الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

كلمة الله-تفسير القول الثاني عشر


كنيسة الله القدير

  كلمة الله-تفسير القول الثاني عشر



    عندما ينتبه ويصغي جميع البشر، عندما تتجدد كل الأشياء وتحيا، عندما يخضع كل شخص لله دون شكوك، ويكون مستعداً لتحمل المسئولية الثقيلة لفكر الله – يكون هذا عندما يظهر البرق الشرقي، وينير الكل من الشرق إلى الغرب، مرهِباً كل الأرض بوصول هذا النور؛ وفي هذه اللحظة، يبدأ الله مرة أخرى حياته الجديدة. هذا يعني أنه في هذه اللحظة يبدأ الله العمل الجديد على الأرض، معلناً للبشر في الكون بأكمله أنه، "عندما يظهر البرق من الشرق – و هي بالتحديد أيضاً اللحظة التي أبدأ بها في الحديث – في اللحظة التي يظهر فيها البرق، فإن السماء بأكملها تنير، وتبدأ كل النجوم في التغير". إذاً، متى يكون الوقت الذي يظهر فيه البرق من الشرق؟ عندما تظلم السماء وتصبح الأرض معتمة، يكون هذا أيضاً هو الوقت الذي يحجب الله فيه وجهه عن العالم، وهذه هي نفس اللحظة التي يكون فيها كل ما تحت السماء على وشك أن تهاجمه عاصفة قوية. في هذا الوقت، يصيب الذعر جميع البشر، خوفاً من الرعد، وخوفاً من لمعان البرق، والأكثر من ذلك خوكنيسةفاً من هجمة الطوفان، بحيث إن معظمهم يغمضون أعينهم وينتظرون أن يطلق الله العنان لغضبه ويضربهم. وإذ تحدث حالات متنوعة، يظهر البرق الشرقي في الحال. بمعنى أنه في شرق العالم، من حيث تبدأ الشهادة لله نفسه، حتى يبدأ الله في العمل، وحتى تبدأ الألوهية في ممارسة السلطة السيادية في جميع أنحاء الأرض – هذا هو الشعاع المضيء للبرق الشرقي، والذي أشرق مالقديسينن قبل على الكون بأكمله. عندما تصبح الدول على الأرض هي ملكوت المسيح هو عندما يضيء الكون بأكمله. الآن هو الوقت الذي يظهر فيه البرق الشرقي: يبدأ الله المتجسد بالعمل، وأكثر من ذلك، يتكلم مباشرة بألوهية. يمكن أن يقال أنه عندما يبدأ الله في الكلام على الأرض يكون هذا هو الوقت الذي يظهر فيه البرق الشرقي. بأكثر تحديد، عندما يتدفق الماء الحي من العرش – عندما تبدأ الأقوال من العرش – هذا بالتحديد هو الوقت الذي تبدأ فيه رسمياً أقوال الأرواح السبعة. في هذا الوقت، يبدأ البرق الشرقي في الظهور، وبسبب اختلاف التوقيت، تختلف أيضاً درجة الإضاءة، وتوجد أيضاً حدود لمدى الإشعاع. لكن إذ يتحرك عمل الله، وإذ تتغير خططه – إذ يتنوع العمل في أولاده وشعبه – يؤدي البرق بصورة متزايدة وظيفته الفطرية، بحيث أن الجميع في كل أنحاء الكون ، ولا يتبقى ثمالة ولا خبث. هذه هي بلورة خطة إدارة الله ذات الستة آلاف سنة، والثمرة نفسها التي يستمتع بها الله. لا تشير "النجوم" إلى نجوم السماء، بل إلى كل أولاد وشعب الله الذين يعملون لأجل الله. فحيث إنهم يشهدون لله في ملكوت الله، ويمثلون الله في ملكوت الله، وحيث إنهم مخلوقات، يطلق عليهم "النجوم". التغيرات التي تحدث تشير إلى تغيرات في الهوية والمركز: فهم يتغيرون من شعب على الأرض إلى شعب الملكوت، وفضلاً عن ذلك، الله معهم، ومجد الله فيهم. نتيجة لذلك، فهم يمارسون السلطة السيادية عوضاً عن الله، والحقد والنجاسة فيهم تتطهر بسبب عمل الله، وفي النهاية يجعلهم مؤهلين لاستخدام الله لهم ويجعلهم حسب قلب الله – الأمر الذي هو جانب واحد من معنى هذه الكلمات. عندما يضيء شعاع نور الله كل الأرض، ستتغير كل الأشياء في السماء وعلى الأرض بدرجات متنوعة، والنجوم في السماء ستتغير أيضاً، وستتجدد الشمس والقمر، والبشر على الأرض سوف يتجددون بالتالي – وهذا هو كل العمل الذي يعمله الله بين السماء والأرض، وليس من المستغرب.

    عندما يخلِّص الله البشر – الأمر الذي بالطبع لا يشمل الذين هم غير مختارين – فهذا هو الوقت الذي يطهر فيه الله البشر ويحاكمهم، ويبكي كل الناس بمرارة، أو يسقطون منكوبين في فراشهم، أو يطرحون ويسقطون في هاوية الموت بسبب كلام الله. بفضل أقوال الله فقط يبدأون في معرفة أنفسهم. إن لم يكن كذلك لكانت أعينهم كعيني ضفدع – تنظر لأعلى، غير واثقة، ولا أحد منهم يعرف نفسه، ويجهل كم عدد الأحجار التي يزنها. البشر يفسدون حقاً بواسطة إبليس حتى نقطة ما. لكن بسبب قدرة الله الكلية بالتحديد، يتم تصوير الوجه القبيح للإنسان بحيوية شديدة، مما يجعل الإنسان، بعد أن يقرأه، يقارنه بوجهه هو الحقيقي. جميع الناس يعلمون كم عدد خلايا المخ التي لديهم في رؤوسهم والتي تبدو شفافة تماماً بالنسبة لله، فمابالك بوجوههم القبيحة أو أفكارهم الداخلية. في الكلمات، "يبدو كما لو أن الجنس البشري بأكمله يتم إخضاعه للتنقية والفرز الملائم. تحت توهج هذا الشعاع من الضوء من الشرق، يظهر كل الجنس البشري في صورته الأصلية، وتنبهر العيون، وتتحير في ارتباك"، يمكن رؤية أنه في يوم من الأيام، عندما ينتهي عمل الله، سيكون كل البشر قد حوكموا من قِبل الله. لن يتمكن أحد من الهروب، وسوف يتعامل الله مع كل البشر واحداً تلو الآخر، دون أن يتغاضى عن أي واحد منهم، وعندها فقط سيرضى قلب الله. ولذلك، يقول الله، "مرة أخرى، هم يشبهون الحيوانات التي تفر من نوري طلباً لملجأ في كهوف الجبال؛ لكن لا أحد منهم يستطيع أن يتوارى من داخل نوري." البشر حيوانات وضيعة ودنيئة. إنهم يعيشون في يد الشيطان، كما لو أنهم قد لجأوا إلى الغابات العتيقة المتعمقة داخل الجبال – لكن حيث أنه لا شيء يستطيع أن يهرب من نيران الله الحارقة، حتى أثناء وجودهم تحت "حماية" قوى الشيطان، كيف يمكن أن ينساهم الله؟ عندما يقبلون وصول كلمات الله، يتم تصوير مختلف الأشكال الغريبة والحالات الشاذة لجميع البشر بقلم الله؛ يتكلم الله كما يلائم احتياجات وعقلية الإنسان. لذلك، يبدو الله بالنسبة للبشر على دراية جيدة بعلم النفس. كما لو أن الله عالم نفس، لكن أيضاً كما لو أنه طبيب متخصص في الطب الباطني – فلا عجب إذاً أن لديه مثل هذا الفهم للإنسان، "المعقد". كلما يفكر الناس في هذا أكثر، ازداد شعورهم بقيمة ونفاسة الله، وكلما شعروا أكثر أن الله عميق ولا يسبر غوره. كما لو أنه بين الإنسان والله، يوجد حاجز سماوي لا يمكن عبوره، لكن أيضاً كما لو أن الاثنين ينظر أحدهما إلى الآخر من على شاطئي نهر تشو، [1] غير قادر أي منهما على فعل أي شيء أكثر من مشاهدة الآخر. بمعنى أن البشر على الأرض ينظرون فقط إلى الله بعيونهم، لكن لم تكن لديهم أبداً الفرصة لكي يتفحصوه عن كثب، وكل ما لديهم هو شعور بالتعلق. فلديهم في قلوبهم دائماً شعور بأن الله لطيف، لكن لأن الله "بلا قلب ولا مشاعر" أبداً، لم تكن لديهم مطلقاً الفرصة لكي يتحدثوا بالكرب والغم الموجود في قلوبهم أمامه. إنهم يشبهون زوجة شابة جميلة أمام زوجها – والتي بسبب نزاهة زوجها، لم تكن لديها أبداً الفرصة لكي تبوح له بمشاعرها الحقيقية. البشر بؤساء يحتقرون أنفسهم، ولذلك، بسبب ضعفهم، وبسبب افتقارهم لاحترام الذات، تتزايد كراهيتي للإنسان دون وعي بصورة ما، وينفجر الغضب الشديد الموجود في قلبي. أما في عقلي، فأشعر كما لو أنني أعاني من الصدمة. لقد فقدت أملي في الإنسان منذ زمن طويل، لكن لأنه، "مرة ثانية، يقترب يومي بالمجيء على الجنس البشري، ومرة أخرى يوقظ الجنس البشري، معطياً للبشرية نقطة تبدأ منها بداية جديدة"، فأنا مرة أخرى أدعو الشجاعة لكي تتغلب على كل البشر، وتقبض على التنين الأحمر العظيم وتهزمه. كان قصد الله الأصلي كالتالي: ألا يفعل شيئاً أكثر من هزيمة نسل التنين الأحمر العظيم في الصين؛ فقط هذا يمكن أن يعتبر هزيمة للتنين الأحمر العظيم، ومحو للتنين الأحمر العظيم، وهذا فقط سيكون كافياً لإثبات أن الله يسود كملك في كل أنحاء الأرض، ويُثبت إتمام مشروع الله العظيم، وأن الله لديه بداية جديدة على الأرض، وأنه يتمجد على الأرض. بسبب المشهد النهائي الجميل، لا يسع الله سوى أن يعبر عن شوق قلبه: "قلبي ينبض، ومع إيقاع نبضات قلبي، تقفز الجبال فرحاً، وترقص الأنهار ابتهاجاً، والأمواج، بحسب الإيقاع، تضرب الشعاب الصخرية. من الصعب التعبير عما في قلبي". من هذا يمكن رؤية أن ما خطط له الله هو ما حققه بالفعل، وأنه كان معيناً مسبقاً من الله، وأن هذا بالتحديد هو ما يجعل الله البشر يختبرونه وينظرونه. إن مشهد الملكوت جميل، ومَلك المملكة هو المنتصر، من مفرق الرأس لأخمص القدم لا يوجد أثر للحم والدم، بل كله مقدس. جسده كله يتوهج بالمجد المقدس، غير ملوث على الإطلاق بالأفكار البشرية، جسده بالكامل، من أعلى إلى أسفل، ممتلئ بالبر وبرائحة السماء، وينضح بعطر آسر. إنه مثل الحبيب في نشيد الأنشاد، ولكنه أكثر جمالاً من جميع القديسين، وأسمى من القديسين القدماء، فهو المُعلَم بين كل البشر، ولا يقارَن بالإنسان؛ البشر غير مستأهلين للنظر إليه مباشرة. فلا أحد يستطيع أن يرى وجه الله المجيد، ظهور الله، أو صورة الله، ولا أحد يستطيع أن يضاهيها، ولا أحد يستطيع بسهولة أن يُثني على هذه الأشياء بفمه.

    كلمات الله ليست لها نهاية، مثل نهر يتدفق من ينبوع، فهي لن تجف أبداً، ولذلك لا أحد يستطيع أن يسبر غور أسرار خطة تدبير الله – لكن بالنسبة إلى الله، مثل هذه الأسرار لا نهاية لها. لقد تكلم الله مرات عديدة باستخدام وسائل ولغات مختلفة، عن تجديده وتغييره للكون بأكمله، في كل مرة بعمق أكثر من السابق: "أنا أريد أن تحترق كل الأشياء النجسة وتتحول إلى رماد تحت نظري، وأريد من كل أولاد العصيان أن يختفوا من أمام عيني، وألا يظلوا بعد ذلك في الوجود". لماذا يقول الله مثل هذه الأمور مراراً وتكراراً؟ ألا يخشى أن يسأم البشر منها؟ يتلمس الناس فقط كلمات الله، راغبين أن يعرفوا الله بهذه الطريقة، ولكنهم لا يتذكرون قط أن يمتحنوا أنفسهم. لذلك يوظِّف الله هذه الوسيلة لتذكيرهم، ولجعلهم يعرفون أنفسهم، بحيث أنهم من أنفسهم يستطيعون أن يتوصلوا إلى معرفة عصيان الإنسان، وهكذا يمحون عصيانهم أمام الله. فإذ يقرأون أن الله يرغب في "التنقية والفرز"، تتوتر أمزجتهم على الفور، وعضلاتهم أيضاً يبدو أنها تتوقف عن الحركة. فيرجعون في الحال أمام الله لكي ينتقدوا أنفسهم، وهكذا يتوصلون إلى معرفة الله. بعد هذا – بعد أن يحسموا قرارهم – يستغل الله هذه الفرصة لكي يظهر لهم جوهر التنين الأحمر العظيم؛ وبالتالي، يرتبط الناس بالمجال الروحي مباشرة، وبسبب الدور الذي لعبه قرارهم، تبدأ عقولهم أيضاً تلعب دوراً، مما يزيد من العواطف بين الإنسان والله – وهو الأمر الذي له فائدة أعظم لعمل الله في الجسد. بهذه الطريقة، يرغب الناس دون وعي في النظر للخلف إلى الأوقات السابقة: في الماضي، وعلى مدى سنوات كان الناس يؤمنون بإله غامض، على مدى سنوات لم يتحرروا مطلقاً في قلوبهم، بل كانوا غير قادرين على الاستمتاع بصورة عظيمة، ورغم أنهم كانوا يؤمنون بالله، لم يكن هناك نظام لحياتهم، كما لو أنه لم يكن هناك اختلاف عما كانوا قبل أن يؤمنوا، فحياتهم لا تزال تشعر بالفراع واليأس، كما لو أن إيمانهم في ذلك الوقت كان نوعاً من الورطة، وكما لو أنه من الأفضل لهم لو لم يؤمنوا. حيث أنهم رأوا الإله الفعلي نفسه اليوم، كما لو أن السماء والأرض قد تجددتا؛ وأصبحت حياتهم منيرة، ولم يعودوا بلا رجاء، وبسبب وصول الإله الفعلي، يشعرون أنهم ثابتون في قلوبهم ويشعرون بالسلام داخل أرواحهم. لم يعودوا يطاردون الريح ويقبضون على الأخيلة في كل ما يفعلون، لم يعد سعيهم بلا هدف، ولم يعودوا يتخبطون. لكن الحياة اليوم أكثر جمالاً، فقد دخل الناس دون توقع الملكوت وأصبحوا جزءاً من شعب الله، وبعد ذلك ... كلما فكر الناس أكثر في قلوبهم، ازدادت العذوبة، وكلما فكروا أكثر، كلما أصبحوا أكثر سعادة، وكلما أُلهِموا أكثر بأن يحبوا الله. لذلك بدون أن يدركوا، تنمو الصداقة بين الله والإنسان. يحب الناس الله أكثر، ويعرفون الله أكثر، ويصبح عمل الله في الإنسان أكثر سهولة، ولا يعود يجبر أو يلزم البشر، بل يتبع مسار الطبيعة، ويؤدي الإنسان وظيفته الخاصة المتفردة – وعندها فقط سيتمكن بالتدريج من معرفة الله. فقط هذه هي حكمة الله – فهي لا تدخر أقل جهد، وقد جاءت بما يناسب طبيعة الإنسان. لذلك يقول الله في هذه اللحظة، "في وقت تجسدي في العالم البشري، وصل البشر دون قصد إلى هذا اليوم بمعونة يدي المرشدة، وجاءوا دون قصد إلى معرفتي. لكن فيما يتعلق بكيف يسلكون الطريق الممتد أمامهم، ليس لدى أي إنسان أية فكرة، ولا أحد يعي ذلك، كما لا يوجد لدى أي إنسان فكرة عن الاتجاه الذي سيقوده إليه هذا الطريق. فقط برعاية القدير وحمايته يتمكن أي إنسان من السير في الطريق حتى النهاية؛ فقط بقيادة البرق في الشرق سيتمكن أي إنسان من عبور العتبة التي تقود إلى مملكتي." أليس هذا ملخصاً لما كنت أصفه في قلب الإنسان أعلاه؟ هنا يكمن سر كلمات الله. إن الأفكار في قلب الإنسان هي ما يتكلم به فم الله، وما يتكلم به فم الله يرغب فيه الإنسان، وهذا بالتحديد هو أكثر ما يبرع فيه الله عند كشف قلب الإنسان؛ إن لم يكن كذلك، كيف كان يمكن للجميع أن يقتنعوا بإخلاص؟ أليس هذا هو الأثر الذي يرغب الله في تحقيقه من هزيمة التنين الأحمر العظيم؟

    في الحقيقة أنه كما كان قصد الله الأصلي، فإن معنى الكثير من كلماته لا يكمن في معناها الظاهري. في كثير من كلماته، يغير الله ببساطة وعن عمد تصورات البشر ويحول انتباههم. لا ينسب الله أية أهمية لهذه الكلمات، وبالتالي فإن كثيراً من الكلمات غير جديرة بالتفسير. عندما غزت كلمات الله الإنسان إلى النقطة التي هو فيها اليوم، وصلت قدرة البشر إلى نقطة معينة، وبالتالي ينطق الله بمزيد من كلمات الإنذار والتحذير – القانون الذي يصدره الله لشعبه هو: "رغم أن البشر الذين يملأون الأرض هم في مثل كثرة النجوم، فأنا أعرفهم كلهم بمثل الوضوح الذي أرى به كف يدي. ورغم أن البشر الذين "يحبونني" هم أيضاً لا يُعَدون مثل رمل البحر، ففقط القليليون هم الذين اختيروا من قِبَلي: فقط أولئك الذين يسعون إلى النور الساطع، الذين هم بعيدون عن أولئك الذين "يحبونني". في الواقع هناك الكثيرون الذين يقولون إنهم يحبون الله، لكن القليلين هم الذين يحبونه في قلوبهم – الأمر الذي كما يبدو، يمكن أن يُعرف بوضوح حتى وعيوننا مغلقة. هذا هو الموقف الفعلي لكل العالم الذي يعرف الله. في هذا، نرى الآن أن الله قد تحول إلى عمل محو البشر، مما يوضح أن ما يريده الله، وما يرضي الله، ليس كنيسة اليوم، لكن الملكوت بعد المحو. في هذه اللحظة، يقوم الله بإعطاء تحذير إضافي لكل "البضائع الخطرة": إلا إذا لم يتصرف الله، فبمجرد أن يبدأ الله في العمل، يتم محو هؤلاء الناس من الملكوت. لا يعمل الله أبداً أموراً بطريقة سطحية، بل يتصرف دائماً بموجب مبدأ "الواحد واحد والاثنان اثنان"، وإن كان يوجد أولئك الذين لا يرغب في النظر إليهم، فإنه يفعل كل شيء ممكن لكي يمحوهم ولكي يوقفهم عن إحداث الإضطرابات في المستقبل. يطلَق على هذا "إخراج القاذورات والتطهير الدقيق". عندما يعلن الله القرارات الإدارية للإنسان تكون هذه هي نفس اللحظة التي يعرض فيها أعماله المعجزية وكل ما هو بداخله، وبالتالي فهو يقول، "توجد وحوش مفترسة بلا عدد في الجبال، ولكنها جميعاً أليفة مثل الخراف أمامي؛ أسرار لا يسبر غورها تكمن تحت المحيط، لكنها تقدم نفسها لي بمثل وضوح كل الأشياء على وجه الأرض؛ في السماء العليا توجد مجالات لا يمكن للإنسان الوصول إليها أبداً، لكني أتمشى بحرية في تلك المجالات التي لا يمكن الوصول إليها." ما يقصده الله هو هذا: رغم أن قلب الإنسان نجس أخدع من كل شيء، ويبدو غامضاً بصورة لانهائية مثل جحيم تصورات البشر، فإن الله يعرف أحوال الإنسان الفعلية مثل ظهر يده. ومن بين كل الأشياء، يعتبر الإنسان حيواناً أكثر وحشية وهمجية من الوحش المفترس، لكن الله قد هزم الإنسان إلى النقطة التي لا يجرؤ فيها أحد على النهوض والمقاومة. في الواقع، كما يعني الله، ما يفكر به البشر في قلوبهم هو أكثر تعقيداً من كل الأشياء ومن بين كل الأشياء، ولا يسبر غوره، لكن الله لا يضع اعتباراً لقلب الإنسان، بل مجرد أنه يعامله مثل دودة صغيرة أمام عينيه؛ بكلمة من فمه، يهزمها، في أي وقت يحب، ويطيح بها، بأقل حركة من يده، إنه يؤدبها، وهو يدينها وفقاً لمشيئته.

    اليوم، يوجد كل البشر وسط الظلمة، لكن بسبب إتيان الله، يتوصل البشر إلى معرفة جوهر النور نتيجة لرؤيتهم الله، وفي كل أنحاء العالم يبدو كما لو أن قِدراً سوداء عظيمة قد انقلبت على الأرض؛ لا أحد يستطيع أن يتنفس، جميعهم يحاولون أن يقلبوا الموقف، لكن لا أحد قد قام أبداً برفع القِدر السوداء. فقط بسبب تجسد الله، قد انفتحت عيون البشر فجأة، ونظروا الإله الفعلي، وهكذا يطلب الله منهم بنبرة استجواب: "لم يدركني الإنسان أبداً في النور، ولكنه رآني فقط في عالم الظلام. ألستم أنتم في نفس الموقف اليوم تماماً؟ لقد كان في ذروة ثورات التنين الأحمر العظيم، أن قمت رسمياً بارتداء الجسد لكي أقوم بعملي." لا يخفي الله ما يحدث في المجال الروحي، كما أنه لا يخفي ما يحدث في قلب الإنسان، وبالتالي فهو يذكِّر البشر باستمرار: "أنني أفعل هذا ليس فقط لكي أمكِّن شعبي من معرفة الله المتجسد فحسب، بل أيضاً لكي أطهر شعبي. ونظراً لقسوة قراراتي الإدارية، لايزال معظم البشر عرضة لخطر القضاء عليهم بواسطتي. ما لم تبذلوا كل جهد للتعامل مع أنفسكم، لكي تقمعوا جسدكم، ما لم تفعلوا هذا، ستصبحون بالتأكيد شيئاً أحتقره وأرفضه، يُطرح في الجحيم، تماماً كما تلقى بولس التأديب من يدي مباشرة، التأديب الذي لم يكن هناك مهرب منه." كلما يقول الله هذه الأشياء أكثر، كلما كان الناس أكثر حذراً لخطوات أقدامهم، وكلما كانوا أكثر خوفاً من قرارات الله الإدارية، وعندئذٍ فقط يمكن لسلطان الله أن ينتشر ويمكن لجلاله أن يتضح. هنا يُذكر بولس مرة أخرى لكي يجعل الناس يفهمون إرادة الله: لابد ألا يكونوا أولئك الذين يؤدبهم الله، بل يكونون أولئك الذين يدركون إرادة الله ويهتمون بها. فقط هذا يمكن أن يجعل البشر، وسط خوفهم، ينظرون للخلف إلى عجزهم في الماضي أمام الله عن التصميم على إرضائه بالكامل، مما يسبب لهم ندماً أعظم، ويعطيهم مزيداً من المعرفة بالإله الفعلي. وبالتالي عندئذٍ فقط يمكن ألا يكون لديهم أية شكوك بشأن كلمات الله.

    "ليس الأمر مجرد أن الإنسان لا يعرفني في جسدي؛ بل الأسوأ أنه فشل في فهم ذاته نفسها التي تسكن في جسد بشري. كم من السنوات مضت، وكل البشر يخدعونني، ويعاملونني كضيف من الخارج؟ كم من المرات ...؟" هذه العبارة "كم من المرات" تذكر حقيقة مقاومة الإنسان لله، وتُظهر للبشر نماذج حقيقية للتأديب؛ هذا دليل على الخطية، ولا يستطيع أحد أن يدحضه مرة أخرى. جميع البشر يستخدمون الله مثل بعض الأشياء اليومية، كما لو أنه شيء من الأشياء الأساسية في البيت، التي يستطيعون استخدامها كما يرغبون. لا أحد يعتز بالله، لا أحد يحاول أن يعرف جودة وصفاء الله، ووجه الله المجيد، فكم بالأقل يخضع أي إنسان عن عمد لله. كما أنه لم ينظر أي إنسان لله مثل شيء محبوب في قلبه؛ بل كلهم "يسحبونه" عندما يحتاجون إليه، ويدفعونه جانباً ويتجاهلونه عندما لا يحتاجون إليه، كما لو أن الله، بالنسبة للإنسان، هو عبارة عن دمية، يمكن للإنسان أن يتلاعب بها عن قصد، ويطلب منها أي شيء يرغب فيه أو يريده. لكن الله يقول، "لو كنت خلال فترة تجسدي، لم أهتم بضعف الإنسان، لكانت البشرية كلها، فقط بسبب تجسدي، قد خافت وخرجت عن عقلها، ونتيجة لذلك، لسقطت في الهاوية"، مما يظهر مدى عظمة أهمية تجسد الله: ففي الجسد، جاء لكي يهزم البشر، بدلاً من أن يدمر كل البشر من العالم الروحي. لذلك، عندما صارت الكلمة جسداً، لم يعلم أحد. لو لم يكن الله يهتم بضعف الإنسان، عندما صار جسداً وانقلبت السماء والأرض رأساً على عقب، لكان كل البشر قد أبيدوا؛ حيث إنه في طبيعة البشر أن يحبوا الجديد ويكرهوا القديم، وكثيراً ما ينسون الأوقات السيئة عندما تسير الأمور بصورة جيدة، ولا أحد منهم يعرف كم هو مبارَك، لذلك يذكِّرهم الله باستمرار بأنهم لابد أن يقدِّروا مدى الصعوبة التي خاضوها اليوم، فلأجل الغد، لابد أن يقدِّروا اليوم أكثر، ولا ينبغي عليهم، مثل الحيوان، أن يتسلقوا الأعالي ولا يدركون السيد، وألا يكونوا جهالاً بالبركات التي يعيشون فيها. لذلك فهم يصبحون ذوي سلوك جيد، ولا يعودون متفاخرين أو معاندين، ويصبحون على معرفة بأنه ليس الأمر أن طبيعة الإنسان صالحة، بل أن رحمة الله ومحبته قد جاءت على الإنسان؛ إنهم يخافون التأديب، ولذلك لا يجرؤون على فعل أكثر من هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق