الأحد، 17 فبراير 2019

كنيسة الله القدير|البرق الشرقي|تفسير القول الثالث

تفسير القول الثالث
     بعد ذلك، يفسر الله أيضاً الجوانب الإيجابية للجميع، وهكذا ينالون الحياة من جديد، إذ أنه في الأزمان السابقة، قال الله إن عمال الخدمة ليس لهم حياة، ولكن فجأة يتحدث الله اليوم عن "الحياة المُتأصلة بداخلهم." فقط من خلال الحديث عن الحياة يعرف الناس أنه يمكن لحياة الله أن تظل بداخلهم. بهذه الطريقة يتزايد حبهم لله عدة درجات ويكتسبون معرفة أكبر بمحبة الله ورحمته. وبالتالي، بعد رؤية هذه الكلمات، يتوب الناس عن أخطائهم السابقة ويذرفون دموع الندم سراً.
ومعظمهم كذلك يتخذون قرارهم سراً بأنهم يجب أن يلتمسوا مرضاة الله. أحياناً يخترق كلام الله أعماق قلوب الناس، مما يجعله من الصعب أن يقبله الناس ومن الصعب على الناس أن يعيشوا في سلام. أحياناً ما يكون كلام الله صادقًا وجادًا ويدفئ قلوب الناس حتى أنه بعد أن يقرأه الناس يشعرون بشعور الحمل الضال الذي يرى أمه بعد سنوات من الضلال. إذ تمتلئ عيونهم بالدموع وتغمرهم مشاعرهم ويتحرقون شوقاً ليلقوا بأنفسهم بين أحضان الله، وهم يبكون بكاءً حاراً ويحررون الألم الذي لا يوصف الذي ظل حبيساً في قلوبهم لأعوام طويلة ليظهروا ولائهم لله. بسبب الشهور العديدة التي خضعوا فيها للاختبارـ أصبحوا مفرطي الحساسية وكأنما واجهوا للتو صدمة شديدة، كالقعيد الذي ظل طريح الفراش لسنوات عديدة. ولكي ما يثبتوا في إيمانهم بكلام الله، كثيراً ما يؤكد الله على الآتي: "ولكي تتم الخطوة التالية من عملي بيسر وبدون عراقيل، أستخدم تنقية الكلمات لأختبر كل من هم في بيتي"، هنا يقول الله: "اختبار كل من هم في بيتي" ومن خلال قراءة هذه الكلمات عن كثب سنعرف أنه عندما يعمل الناس كعمال خدمة، فهم ما زالوا في بيت الله. كما أن هذا الكلام يؤكد على صدق الله نحو لقب "شعب الله"، مما يجلب للناس درجة من الراحة في قلوبهم. ولهذا لماذا يكرر الله دائماً المظاهر المتعددة في الناس بعد قراءتهم لكلام الله، أو عندما لم يُكشَف بعد عن "شعب الله"؟ هل هذا فقط لإظهار أن الله هو الإله الذي ينظر إلى عمق قلب الإنسان؟ هذا جزء فقط من السبب، وأهميته هنا ثانوية. فإن الله يفعل هذا ليقنع جميع الناس تمام الإقناع، حتى يتمكن كل إنسان، من خلال كلام الله، من أن يعرف مواطن القصور لديه وأن يعرف نقائصه السابقة من جهة الحياة، والأهم ليضع الأساس لخطوة العمل التالية. يمكن للناس أن يسعوا لمعرفة الله وأن يحاولوا محاكاة الله على أساس معرفتهم لأنفسهم. بسبب هذا الكلام، يتغير الناس من السلبية وعدم الفاعلية إلى الإيجابية والفاعلية، وهذا يغرس جذور الجزء الثاني من عمل الله. يمكننا القول، بعد اتخاذ هذه الخطوة بوصفها الأساس، إن الجزء الثاني من عمل الله يصبح مهمة سهلة، لا تتطلب سوى أقل مجهود. لذلك عندما يخرج الناس الحزن من قلوبهم ويصبحوا إيجابيين وفاعلين، فإن الله يستغل هذه الفرصة لأقصى درجة ليطلب أموراً أخرى من شعبه: "أطلق كلامي وأعبر عنه في أي زمان ومكان، وهكذا أيضاً يجب أن تعرفوا أنفسكم أمامي في كل وقت. لأن اليوم يختلف في نهاية الأمر عما جاء من قبل ولم يعد بإمكانكم أن تنجزوا ما ترغبون فيه. بدلاً من ذلك، يجب أن تتمكنوا – من خلال إرشاد كلامي – من إخضاع أجسادكم، ويجب أن تستخدموا كلامي كركيزة وألا تتصرفوا بتهور." في هذا يركز الله على "كلامي"؛ ففي الماضي أيضاً كان يشير إلى "كلامي" مرات عديدة، وبالتالي لا يملك كل إنسان إلا أن يركز بعض اهتمامه على هذا. وهنا تكمن الإشارة إلى أساس الخطوة التالية من عمل الله. يجب على جميع الناس أن يركزوا تفكيرهم على كلام الله، وألا يتعلقوا بأي شيء آخر. يجب أن يبجل الجميع الكلام الصادر من فم الله وألا يعبثوا به، وهكذا تنتهي الظروف السابقة في الكنيسة، عندما يقرأ شخص ما كلام الله ويقول كثيرون "آمين" ويطيعونه. في ذلك الوقت لم يكن الناس يعرفون كلام الله، ولكنهم اتخذوه كسلاح يدافعون به عن أنفسهم. ولإبطال هذا يضع الله على الأرض اشتراطات جديدة أشد صعوبة على الإنسان. ولمنع الناس من أن يصبحوا سلبيين وغير فاعلين بعد رؤية معايير الله العالية ومتطلباته الصارمة، يشجع الله الناس مرات عديدة من خلال قوله: "حيث إن الأمور قد وصلت لما هي عليه اليوم، لا داعي للشعور بمنتهى الحزن والأسى على أفعالكم وأعمالكم الخاصة بالماضي. إن سماحتي لا حدود لها كالبحار والسموات، أيمكن أن يكون مدى ما يفعله الإنسان وعلمه بي ليس مألوفاً لي تمام الألفة؟" هذا الكلام الصادق والجاد يفتح فجأة عقول الناس ويخرجهم على الفور من غياهب اليأس إلى محبة الله، ويحولهم إلى إيجابيين وفاعلين، لأن الله يتكلم من خلال وضع يده على الضعف الكامن بقلوب الناس. بدون أن يدركوا، لطالما يشعر الناس بالخزي أمام الله بسبب افعالهم الماضية ويعبرون عن ندمهم مراراً وتكراراً. وبالتالي يكشف الله كلامه هذا على وجه الخصوص بطريقة طبيعية واعتيادية، حتى لا يشعر الناس أن كلام الله جامد فاقد للحياة، بل هو صارم وأيضًا ناعم ومشرق ومفعم بالحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق