الخميس، 21 فبراير 2019

تفسير القول السادس| كنيسة الله القدير|البرق الشرقي

         
تفسير القول السادس|  كنيسة الله القدير|البرق الشرقي|كلمات الله بطاقة العنوان
         يقول الله القدير:كذلك يوضح الله الحقائق المتعلقة بمحاكمة بطرس، ويصف باستفاضة الظروف الفعلية التي جرت فيها حتى يدرك الناس بصورة أفضل الآتي: أن الله ليس لديه رحمة ومحبة فحسب، لكن لديه أيضًا جلال وسخط، وأن أولئك الذين يعيشون في سلام ليسوا بالضرورة يعيشون في وسط بركة الله. ذلك، فإن إخبار الناس عن تجارب بطرس عقب محاكماته يُبيِّن بأكثر وضوح صدق هذه الكلمات التي نطق بها أيوب: "أَٱلْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ الله، والشر لَا نَقْبَلُ؟" هذا كافٍ ليوضح أن بطرس قد وصل إلى معرفة غير مسبوقة بالله، شيءٌ لم يصل إليه أحدٌ في أي عصرٍ سابق.
هذا ما ربحه بطرس عندما استوعب إيمان ومحبة كل الذين أحبوا الله على مر العصور، وأخذ في اعتباره الدروس المُستفادَة من المحاولات الفاشلة في الماضي ليحث نفسه. لهذا السبب، يُطلَق على كل مَنْ يبلغ معرفة حقيقية بالله "ثمرة"، وقد كان بطرس واحدًا منها. بوسع المرء أن يرى في صلوات بطرس إلى الله المعرفة الحقيقية بالله التي ربحها من خلال تجاربه، لكنَّ الخلل الصغير الوحيد هو أنه لم يكن قادرًا على استيعاب إرادة الله استيعابًا كاملاً؛ ولهذا السبب، واستنادًا إلى أساس معرفة الله الذي بلغه بطرس، طلب الله "أن يحتل مكانًا يشغل 0.1 في المائة من قلب الإنسان". بالأخذ في الاعتبار حقيقة أنه حتى بطرس -وهو الرجل الذي عرف الله أفضل معرفة- كان غير قادر على استيعاب إرادة الله بدقة، لا يسعنا إلا أن نخلص إلى أن البشرية ببساطة غير مزودة بعضوٍ لمعرفة الله، لأن الشيطان قد أفسد الإنسان بالفعل إلى هذا الحد، وهذا قاد كل الناس إلى معرفة جوهر البشرية. هذا الشرطان المسبقان، وهما افتقار البشرية إلى عضوٍ لمعرفة الله واختراقها التام من الشيطان، يهيئان الساحة لإظهار قوة الله العظيمة، لأن الله احتل مكانة معينة في قلب البشر، فقط من خلال إنفاق الكلمات ودون الاضطرار حتى إلى القيام بأي نوعٍ من العمل. لماذا يعني الوصول إلى 0.1 في المائة وصولاً إلى تحقيق إرادة الله؟ لشرح ذلك في ضوء حقيقة أن الله لم يمنح الإنسان العضو المذكور: إذا كان بوسع البشرية أن تصل إلى مائة في المائة من المعرفة في ظل غياب هذا العضو، لأصبحت حينئذٍ كل حركة وتصرف من الله كتابًا مفتوحًا للإنسان، ولقام الإنسان -في ظل طبيعته الفطرية- بالعصيان فورًا على الله، ولشرع في مقاومته علانية (بهذه الطريقة سقط الشيطان)؛ لذلك، لم يستخف الله مطلقًا بالإنسان، وذلك لأن الله حلل الإنسان بدقة، ويعرف بوضوحٍ تام كل شيء حتى مقدار الماء الذي يختلط بدمه، فكم بالحري يفهم طبيعة الإنسان الظاهرة؟ لم يرتكب الله خطأ على الإطلاق، بل إنه اختار كلماته بدقة بالغة عندما نطق أقواله؛ ولهذا السبب، فلا تعارض بين حقيقة أن بطرس لم يفهم بدقة إرادة الله وحقيقة أنه أيضًا الإنسان الوحيد الذي عرف الله أفضل معرفة، بل والأكثر من ذلك أنه ليس ثمة علاقة بين الاثنين. لم ينطق الله بمثل بطرس ليجذب انتباه الناس إلى بطرس. لماذا استطاع بطرس أن يبلغ معرفة الله إن لم يكن في استطاعة شخصٍ كأيوب أن يبلغها؟ لماذا يقول الله إنه باستطاعة إنسان أن يبلغها، ثم يرجع ويقول إنها بسبب قوة الله العظيمة؟ هل حقًا أن منحة الإنسانية الفطرية صالحة؟ لا يجد الناس هذه النقطة سهلة الفهم، فلا أحد كان سيعرف معناها الداخلي لو لم أشرحه أنا. الهدف من هذا الكلام أن يُمكِّن الإنسان من الوصول إلى نوع ما من الإدراك يستطيع من خلاله أن يثق في التعاون مع الله. بهذه الطريقة وحدها يستطيع الله أن يعمل بمساعدة جهود الإنسان في التعاون معه. هذا هو الموقف الفعلي في عالم الروح. إنه شيء ليس بوسعك كليًا أن تفهمه. إن التخلص من المكانة التي يحتلها الشيطان في قلب الإنسان، ثم تمكين الله من تملك القلب يُسمَّى صد هجوم الشيطان، وفقط عندما يحدث هذا يمكن القول إن المسيح قد نزل على الأرض، وحينئذٍ فقط يمكن القول بأن ممالك العالم قد أصبحت مملكة المسيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق