الثلاثاء، 21 أغسطس 2018

اهرب من تأثير الظلمة وسوف تُقتنى من الله



 كلمات الله بطاقة العنوان
كلمات الله بطاقة العنوان
ما تأثير الظلمة؟

إن ما يُشار إليه بوصفه تأثير الظلمة هو قيد الشيطان وتأثيره، وهو التأثير الذي له طابع الموت.

عندما تصلي بإخلاص الله، فإنك تحوَّلَ قلبك إليه تماما. عند هذه النقطة، يحرك روح الله قلبك، وتكون مستعدًا لتقديم ذاتك ككل، وفي هذه اللحظة، تكون قد هربتَ من تأثير الظلمة. لو كان كل ما يفعله الإنسان مرضيًا أمام الله ومتوافقًا مع متطلباته، يكون ذلك الإنسان ممن يحيون في كلام الله، ويعيشون في حماية الله ورعايته. أما إذا كان الناس غير قادرين على تطبيق كلام الله، ويخدعون الله باستمرار، ويتعاملون معه بطريقة سطحية، ولا يؤمنون بوجوده، فإن مثل أولئك جميعهم يعيشون تحت تأثير الظلمة. الذين لم يحصلوا على خلاص الله يعيشون جميعًا تحت سيادة الشيطان، بمعنى أنهم يعيشون جميعًا تحت تأثير الظلمة. الذين لا يؤمنون بالله يعيشون تحت سيادة الشيطان. بل إن أولئك الذين يؤمنون بوجود الله قد لا يعيشون بالضرورة في نور الله، حيث إن أولئك الذين يؤمنون به قد لا يحيون بالضرورة في كلام الله، وليس بالضرورة أن يكونوا قادرين على إطاعة الله. الإنسان يؤمن فقط بالله، ويظل بسبب فشله في معرفة الله يعيش في نطاق القواعد العتيقة، يعيش في إطار كلامٍ ميت، يعيش في حياة مظلمة غير يقينية، وغير مُطهَّرَة تمامًا بالله، ويظل غير مُقتنى تمامًا من قبل الله. ومن ثم، بينما يُعَد من البديهيات أن غير المؤمنين بالله يعيشون تحت تأثير الظلمة، ربما يظل حتى أولئك الذين يؤمنون به يعيشون تحت تأثيرها أيضًا، لأن الروح القدس لم يقم بعملٍ عليهم. إن الذين لم ينالوا نعمة الله أو رحمته، وأولئك الذين يعجزون عن أن يروا عمل الروح القدس يعيشون كلهم تحت تأثير الظلمة، وكذلك الذين يتمتعون فقط بنعمة الله لكنهم لا يعرفونه يعيشون أيضًا تحت تأثير الظلمة غالبية الوقت. هب أنَّ إنسانًا يؤمن بالله لكنه يمضي معظم حياته يحيا تحت تأثير الظلمة، فإن وجود هذا الإنسان قد فقد معناه، فما بالك بأولئك الذين لا يؤمنون أساسًا بوجود الله.

إن كل أولئك جميع الذين لا يستطيعون أن يقبلوا عمل الله، وبالتالي لا يستطيعون أن يفوا بمتطلباته، يعيشون تحت تأثير الظلمة. وحدهم أولئك الذين ينشدون الحق، القادرون على الوفاء بمتطلبات الله سوف ينالون بركاتٍ من الله، وهم وحدهم الذين سوف ينجون من تأثير الظلمة.

الناس الذين لم يتحرروا، الذين تتحكم فيهم دائمًا أشياء معينة ولا يستطيعون أن يسلموا قلوبهم لله له، هم الذين يخضعون لقيد الشيطان ويعيشون في أجواء الموت.

كما إن غير المخلصين لواجباتهم، وغير المخلصين لإرسالية الله، وأولئك الذين لا يقومون بدورهم في الكنيسة يعيشون تحت تأثير الظلمة.

إن أولئك الذين يكدرون صفو الكنيسة عمدًا، أو يقوضون العلاقات بين الإخوة والأخوات عمدًا، أو يحشدون أنصارهم يعيشون في غياهب تأثير الظلمة؛ إنهم يعيشون في قيد الشيطان.

أولئك الذين تجمعهم بالله علاقة سيئة، الذين يفرطون دائمًا في رغباتهم، وأولئك الذين يرغبون دائمًا في الحصول على مميزات، وأولئك الذين لا يسعون مطلقًا لتغيير شخصيتهم هُم أناس يعيشون تحت تأثير الظلمة.

أولئك المستهترون دائمًا، هم غير جادين في ممارسة الحق، والذين لا ينشدون تحقيق رغبات الله بل مجرد إرضاء الجسد، هم أيضًا يعيشون تحت تأثير الظلمة ويلتحفون بالموت.

أولئك الذين يتصرفون بالتواءٍ وخداع في قيامهم بعمل الله، الذين يتعاملون مع الله بأسلوب سطحي، ويخدعون الله، ويفكرون في ذاتهم دائمًا، هم أناس يعيشون تحت تأثير الظلمة.

جميع الذين لا يستطيعون أن يخلصوا في محبتهم لله، ولا يطلبون الحق، ولا يهتمون بتغيير شخصياتهم يعيشون تحت تأثير الظلمة.

إذا أردتَ أن تُمتدَح من الله، ينبغي عليك أولاً أن تهرب من تأثير الظلمة الذي من الشيطان، وأن تفتح قلبك لله، وأن تحوله تمامًا إليه. هل الأمور التي تفعلها الآن موضع تقدير الله؟ هل حوَّلتَ قلبك إلى الله؟ هل الأمور التي تقومت بها هي ما طلبه الله منك؟ وهل تتفق هذه الأمور مع الحق؟ يجب أن تفحص ذاتك دائمًا، وتهتم بأكل وشرب كلام الله، وأن تضع قلبك أمامه وتخلص في حبه، وتبذل نفسك بتفانٍ من أجل الله؛ إن أمثال أولئك هم حتمًا الذين ينالون المدح من الله.

أولئك الذين لا يعيشون حياتهم بأمانة، ويتصرفون أمام الآخرين بطريقة غير تلك التي يتصرفون بها من خلفهم، ويتظاهرون بالتواضع والصبر والمحبة بينما يضمرون في داخلهم المكر والخديعة وعدم الوفاء لله - أولئك هُم الممثلون النموذجيون لمن يعيشون تحت تأثير الظلمة. إنهم على شاكلة الحية.

أولئك الذين يكون إيمانهم بالله دائمًا من أجل مكاسبهم الخاصة، والذين يتصفون بالبر الذاتي والغطرسة، ويفتخرون بأنفسهم، ويحافظون على مكانتهم الخاصة، هؤلاء هم الذين يحبون الشيطان ويعارضون الحق. إنهم يقاومون الله وينتمون بالكامل للشيطان.

أولئك الذين لا يهتمون بأعباء الله، الذين لا يخدمون الله بكل قلوبهم، الذين يهتمون دائمًا بمصالحهم الشخصية ومصالح أُسرِهِم، الذين لا يستطيعون أن يتركوا كل شيء ليبذلوا أنفسهم من أجل الله، والذين لا يحيون مطلقًا بكلام الله يعيشون خارج كلام الله؛ ولا يمكن لمثل أولئك أن ينالوا المدح من الله.

عندما خلق اللهُ الإنسانَ، خلقه لينعم بغنى الله وليحبه محبة صادقة، وبهذه الطريقة يعيش الناس في نوره. كل الذين لا يستطيعون أن يحبوا الله اليوم، لا يهتمون بأعبائه، ولا يستطيعون أن يعطوه قلوبهم بالكمال، ولا يستطيعون أن يتخذوا من قلب الله قلبًا لهم، ولا يستطيعون أن يتحملوا أعباء الله كأعباء عليهم - فإن نور الله لا يُشرق عليهم؛ ومن ثم، فإنهم جميعًا يعيشون تحت تأثير الظلمة. إنهم يسلكون طريقًا معاكسًا لمشيئة الله، وليس ثمة ذرة من حق في كل ما يفعلونه، بل هم متواطئون مع الشيطان. إن هؤلاء الأشخاص يعيشون تحت تأثير الظلمة. لو كان باستطاعتك دائمًا أن تأكل وتشرب كلام الله وأن تهتم بمشيئته وتطبق كلامه، فأنت حينئذٍ تنتمي إلى الله، وتعيش في كلامه. هل ترغب في الإفلات من مُلك الشيطان وسطوته والحياة في نور الله؟ إذا كنتَ تعيش في كلام الله، فسوف يجد الروح القدس فرصة ليقوم بعمله، أما إذا كنتَ تعيش تحت تأثير الشيطان، فلن يجد الروح القدس فرصة ليقوم بأي عملٍ. إن العمل الذي يقوم به الروح القدس على الناس، والنور الذي يشرق به عليهم، والثقة التي يمنحهم إياها لا تستمر إلا لبرهةٍ، فإن لم يكونوا حريصين ولم ينتبهوا، فسوف يتجاوزهم العمل الذي يقوم به الروح القدس. إذا عاش الناس في كلام الله، فإن الروح القدس سوف يكون معهم ويباشر عمله عليهم؛ أما إن لم يعش الناس في كلام الله، فإنهم بذلك يعيشون في عبودية للشيطان. لا يحظى الناس الذين يعيشون بشخصية فاسدة بحضور الروح القدس أو عمله. إذا كنتَ تعيش في محيط كلام الله، إذا كنتَ تعيش في الحالة التي يريدها الله، فأنت إذًا تنتمي إليه، وسوف ينفذ عمله عليك. أما إذا لم تكن تعيش في محيط متطلبات الله بل تعيش تحت سيادة الشيطان، فأنت حتمًا تعيش تحت فساد الشيطان. لن يتأتى لك أن تفي بمتطلباته إلا بأن تعيش في كلام الله وأن تسلم قلبك له؛ فلا بد أن تفعل كأقوال الله، وأن تجعل من كلامه أساسًا لوجودك ولواقعية حياتك، حينئذٍ فقط سوف تنتمي إلى الله. إذا كانت ممارستك بإخلاص بما يتفق مع مشيئة الله، فإنه سوف يباشر عمله عليك، حينئذٍ سوف تعيش تحت بركات الله في نور وجه الله، وتفهم العمل الذي يقوم به الروح القدس، وتشعر بفرحة وجود الله.

حتى تفلت من تأثير الظلمة، لا بد أولاً أن تكون مخلصًا لله، وأن يكون لديك شغفٌ بالبحث عن الحق- حينئذٍ فقط تكون في حالة صحيحة. إن الحياة في حالة صحيحة هو الشرط المُسبق للإفلات من تأثير الظلمة. وعدم اقتناء الحالة السليمة يعني أنك لستَ مخلصًا لله، وأنك لستَ شغوفًا بالبحث عن الحق. حينئذٍ يكون الإفلات من تأثير الظلمة مسألة مُستَبعَدَة. يعتمد إفلات الإنسان من تأثير الظلمة على كلامي، فإذا تعذرت على الإنسان الممارسة بحسب كلامي، فلن يفلت من قيد تأثير الظلمة. إن الحياة في الحالة الصحيحة يعني أن تحيا تحت توجيه كلام الله، وأن تحيا في حالة من الإخلاص لله، وأن تحيا في حالة من البحث عن الحق، وأن تحيا في واقعية البذل المُخلِص من أجل الله، وأن تحيا في حالة من المحبة الحقيقية لله. إن أولئك الذين يحيون في هذه الحالات ويحيون في واقعية سوف يتحولون تدريجيًا كلما تعمقوا في الدخول إلى الحق، وسوف يتحولون كلما ازداد العمل عمقًا، إلى أن يقتنيهم الله في النهاية بالطبع، ويصلوا إلى محبة الله الحقيقية. سوف يصبح أولئك الذين أفلتوا من تأثير الظلمة قادرين على فهم مشيئة الله بالتدريج، وسوف يفهمون قلب الله رويدًا رويدًا، إلى أن يصبحوا في النهاية من خاصة الله. ليس فقط إنهم لن يكون لديهم أي تصورات عن الله أو عصيان عليه، لكنهم سوف يصبحون أكثر بُغضة للتصورات التي كانت لديهم عنه ولعصيانهم عليه من قبل، وهو ما ينشئ حبًا حقيقيًا لله في قلوبهم. أما أولئك الذين يعجزون عن الإفلات من تأثير الظلمة، فهم مُنشغلون بالجسد ويمتلئون بالعصيان. تمتلئ قلوبهم بتصورات بشرية وبفلسفات الحياة، فضلاً عن مقاصدهم الخاصة ومناقشاتهم الشخصية. إن الله يطلب محبة الإنسان له وحده منفردًا، ويطلب من الإنسان أن يكون منشغلاً بكلامه ويطلب محبة الإنسان له. أن تحيا في كلام الله، وأن تكتشف من ينبغي على الإنسان أن يبحث عنه داخل كلام الله، وأن تحب الله بسبب كلامه، وأن تبذل جهدًا من أجل كلام الله، وأن تعيش من أجل كلام الله - هذه كلها هي الأمور التي ينبغي على الإنسان أن يحققها. ينبغي أن يُبنى كل شيء على كلام الله، وحينئذٍ فقط، سوف يتمكن الإنسان من الوفاء بمتطلبات الله. إذا لم يتسلح الإنسان بكلام الله، فلن يكون أكثر من يرقة يستحوذ عليها الشيطان. قِس الأمر في قلبك - ما مقدار كلام الله الذي تأصل داخلك؟ في أي الأشياء تحيا بحسب كلام الله؟ وفي أي الأشياء لم تحيا بحسب كلام الله؟ إن يكن كلام الله قد تمكن منك، فإلى أي مدى تمكن منك كلام الله؟ هل تخضع في حياتك اليومية لسيطرة الشيطان أم أن كلام الله يوجهك؟ هل تستمد صلواتك من كلامه؟ هل خرجتَ من حالتك السلبية من خلال استنارة كلام الله؟ أن تتخذ من كلام الله أساسًا لوجودك، هذا ما ينبغي على كل واحد أن الدخول إليه. إن لم يكن لكلام الله وجود في حياتك، فأنت إذًا تعيش تحت تأثير الظلمة، وتتمرد على الله وتقاومه ولا تكرم اسمه - إن إيمانًا كهذا بالله من جانب الإنسان هو محض ضرر واضطراب. كَمْ عِشتَ من حياتك بحسب كلامه؟ وكَمْ عِشتَ من حياتك ليس بحسب كلامه؟ أي قدر مما طلبه كلام الله منك قد تحقق فيك؟ وأي قدر لم يتوافر فيك؟ هل فحصت هذه الأمور عن كثبٍ؟

من الأمور التي يتطلبها إفلات المرء من تأثير الظلمة عمل الروح القدس، كذلك ثمة أمر آخر، وهو التعاون المُخلِص من جانب الإنسان. لماذا أقول إن الإنسان ليس على الطريق الصحيح؟ ذلك لأنه -في المقام الأول- إذا كان الإنسان على الطريق الصحيح، فسوف يتمكن من تسليم قلبه لله، وهو أمر يستلزم الدخول إليه مدة زمنية طويلة، لأن البشرية ظلت دائمًا تعيش تحت تأثير الظلمة وظلت ترزح تحت قيد الشيطان لآلاف السنين. ومن ثم، لا يمكن تحقيق هذا الدخول في غضون يومٍ واحد أو يومين. إنني أطرح هذه المسألة اليوم حتى يفهم الناس حالتهم؛ فيما يتعلق بماهية تأثير الظلمة وماهية الحياة في النور، فإن الدخول يصبح ممكنًا عندما يتمكن الإنسان من أن يفطن لهذه الأشياء؛ وذلك لأنك ينبغي أن تعرف ماهية تأثير الشيطان قبل أن تتمكن من الإفلات منه، وحينئذٍ فقط سوف تكون في طريق تخليص ذاتك منه تدريجيًا. أما فيما يتعلق بما تفعله بعد ذلك، فهذه المسألة ترجع للبشر أنفسهم، لكن ينبغي عليك دائمًا أن تدخل من جانب إيجابي، وألا تنتظر متقاعسًا على الإطلاق. وبهذه الطريقة وحدها يمكنك أن تُقتَنى من الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق