فسادك، وتبدو عارفًا بما تقوله، وبأنك مُثقَّلٌ بحياتك. إنك -في واقع الأمر- لم تتغير، وهو ما يثبت أنك لم تجد الطريق إلى الممارسة بعد. إذا كنتَ تتولى قيادة كنيسة، فإنك عندما تلفت الانتباه إلى حالة الإخوة والأخوات في الكنيسة لعلك تقول: "لا يوجد مكان آخر أكثر ترديًا من ههنا، أنتم أيها الناس غير مطيعين!" أما فيما يتعلق بالأمور التي يتسمون فيها بعدم الطاعة والتردي، فلا بد أن تتكلم عن شواهدها -أي عن شواهد حالة عدم الطاعة وسلوك عدم الطاعة- وأن تجعلهم مقتنعين بصورة يقينية. لا بد أن تتكلم بحقائق وتضرب أمثلة لتشرح المشكلة، ولا بد أيضًا أن تكون قادرًا على الحديث عن طريقة فصل الإنسان نفسه عن هذا السلوك العصياني، ولا بد من أن توضح الطريق إلى الممارسة. حينئذٍ فقط سوف تقنعهم! أما إذا اكتفيت بأن تقول: "أنا لا أرغب في زيارة هذا المكان؛ فلا أحد أكثر ترديًا منكم وأنتم عصاة جدًا"، فعندما تتكلم بهذه الطريقة، لن يصل أحدهم -بعد الاستماع إليك- إلى أي طريق، فكيف إذًا ستقود الناس؟ يجب أن تتكلم عن حالتهم الفعلية وعن شواهد فعلية؛ حينئذٍ فقط سوف يكون لك طريقٌ إلى الممارسة، وحينئذٍ فقط سوف تكون لك واقعية.
    أصبح اليوم الكثير من الحقائق مكشوفًا، لكن عليك أن تربط بينها ربطًا منطقيًا. لا بد أن تتمكن من استنتاج كم الحقائق الموجودة. أي من جوانب الطبيعة البشرية السوية ينبغي على المرء أن يملكه، والجوانب الرئيسية للتغيير في طبيعة حياة المرء، وتعميق الرؤى، وأي من وسائل المعرفة والاختبار الخاطئة التي استخدمها الناس على مر العصور قد تعاملتَ معها، لن تكون قد أدركت الطريق الصحيح إلا عندما تستطيع أن تميز بين هذه الأشياء وتعرفها. إن المتدينين يعبدون الكتاب المقدس كما لو كان هو الله ذاته، ويعتبرون الأناجيل الأربعة من العهد الجديد تحديدًا بمثابة الوجوه الأربعة ليسوع. وكذلك أيضًا حديثهم عن الثالوث الذي يتألف من الآب والابن والروح القدس. هذه أسخف الأمور كلها. ينبغي عليكم جميعًا أن تروا هذه الأمور على حقيقتها، بل وأن تعرفوا جوهر الله المتجسد وعمل الأيام الأخيرة. هناك أيضًا تلك الوسائل القديمة للممارسة، وهي: الحياة في الروح والامتلاء من الروح القدس والاستسلام أمام الشدائد والخضوع للسلطان. لا بد أن تعرفوا أيضًا هذه المغالطات والانحرافات المتعلقة بالممارسة. يجب أن تعرفوا كيف كان الناس يمارسون من قبل، وكيف ينبغي عليهم اليوم أن يمارسوا، وكيف ينبغي على العاملين أن يتعاونوا مع بعضهم في الكنائس، وكيف ينحّون البر الذاتي جانبًا ولا يعتمدون على المكانة، وكيف ينبغي على الإخوة والأخوات أن يتعاملوا فيما بينهم، وكيف ينشئون علاقات طبيعية مع الآخرين ومع الله، وكيف يبلغون الحالة السوية في الحياة البشرية، وما ينبغي على الناس اقتناؤه في حياتهم الروحية، وكيف ينبغي عليهم أن يأكلوا ويشربوا كلام الله، وما الذي يتعلق بالمعرفة، وما يختص بالرؤى، وما الطريق إلى الممارسة، ألم يتم التطرق إلى كل هذه الأمور بالحديث؟ هذا الكلام مكشوف لكل الذين يسعون، ولا تُمنَح لأحدٍ معاملة تفضيلية. عليكم اليوم أن تغرسوا القدرة على الحياة باستقلالية؛ فلو كانت لديكم دائمًا عقلية الاعتمادية، ففي المستقبل، عندما لا يوجد أحد يرشدكم، سوف تفكرون في كلامي هذا. يتعذر على الناس في أوقات الضيق أن يحيوا حياة الكنيسة؛ فالإخوة والأخوات غير قادرين على مقابلة بعضهم، وغالبيتهم يكونون منعزلين، ولا يكون في وسعهم إلا أن يتواصلوا مع الناس من مكانٍ واحد؛ لذلك، فإن قامتك الحالية ليست كافية. يجد الكثيرون صعوبة في الثبات في خِضَم الضيق، ولا يستطيع إلا الذين يعرفون طريق الحياة، المُسلَّحون بالحق أن يحافظوا على تقدمهم ويبلغوا القداسة. ليس من السهل عليك أن تختبر الضيق. إن كنتَ تظن أن اجتياز الضيق لا يحتاج إلا إلى أيامٍ قلائل، فأنت ساذج جدًا في تفكيرك! أنت تظن أنك ستتمكن من الثبات عندما يحين ذلك الوقت بمجرد أكل وشرب كلام الله بطريقة عمياء، لكنَّ الأمر ليس كذلك! إذا كنتَ تجهل هذه الأمور الجوهرية، وكنتَ غير قادر على فهم ما هو مهم، ولم يكن لديك طريقٌ إلى الممارسة، فعندما يحين ذلك الوقت ويحدث لك أمرٌ ما، سوف ترتبك ولن تنجح في الإفلات من غواية الشيطان أو اجتياز هجوم التنقية. لو لم يكن الحق فيك وكنتَ تفتقر إلى رؤى، فعندما يحين ذلك الوقت لن تتمكن من أن تمنع نفسك من الانهيار؛ ففي ذلك الوقت سوف تفقد كل أمل وتقول: "حسنًا، سوف أموت على أي حال، كذلك ربما أُوبَّخ حتى المنتهى! لا يهمني سواء كان ذلك توبيخًا أم ذهابًا إلى بحيرة النار، فأنا أقبلهما كليهما. سوف أتقبل الأمور كما تحدث!” وكأن الحال في زمن الخدام: كان الناس يعتقدون بما أنهم كانوا خدامًا، لم يكن عليهم أن يبحثوا عن الحياة، ولا بأس من التدخين أو معاقرة الخمر. ارتكبوا كل شيء من مشاهدة التلفاز ومشاهدة الأفلام؛ كل شيء. إذا لم تستطع أن تنتصر على البيئة عندما تقسو هي، فسوف تفقد كل رجاء فور أن تتراخى قليلاً. وبهذه الطريقة تصبح أسيرًا للشيطان دون أن تدري. إذا عجزتَ عن التغلب على تأثير الشيطان، فسوف يأسرك الشيطان، وسوف تُسلَّم إلى الهلاك مرة أخرى. لذلك، يجب أن تسلح ذاتك اليوم، ويجب أن تكون قادرًا على أن تعيش مستقلاً، ويجب أن تكون قادرًا على البحث عن طريق إلى الممارسة عندما تقرأ كلام الله. لو لم يحضر أي أحد إلى الكنيسة للعمل، يجب أن يظل لديك طريق تتبعه، ويجب أن تكون قادرًا على اكتشاف مواطن ضعفك، والتعرف على الحقائق التي ينبغي عليك أن تمارسها وأن تسلح ذاتك بها. هل سيظل الله بعد مجيئه إلى الأرض مرافقًا للإنسان إلى الأبد؟ يعتقد بعض الناس في تصوراتهم أنه: إن لم تُسَوِّنا (أي الله) حتى مستوى معين، لا يمكن اعتبار عملك (أي الله) منتهيًا؛ لأن الشيطان سوف يتهمك. لكنني أقول لكم إنني عندما أنتهي من أقوالي، حينئذٍ أكون قد أتممت عملي بنجاح. ما دامت أقوالي قد انتهت، فإن عملي سيكون قد اكتمل. انتهاء عملي هو برهان على هزيمة الشيطان، وبذلك يمكن القول بأن عملي قد تم بنجاح دون أي اتهام من الشيطان. لكن إذا ظللتم بغير تغيير فيكم عند انتهاء عملي، فإن أمثالكم من الناس هم أبعد ما يكونون عن الخلاص وسوف يهلكون. أنا لا أقوم بعملٍ أكثر من اللازم. فليس الحال أنَّ عملي على الأرض سوف ينتهي عندما تُخضعون بدرجة معينة؛ أي عندما تصبح لديكم كلكم معرفة واضحة، وترتقي منزلتكم، وتقدمون شهادة في الداخل والخارج معًا. هذا مستحيل! إن العمل الذي أقوم به اليوم هو من أجل إرشادكم إلى حياة سوية ودخول عصر جديد والشروع في عملٍ جديد. إن هذا العمل الذي يتم خطوة بخطوة، يُنفَّذ بينكم بصورة مباشرة: فأنتم تتعلمون وجهًا لوجه ويدًا بيد، وأنا أخبركم عن أي شيء لا تفهمونه، وأهبكم كل ما ينقصكم. يمكن القول إنَّ كل هذا العمل -بالنسبة لكم- ليس إلا منحكم الحياة وإرشادكم إلى حياة بشرية سوية، أي أنه فقط من أجل منح مجموعة من الناس الحياة في الأيام الأخيرة. أما بالنسبة إلي، فهذا العمل كله من أجل إنهاء العصر والدخول في عصرٍ جديد. وفيما يتعلق بالشيطان، فإن الله قد تجسد ليهزمه. العمل الذي أقوم به بينكم الآن هو تقديم خلاص اليوم وفي موعده المناسب، لكنني خلال هذه السنوات القصيرة القليلة، سوف أخبركم بكل الحقائق وبطريق الحياة، وسوف أخبركم أيضًا عن عمل المستقبل، وسوف يكون هذا العمل كافيًا لكم حتى تختبروا اختبارات طبيعية في المستقبل. كل الكلام الذي أتكلمه هو سبيلي الوحيد لأحثكم، ولا أتَّبِع سبيلاً غيره لأحثكم؛ فالكلام الذي أكلمكم به اليوم كله هي سبيلي لأستحثكم؛ لأنه لا خبرة لكم اليوم بالكثير من كلامي الذي أتكلمه، ولا تفهمون المعنى الداخلي لهذا الكلام. لكن في يومٍ ما، سوف تؤتي اختباراتكم ثمارها تمامًا كما تكلمتُ اليوم. هذا الكلام هو رؤاكم لليوم، وهو ما يجب أن تعتمدوا عليه في المستقبل، إنه مصدر الحياة اليوم، والعامل المُحفِّز لكم في المستقبل، وليس ثمة محفّز أفضل منه؛ ذلك لأن الوقت المتاح لي كي أعمل على الأرض ليس طويلاً كالوقت المتاح لكم كي تختبروا كلامي؛ فأنا أتمم عملي فحسب، أما أنتم فتبحثون عن الحياة، وهو الأمر الذي ينطوي على رحلة طويلة للحياة. لن تتمكنوا من اقتناء طريق الحياة تمامًا إلا بعد أن تختبروا أشياءَ كثيرة، وحينئذٍ فقط سوف تتمكنون من رؤية المعنى الداخلي للكلام الذي أقوله اليوم على حقيقته. بين أياديكم كلامي، لقد تلقيتم كل إرسالياتي، وكُلِّفتُم بكل ما ينبغي عليكم أن تقوموا به. وبغض النظر عن عِظَم التأثير المُحقَّق، عندما ينتهي عمل الكلمة، حينئذٍ تكون مشيئة الله قد تمت. ليس الأمر كما تخيلتَه أنه لا بد أن تتغير إلى مدى معين؛ فالله لا يعمل وفقًا لتصوراتك.
        إن حياة الناس لا تنمو في بضعة أيام فحسب. ربما يتناول الناس الكثير من المأكولات والمشروبات كل يوم، لكنَّ ذلك ليس كافيًا، بل لا بد أن يمروا بفترة نمو في حياتهم، فهي عملية ضرورية. بأي مقدار تستطيع حياة الناس أن تنمو في ظل المنزلة التي يتمتعون بها اليوم؟ الله يعمل وفقًا لاحتياجات الناس، ويطلب منهم طلبات مناسبة بناءً على منزلتهم الطبيعية. هب أن هذا العمل قد تم بين مجموعة من الناس من ذوي المنزلة الرفيعة: لكانت أقواله أرفع من تلك الموجودة بينكم، ولكانت الرؤى أرفع، ولكانت الحقائق أكثر رفعة. كان لا بد أن يكون كلام الله أكثر حدة وأكثر قدرة على تدبير الإنسان وكشف الغوامض. كان الله في حديثه بينهم سيوجههم بحسب احتياجاتهم. يمكن القول إن الأشياء المطلوبة منكم اليوم هي أعلى الأشياء الممكنة المطلوبة منكم. لو أن هذا العمل كان قد تم في أولئك الأرفع منزلة، لكانت الطلبات أكثر علوًا. إن عمل الله كله يتم بناءً على المنزلة الطبيعية للناس. لا يوجد اليوم أعلى من المستوى الذي بلغه الله في تغيير الناس وإخضاعهم. لا تستخدموا مفاهيمكم الخاصة في قياس آثار هذه المرحلة من العمل. يجب أن تتبينوا ما تمتلكونه داخليًا، وألا تعدوا ذواتكم أيها الناس مرتفعين جدًا؛ فلا أحد منكم في الأصل بحث عن الحياة، بل قد كنتم شحاذين هائمين في الشوارع. أن يفلحكم الله إلى المدى الذي تتصورونه حيث تسجدون على الأرض كلكم مقتنعين تمام الاقتناع وكأنكم رأيتم رؤيا عظيمة، هذا مستحيل! ذلك لأنه ليس بوسع أحد من الذين لم يروا أي آيات أن يؤمن تمامًا بالكلام الذي أقوله. ربما تدققون في كلامي، لكنكم تظلون غير مصدقين له تمامًا. هذه طبيعة الإنسان! ثمة بعض التغيرات تحدث في أولئك الذين يسعون، في الوقت الذي يتراجع فيه إيمان الذين لا يسعون، بل وربما يختفي. أكبر مشكلة تواجهكم أنكم لا تستطيعون أن تؤمنوا إيمانًا تامًا دون أن تروا تحقق كلام الله، ولا تقتنعون دون أن تروا آياتٍ. لكن مَنْ ذا الذي يستطيع قبل تلك الأمور أن يكون مخلصًا إخلاصًا غير متزعزع لله؟ لهذا أقول إنكم لا تؤمنون بالله بل بالآيات. تكلمتُ حتى اليوم بوضوح عن جوانب متعددة، وأعددتُ كل جوانب الحق، وهذه الحقائق قادرة أيضًا على خدمة بعضها البعض. ولهذا، ينبغي عليك الآن أن تمارسها: اليوم أُظهِرُ لك الطريق، وفي المستقبل، ينبغي عليك أن تمارسها بنفسك. الكلام الذي أقوله اليوم يطالب الناس بأشياء بناءً على ظروفهم الفعلية، وأنا أعمل بناءً على احتياجاتهم وما بداخلهم. لقد جاء الله العملي إلى الأرض ليقوم بعملٍ عملي، وليعمل وفقًا لظروف الناس واحتياجاتهم الفعلية؛ فليس هو بغير المعقول. وعندما يعمل الله، فإنه لا يرغم الناس على طاعته. على سبيل المثال، ما إذا كنتَ ستتزوج أم لا، يكون بحسب وضعك الشخصي الفعلي، فقد قيل لك الحق بوضوح، وأنا لا أمنعك. بعض العائلات تَقمع الناس لدرجة تجعلهم غير قادرين على الإيمان بالله إلا إذا تزوجوا؛ لذلك يصبح الزواج بالعكس في صالحهم. لكنَّ الزواج لآخرين ليس أنه فقط لا يحقق أي منفعة، لكنه أيضًا يجعلهم يفقدون ما هو موجود لديهم بالفعل. لا بد أن يعتمد الزواج على ظروفك الفعلية وقرارك وحدك. أنا لا أختلق قواعد بموجبها أثقل كاهلكم بطلباتٍ. كثيرون يقولون دائمًا: "الله حقيقي، وعمله يعتمد على الواقعية ويتم وفقًا لأحوالنا الفعلية"، لكن هل تعرفون ما الذي يجعل عمله حقيقيًا؟ لا تتكلموا كلامًا أجوف طوال اليوم! عمل الله واقعي، وهو راسخ في الواقعية، ولا ينطوي على أي عقائد، إنه مكشوف بالكلية وواضح ومُعلَن تمامًا. ما الذي تغطيه هذه المبادئ؟ هل بوسعك أن تقول على أيٍّ من عمل الله يسري هذا؟ يجب أن تتحدث بالتفاصيل، ويجب أن تكون قد اختبرت جوانب متعددة وقدمت شهادة فيها. فقط عندما يتضح لك هذا الجانب تحديدًا وتعرفه، حينئذٍ تصبح أهلاً لأن تتحدث بهذا الكلام. إذا سألك أحد: أي عمل ينبغي على الإله العملي الذي تجسد على الأرض أن يعمله؟ لماذا تدعونه الإله العملي؟ علام ينطوي الوصف بـ"العملي"؟ هل بوسعك أن تتحدث عن عمله العملي، وما يشتمل عليه تحديدًا؟ كان يسوع الله المتجسد، وكذلك أصبح الإله العملي الله المتجسد، فما الفارق بينهما؟ وما أوجه التشابه؟ ما العمل الذي قاما به؟ هل تستطيع أن تقول؟ يُعَد هذا كله تقديم شهادة! لا ترتبك بشأن هذه الأشياء. يوجد آخرون يقولون: "إن عمل الله العملي واقعي. إنه لا يُظهِرُ آيات وعجائب مطلقًا". هل هو حقًا لا يُظهِرُ آيات وعجائب؟ هل تعرف هذا حقًا؟ هل تعرف ما هو عملي؟ قيل إن الآيات والعجائب لن تُظهَر، لكن أليس العمل الذي يقوم به والكلام الذي يقوله آيات؟ قيل إن الآيات والعجائب لن تُظهَر، لكن هذا غير محسوم، بل يتوقف على الشخص الذي وُجِّهَ إليه هذا الكلام. كشف حالات الناس من دون أن يذهب إلى الكنيسة، و دفع الناس إلى الأمام من دون أن يقوم بأي عملٍ آخر سوى الكلام. أليست هذه آيات؟ بالكلام وحده أخضع الناس، ومن دون طموحات أو آمال يظل الناس يتبعونه بسرور. أليست هذه آيات؟ عندما يتكلم، فإن كلامه كفيل بأن يضع الناس في حالة مزاجية معينة، حالة يشعرون فيها إما بالابتهاج أو الكآبة أو يشعرون بالتنقية أو التوبيخ. بكلمات لاذعة قليلة يجلب على الناس التوبيخ. أليس هذا فائقاً للطبيعة؟ هل بوسع شخص أن يفعل مثل هذا؟ ظللتَ طوال تلك السنوات تقرأ الكتاب المقدس، لكنك لم تفهم شيئًا ولم ترَ شيئًا وكنتَ غير قادر على أن تنأى بنفسك عن تلك الأساليب التقليدية العتيقة للإيمان، ولم تستطع أن تفهم الكتاب المقدس، في حين أنه هو يستطيع أن يدرك حقيقة الكتاب المقدس. أليس هذا بالأمر الفائق للطبيعة؟ لو لم يكن هناك شيء فائق للطبيعة بشأن الله عندما جاء إلى الأرض، فهل كان يستطيع أن يُخضِعكم؟ لولا عمله الإلهي غير العادي، مَنْ منكم كان سيقتنع؟ يبدو الأمر في أعينكم وكأن شخصًا عاديًا يعمل ويعيش بينكم؛ فهو على ما يبدو له المظهر الخارجي لشخصٍ عادي وسوي. ما تراه هو المظهر الخارجي لطبيعة بشرية سوية، لكن -في واقع الأمر- فإن الواحد الذي يعمل هو إلهي. ليس للواحد الذي يعمل طبيعة بشرية عادية، بل طبيعة إلهية؛ فهو الله ذاته، إلا أنه يستخدم طبيعة بشرية سوية في العمل، ونتيجة لذلك، فإن عمله عملٌ طبيعي وفائق للطبيعة في آنٍ واحد. لا يمكن أن يتم العمل الذي يقوم به بواسطة إنسان؛ فالعمل غير المُستطاع من قبل الناس العاديين يقوم به كائن غير عادي، لكن غير العادي هنا هو إلهي، ليس معنى ذلك أنَّ الطبيعة البشرية غير عادية، بل الطبيعة الإلهية هي التي تختلف عن الطبيعة البشرية. الإنسان الذي يستخدمه الروح القدس هو أيضًا له طبيعة بشرية سوية وعادية، لكنه غير قادر على القيام بهذا العمل. وهنا يكمُن الفارق. ربما تقول: "ليس الله إلهًا فائقاً للطبيعة؛ فهو لا يعمل شيئًا فائقًا للطبيعة. إلهنا يتكلم كلامًا عمليًا وواقعيًا، وقد ذهب حقًا وفعليًا إلى الكنيسة ليعمل، ويتحدث إلينا وجهًا لوجه كل يوم، ووجهًا لوجه أيضًا يبرز حالاتنا؛ إذًا فإلهنا حقيقي حقًا! إنه يعيش معنا، وكل شيء طبيعي للغاية، ولا يوجد ببساطة شيءٌ يُظهِر أنه الله. بل حتى توجد أوقات يستشيط فيها غضبًا، ونرى عِظَم غضبه، أما عندما يبتسم، فإننا نلحظ محياه الباسم. إنه الله بذاته ذو الهيئة الملموسة، المصنوع من لحمٍ ودمٍ، الحقيقي والفعلي". عندما تقدم شهادة بهذه الطريقة، لا تكون شهادتك كاملة. ما فائدتها للآخرين؟ إن لم يكن بوسعك أن تشهد لجوهر عمل الله ذاته ولقصته غير المُعلَنَة، فأنت لا تقدم أي شهادة! علاوة على ذلك كله، يستلزم منك تقديم الشهادة أن تتكلم بما تعرفه عن عمل الله، وعن كيفية إخضاع الله للناس، وكيفية تخليصه لهم، وكيفية تغييره لهم، وكيفية إرشاده لهم حتى يدخلوا، بما يسمح لهم بأن يُخضعوا ويُكمَّلوا ويخلصوا. إن تقديم شهادة يعني الحديث عن عمل الله وعن كل ما اختبرته. وحده عمل الله هو الذي يمثل الله، ووحده عمل الله هو الذي يستطيع أن يُعلن كماله جهارًا؛ فعمله يشهد له. إن عمله وأقواله يمثلان الروح تمثيلاً مباشرًا؛ فالعمل الذي يقوم به يتم بواسطة الروح، والكلام الذي يتكلم به يقوله بالروح. هذه الأشياء يُعبَّر عنها فقط من خلال جسد الله المتجسد، لكنها -في واقع الأمر- تعبيرٌ عن الروح. فالعمل الذي يقوم به والكلام الذي يقوله يمثلان جوهره؛ فلو لم يكن الله بعد أن ألبس ذاته جسدًا بين الناس لم يتحدث أو يعمل، ثم طلب منكم بعد ذلك أن تعرفوا حقيقته وحالته الطبيعية وقدرته الكلية، فهل كنت ستستطيع ذلك؟ هل كنتَ ستستطيع أن تعرف ماهية جوهر الروح؟ هل كان بوسعك أن تعرف صفاته؟ إنه لم يطلب منكم أن تشهدوا له إلا لأنكم اختبرتم كل خطوة من عمله، ولو لم تكونوا قد اختبرتم ذلك، لم يكن ليطلب منك ذلك، ومن ثم، عندما تشهدون لله، فليست الشهادة هي أن تشهدوا لطبيعته البشرية الخارجية السوية، بل للعمل الذي قام به، والطريق الذي سار فيه، وأن تشهدوا للكيفية التي أخضعكم بها والجوانب التي كُمِّلتم بها. هذه النوعية من الشهادة هي التي ينبغي أن تقدموها. لو كنتم أينما ذهبتم تصرخون: "إلهنا جاء إلى العمل، إنه عملي حقًا! لقد اقتنانا دون أي شيء فائق للطبيعة أو أي آيات وعجائب!" فيسألكم آخرون: "ماذا تقصدون بقولكم إنه لم يُظهِر أي آيات أو عجائب؟ هل يستطيع أن يُخضِعكم دون أن يُظهِر آيات أو عجائب؟" فتقولون: "ما فعله هو الكلام. لقد أخضعنا دون أن يُظهِر أي آيات أو عجائب؛ فعمله أخضعنا. إن لم يكن بوسعكم في النهاية أن تقولوا شيئًا مهمًا أو أن تتكلموا عن أي تفاصيل، فهل أنتم بذلك تقدمون شهادة؟ عندما يُخضِع الله العملي الناس، فإن كلامه الإلهي هو الذي يخضعهم. لا يستطيع الناسوت أن يحقق ذلك، فليس هذا بالشيء الذي يستطيع مجرد بشري أن يحققه، وحتى أصحاب أرفع المنازل من الناس الطبيعيين لا يستطيعون ذلك؛ لأن طبيعته الإلهية أعلى من أي مخلوق. هذا الأمر بالنسبة للناس غير طبيعي، لكنَّ الخالق في النهاية أعلى من أي مخلوق. يُقال إنه ليس بوسع التلاميذ أن يكونوا أعظم من معلميهم. كذلك، ليس بوسع المخلوقين أن يكونوا أعلى من الخالق؛ فلو كنتَ أعلى منه، لما كان هو قادرًا على إخضاعك، لكنه يستطيع أن يخضعك لكونه أعلى منك. إن الذي يستطيع أن يُخضِع كل البشرية هو الخالق، ولا أحد سواه يمكنه أن يقوم بهذا العمل. هذه هي الشهادة؛ فهذا النوع من الشهادة هو ما ينبغي عليك أن تقدمه. لقد اختبرتَ كل خطوة من التوبيخ والدينونة والتنقية والتجارب والانتكاسات والمحن، وبلغت الإخضاع، ونحيَّتَ جانبًا تطلعات الجسد ودوافعك الشخصية والمصالح الشخصية للجسد، أو بعبارة أخرى، لقد أُخضِعَت كل قلوب البشر بكلام الله. رغم أن حياتك لم تنم إلى الحد الذي طلبه الله، فإنك تعرف هذه الأمور، وأنت مقتنع تمام الاقتناع بما فعله الله، ولذلك، فهذه شهادة، وهذه الشهادة حقيقية! إن الغرض من العمل الذي جاء ليقوم به -وهو الدينونة والتوبيخ- هو إخضاع الإنسان، لكن الله أيضًا اختتم عمله وأنهى العصر واضطلع بالفصل الأخير من عمله. لقد أنهى الله العصر برمته، وخلَّصَ كل البشرية، ونجاها تمامًا من الخطية، واقتنى البشرية التي خلقها برمتها. هذا كل ما ينبغي أن تشهدوا له.
        لقد اختبرتَ الكثير من عمل الله؛ فقد رأيته بعينك واختبرته بصفة شخصية، فيا لها من حسرة إذا عجزت في النهاية حتى عن أن تؤدي الوظيفة التي كان عليك أن تؤديها. في المستقبل، عندما ينتشر الإنجيل، يجب أن تكون قادرًا على أن تتكلم من معرفتك الشخصية وتشهد للجميع بأنك ربحتَ في قلبك دون أن تدخر وسعًا. هذا ما ينبغي عليك أن يحققه أي مخلوق. لكن ما أهمية هذه المرحلة من عمل الله؟ وما تأثيرها؟ وما المقدار الذي يُنفَّذ منها داخل الإنسان؟ ماذا ينبغي على الناس أن يفعلوا؟ عندما يكون بوسعكم أن تتكلموا بوضوح عن كل العمل الذي قام به الله المتجسد بعد مجيئه إلى الأرض، فحينئذٍ تكون شهادتكم كاملة. عندما يكون بوسعك أن تتكلم بوضوح عن هذه الأمور الخمسة، وهي أهمية عمل الله ومحتواه وجوهره، وشخصية الله التي يمثلها هذا العمل، ومبادئ عمله، فإن ذلك يُثبت أنك قادرٌ على الشهادة، وأنك تمتلك المعرفة بحق. ما أطلبه منكم ليس كثيرًا، وبوسع جميع الذين يسعون بحق أن يبلغوه. إذا عقدتَ العزم على أن تكون أحد شهود الله، فلا بد أن تفهم ما يكرهه الله وما يحبه. لقد اختبرت الكثير من عمله، ولا بد أن تصل من خلال هذا العمل إلى معرفة شخصيته وما يكرهه وما يحبه، وأن تفهم مشيئته وما يطلبه من البشرية، وأن تستخدم هذا في الشهادة له وأن تضطلع بواجبك. ربما تقول هذا فقط: "نحن نعرف الله، ونعرف أن دينونته وتوبيخه غاية في القسوة. كلامه صارم جدًا، إنه بار ومجيد ولا يجوز لإنسانٍ أن يخالفه". لكن هل كلامه في النهاية يدبر الإنسان؟ ما تأثيره على الناس؟ هل تعرف حقًا أن هذا العمل حسنٌ؟ هل تستطيع دينونة الله وتوبيخه أن يكشفا عن شخصيتك؟ هل يستطيعان أن يكشفا عن عصيانك؟ هل يستطيعان أن يطردا تلك الأشياء الموجودة داخلك؟ ماذا سوف تصبح من دون دينونة الله وتوبيخه؟ هل تعرف حقًا مدى إفساد الشيطان لك؟ هذا كله هو ما ينبغي أن تسلحوا أنفسكم به وأن تعرفوه اليوم.
       ليس الآن وقت الإيمان بالله من النوع الموجود في خيالكم: فليس صحيحاً أن ما تحتاجونه فقط هو قراءة كلام الله والصلاة والغناء والرقص والاضطلاع بواجبكم وأن تعيشوا حياة بشرية سوية... هل يُعقَل أن تكون الأمور غاية في البساطة هكذا؟ ما أهمية التأثير؛ فليس المهم مقدار ما تفعله، بل كيف تستطيع فعلاً أن تحقق أفضل تأثير. ربما يكون بوسعك أن تتكلم عن معارف قليلة وأنت ممسك بكتاب، لكن عندما تترك الكتاب، تصبح بلا معرفة مطلقًا؛ فأنت لا تستطيع إلا أن تتحدث بكلامٍ وعقائد، لكن ليست لديك معرفة الخبرة. أصبح من الواجب عليك اليوم أن تفهم الأشياء المهمة؛ فهذا جزء لا غنى عنه لبلوغ الواقعية! تدرب على ما يأتي قبل أي شيء آخر: أولاً، اقرأ كلام الله. استوعب المصطلحات الروحية الموجودة فيه، وابحث فيه عن الرؤى المهمة، وحدد أجزاء طريق الممارسة، وقم بتجميع كل ذلك معًا. ابحث عن كل عنصر منهم وحاول بلوغه أثناء اختباراتك. تلك هي الأمور المهمة التي يجب عليك أن تفهمها. من أهم الممارسات عندما تأكل وتشرب كلام الله أن تتمكن بعد قراءتك لواحدة من أقوال الله من تحديد الأجزاء المهمة منها التي تتعلق بالرؤى، وأن تتمكن أيضًا من تحديد الأجزاء المهمة التي تتعلق بالممارسة، حيث تستخدم الرؤى بوصفها الأساس والممارسة بوصفها المرشد في حياتك. هذا كله ما تفتقرون إليهم أكثر من أي شيء آخر، وهو أيضًا أكبر مشكلة تواجهكم؛ ونادرًا ما تعيرونه أي انتباه في قلوبكم. وجميعكم يعاني الحالة الآتية: كسالى أو غير متحمسين أو غير راغبين في أن تدفعوا أي ثمن أو منتظرين بتقاعس. بل إن بعض الناس يتذمرون؛ فهم لا يفهمون مقاصد عمل الله وأهميته، ويصعب عليهم أن يبحثوا عن الحق. أولئك يبغضون الحق، وسوف يهلكون في النهاية. لا يوجد بينهم مَنْ يمكن تكميله، ولن يُشفَق على واحدٍ منهم. إن لم يكن لدى الناس عزيمة قليلة على مقاومة تأثير الشيطان، فلا يوجد ما يمكن أن يُفعَل لهم.
         إن فاعلية سعيكم من عدمها تُقاس استنادا إلى سعيكم اليوم، واستنادًا إلى ما تمتلكونه في الوقت الراهن؛ فهذان اللذان يُستخدمان في تحديد نهايتكم، أو بعبارة أخرى، تتضح نهايتكم من الثمن الذي دفعتموه والأشياء التي قمتم بها. سوف تتضح نهايتكم من سعيكم وإيمانكم وما قمتم به. يوجد كثيرون بينكم بعيدون بالفعل عن الخلاص، إذ إن اليوم هو الوقت لكشف نهاية الناس، وأنا لن أقوم بعملي بحمق وأرشد أولئك الذين لا يمكنهم أن يخلصوا ليدخلوا العصر التالي. سوف يأتي وقتٌ ينتهي فيه عملي. لن أعمل على تلك الجثث النتنة عديمة الروح التي لا يمكن أن تُخَلَّص؛ فاليوم هو وقت الأيام الأخيرة من خلاص الناس، وأنا لن أقوم بعملٍ لا فائدة منه. لا تحتج على السماء والأرض؛ فنهاية العالم آتية لا محال، وها هي الأمور قد بلغت إلى هذا الحد، وليس بوسعك كإنسان أن تفعل شيئًا لإيقافها، ولا بوسعك أن تغيرها بإرادتك. بالأمس لم تدفع ثمنًا للسعي، ولم تكن مخلصًا، واليوم جاء الوقت، وها أنت بعيد عن الخلاص، وغدًا سوف تهلك. لا توجد مهلة لخلاصك. وحتى مع رقة قلبي وأفضل محاولاتي لتخليصك، فإنك إن لم تجاهد أو تفكر لنفسك، فأي شأن لي بهذا؟ أولئك الذين لا يفكرون إلا في أجسادهم ويحبون الراحة، أولئك أصحاب الإيمان المبهم، أولئك الذي يمارسون السحر والشعوذة، أولئك الفاسقون وأصحاب الملابس الرثة والمهلهلة، أولئك الذين يسرقون الذبائح المُقدَّمَة ليهوه والأشياء التي له، أولئك الذين يحبون الرشاوى، أولئك الذين يحلمون بالذهاب إلى السماء من دون مجهود، أولئك المتكبرون المتعجرفون الذين لا يتطلعون إلا إلى مجدٍ شخصيٍّ وثروة، أولئك الذين ينشرون كلاماً بذيئاً، أولئك الذين يجدفون على الله ذاته، أولئك الذين لا يفعلون أكثر من مجرد إدانة الله ذاته والاستهانة به، أولئك الذين يتحزبون مع آخرين ويحاولون أن يصبحوا مستقلين، أولئك الذين يرفعون أنفسهم أكثر من الله، أولئك الشبان والشابات الطائشون والرجال والنساء في منتصف العمر وكبار العمر الواقعون في شباك الخطية، أولئك الرجال والنساء الذين يستمتعون بمجدٍ شخصيٍّ وثروة ويسعون وراء مكانة شخصية بين الآخرين، أولئك غير التائبين والمأسورون في الخطية، أليسوا جميعًا بعيدين عن الخلاص؟ الفجور والخطية والسحر والشعوذة والتجديف والكلام البذيء، كل ذلك قد تجاوز الحد بينكم، وديسَ كلام الحق والحياة، وأصبحت اللغة المقدسة مستهجنة بينكم. أنتم أيتها الأمم مشحونون نجاسةً وعصياناً! إلى أين سينتهي بكم المطاف؟ كيف يجرؤ أولئك الذين يحبون الجسد ويرتكبون أعمال الجسد الشريرة، أسرى الفجور، على الاستمرار في الحياة؟ أما تعرفون أن أمثالكم من الناس ليسوا إلا يرقات بعيدة عن الخلاص؟ ما الذي يجعلكم أهلاً كي تطلبوا هذا أو ذاك؟ لم يحدث حتى اليوم أدنى تغيير في أولئك الذين لا يحبون الحق بل يحبون الجسد وحده، فكيف يخلص مثل هؤلاء؟ بل حتى اليوم، أولئك الذين لا يحبون طريق الحياة ولا يمجدون الله ولا يشهدون له، الذين يخططون من أجل مكانتهم الذاتية ويمجدون أنفسهم، أما يزالون على حالهم؟ ما الفائدة من تخليصهم؟ إن خلاصك من عدمه لا يعتمد على مدى حُسن تأهلك لذلك أو عدد السنوات التي أمضيتها في العمل، ولا يعتمد بالتأكيد على عدد المؤهلات التي حصلتَ عليها، لكنه يعتمد على ما إذا كان سعيك قد أحدث أي تغيير. يجب أن تعرف أن الذين خُلِّصوا هُم الأشجار التي أوثقت ثمرًا، لا الأشجار ذات الأوراق اليانعة والأزهار الكثيرة لكن من دون ثمر. حتى لو كنتَ قد أمضيتَ سنوات كثيرة تجول الشوارع، فما الفائدة؟ أين شهادتك؟ إن إكرامك لله أقل بكثير من محبتك لذاتك ورغباتك الشهوانية. ألا يُعَد شخص كهذا منحلاً؟ كيف تكون عينة أو نموذجًا للخلاص؟ طبيعتك غير قابلة للتغيير، وأنت شديد العصيان، ولا يمكنك أن تحظى بالخلاص! أما يهلك أولئك الناس؟ أليس وقت انتهاء عملي هو ذاته الوقت الذي يحل فيه أخر أيامك؟ لقد قمتُ بعملٍ كثير وتكلمتُ بكلامٍ كثيرٍ بينكم، لكن ما المقدار الذي طرق آذانكم منه؟ ما المقدار الذي أطعتموه منه؟ الوقت الذي ينتهي فيه عملي هو ذاته الوقت الذي تتوقفون فيه عن معارضتي والوقوف ضدي. لطالما عملتم ضدي في الوقت الذي كنتُ أعمل فيه، ولم تمتثلوا مطلقًا لكلامي. أنا أقوم بعملي، وأنت تقوم بعملك، وتبني مملكتك الخاصة الصغيرة. يا قطيعاً من الثعالب والكلاب، كل ما تفعلونه هو ضدي! تحاولون دائماً إدخال أولئك الذين لا يحبون أحدًا سواكم في حضنكم؛ فأين وقاركم؟ كل ما تفعلونه ينطوي على الخداع! ليس لديكم أي طاعة أو إكرام، بل كل ما تفعلونه مملوء غشاً وتجديفاً! هل يمكن تخليص أمثال أولئك؟ دائمًا ما يرغب الرجال الفاسقون الشهوانيون أن يجتذبوا المستهترات اللعوبات إليهم من أجل متعتهم الخاصة. لن أخلّص أولئك الشياطين الفاسقين، فأنا أكرهكم أيها الشياطين الأنجاس، لقد انحدرت بكم شهواتكم ولهوكم إلى الجحيم. فبماذا تجيبون عن أنفسكم؟ أيها الشياطين الأنجاس والأرواح الشريرة، أنتم في غاية الشر! أنتم مقززون! كيف يمكن لهذه النفاية أن تحظى بالخلاص؟ هل يظل هناك خلاص لأولئك الغارقين في الإثم؟ ليست هذه الحقائق، وهذا الطريق، وهذه الحياة جذابة لكم؛ فأنتم منجذبون إلى الإثم والمال والمنزلة والشهرة والمكسب ومُتَع الجسد وإلى وسامة الرجال ودلال النساء. ما الذي يؤهلكم لدخول ملكوتي؟ في أثناء عمل الخلاص، أكون طيبًا وعطوفًا نحو جميع الناس، لكن عندما ينتهي العمل، تنكشف نهاية مختلف نوعيات الناس، وفي ذلك الوقت لن أكون طيبًا أو عطوفًا؛ لأن نهاية الناس تكون قد انكشفت، ويكون كل واحد قد صُنِّفَ بحسب نوعه، ولن يكون هناك طائل من وراء القيام بالمزيد من عمل الخلاص. ليس لسبب إلا لأن عصر الخلاص يكون قد ولى؛ وحيث إنه سيكون قد ولى، فإنه لن يرجع مرة أخرى.
حواشي:
[1] "مخجلاً" غير موجودة في النص الأصلي.
[2] "يجب أن تعرفوا" غير موجودة في النص الأصلي.
[3] "كان الناس يعتقدون" غير موجودة في النص الأصلي.

المصدر مأخوذ من: كنيسة الله القدير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق