الجمعة، 23 نوفمبر 2018

اسمع صوت الله - الاختلاف الجوهري بين الله المتجسد وبين الأناس الذين يستخدمهم الله


مقدمة


 كلمة الله- الاختلاف الجوهري بين الله المتجسد وبين الأناس الذين يستخدمهم الله

يقول الله القدير: "إن من يعمل داخل اللاهوت يمثل الله، بينما أولئك الذين يعملون داخل الطبيعة البشرية هم أناس يستخدمهم الله. هذا يعني أن الله المتجسد مختلف جوهريًّا عن الناس الذين يستخدمهم الله. الله المتجسد قادر على القيام بعمل اللاهوت، بينما الناس الذين يستخدمهم الله ليسوا كذلك. في بداية كل عصر، يتحدث روح الله شخصيًّا ليفتتح العصر الجديد ويأتي بالإنسان إلى بداية جديدة. عندما ينتهي من التحدث، فهذا يشير إلى أن عمل الله في إطار اللاهوت قد انتهى. لذلك، يتبع كل الناس قيادة أولئك الذين يستخدمهم الله للدخول في خبرتهم الحياتية. وبنفس الرمزية، هذه أيضًا المرحلة التي يأتي الله فيها بالإنسان إلى عصر جديد ويعطي كل شخص نقطة بداية جديدة. بهذا يُختتم عمل الله في الجسد".

للعديد من السنين كان روح الله يبحث بلا توقف إذ يذهب للعمل في الأرض. على مر العصور قد استخدم الله العديد من الأناس للقيام بعمله. ومع ذلك روح الله لا يزال ليس له مكان راحة مناسب. لذلك يقوم الله بعمله، ويتحرك في أناس مختلفين بلا توقف، وفي العموم يستخدم الناس للقيام بهذا. أي أنه في كل هذه السنين العديدة، لم يتوقف عمل الله أبدًا، بل ظل يمضي قدمًا في الإنسان إلى هذا اليوم. على الرغم من أن الله قد قال العديد من الكلمات وقام بالكثير من العمل، لا يزال الإنسان لا يعرف الله، هذا لأن الله لم يظهر أبدًا للإنسان وأيضًا لأن ليس له شكل ملموس. ولهذا كان على الله أن يكمل هذا العمل - جاعلاً كل البشر يعرفون الأهمية العملية لله العملي. للوصول لهذه النتيجة، يجب على الله أن يكشف عن روحه بصورة ملموسة للبشرية ويقوم بعمله في وسطهم. أي أنه فقط عندما يتقلد روح الله صورة جسدية، ويلبس جسدًا وعظمًا، ويمشي بصورة مرئية بين الناس، مصاحبًا إياهم في حياتهم، ويُظهر تارةً نفسه وتارةً أخرى يحجبها، فقط عندها سيكون الناس قادرين على الوصول لفهم أعمق عنه. إن بقي الله في الجسد فقط، لما كان قادرًا على الإكمال التام لعمله. بعد القيام بالعمل في الجسد لمدة من الزمن، وإتمام الخدمة التي تحتاج إلى الإتمام في الجسد، سيرحل الله عن الجسد ويعمل في العالم الروحي في صورة جسد بالضبط كما فعل يسوع بعد أن قام بعمله لمدة من الزمان في طبيعة بشرية عادية وأكمل كل العمل الذي توجب عليه إكماله. ربما تتذكرون هذه الفقرة من "الطريق ...(5)": "أذكر أبي يقول لي: "على الأرض، نفذ فقط مشيئة أبيك وأكمل مهمتك. ولا تنشغل بشيء آخر." ما الذي تراه في هذه الفقرة؟ عندما يأتي الله إلى الأرض، يقوم فقط بعمله في اللاهوت. هذا هو ما ائتمن الروح السماوي الله المتجسد عليه. عندما يأتي، يذهب فقط ليتحدث في كل مكان، ويقول أقواله بطرق مختلفة ومن وجهات نظر مختلفة. هو يأخذ معونة الإنسان وتعليمه كأهداف رئيسية له ومبدأ عمل، ولا يشغل نفسه بأمور مثل العلاقات الشخصية أو تفاصيل حياة الناس. خدمته الرئيسية هي التكلم من أجل الروح. عندما يظهر روح الله في جسد ملموس، فإنه يعين حياة الإنسان ويعلن الحق. هو لا يتورط في عمل الإنسان، أي، أنه لا يشارك في عمل البشرية. لا يمكن للبشر القيام بالعمل الإلهي، ولا يشترك الله في العمل البشري. في كل السنوات منذ أن جاء الله إلى هذه الأرض ليقوم بعمله، كان يقوم به دائمًا من خلال الناس. لكن هؤلاء الناس لا يمكن اعتبارهم الله المتجسد، بل هم فقط أناس استخدمهم الله. لكن إله اليوم يمكنه أن يتحدث مباشرةً من منظوره الإلهي، ويرسل صوت روحه ويعمل نيابةً عن الروح. كل أولئك الناس الذين استخدمهم الله عبر العصور هم بالمثل حالات لعمل روح الله داخل جسد متجسد، فلماذا لا يمكن تسميتهم الله؟ لكن إله اليوم هو أيضًا روح الله العامل مباشرةً في الجسد، ويسوع أيضًا كان روح الله العامل في الجسد؛ كلاهما يُدعى الله. فما الفرق إذًا؟ على مر العصور، الناس الذين استخدمهم الله قادرون على التفكير والمنطق الطبيعي. جميعهم يعرفون مبادئ السلوك البشري. لديهم أفكار بشرية عادية، وهم مؤهلون بكل الأمور التي ينبغي على الناس العادية أن تكون مؤهلة بها. معظمهم لديهم موهبة استثنائية وذكاء فطري. في العمل على هؤلاء الناس، يستخدم روح الله مواهبهم التي هي عطايا من الله. يوظف روح الله مواهبهم ويستخدم نقاط قوتهم في خدمة الله. مع ذلك جوهر الله يخلو من الأفكار والمعتقدات وغير ملوث بنوايا بشرية، بل ويفتقر إلى مؤهلات البشر العاديين. أي أنه حتى غير ملم بمبادئ السلوك البشري. هكذا يكون الأمر عندما يأتي إله اليوم للأرض. عمله وكلماته لا تشوبها النوايا والفكر البشري، بل هي إظهار مباشر لمقاصد الروح، وهو يعمل مباشرةً نيابةً عن الله. هذا يعني أن الروح يأتي للعمل، دون أن يختلط ولو بنية واحدة من نوايا الإنسان. أي أن الله المتجسد يجسد اللاهوت مباشرةً، وهو بلا معتقدات أو أفكار بشرية، ولا يفهم مبادئ السلوك البشري. لو كان اللاهوت فقط هو الذي يعمل (أي لو كان الله فقط يعمل بنفسه)، لما كانت هناك طريقة لتنفيذ عمل الله على الأرض. لذلك عندما يأتي الله على الأرض، ينبغي أن يكون له عدد صغير من الناس الذين يستخدمهم للعمل داخل البشرية ارتباطًا بالعمل الذي يقوم به الله في اللاهوت. بمعنى آخر، إنه يستخدم العمل البشري ليدعم عمله اللاهوتي. وإلا لما كانت هناك طريقة للإنسان ليتواصل مباشرةً مع عمل اللاهوت. هكذا كان الأمر مع يسوع وتلاميذه. أثناء زمانه في العالم، ألغى يسوع الشرائع القديمة وأسس وصايا جديدة. قال أيضًا العديد من الكلمات. هذا كله كان يتم في اللاهوت. الآخرون، مثل بطرس وبولس ويوحنا، أرسوا جميعًا عملهم التالي على أساس كلمات يسوع. أي أن الله كان ينشر عمله في ذلك العصر ويستهل بداية عصر النعمة؛ أي أنها جاء بحُقبَة جديدة وألغى القديمة وأيضًا تمم الكلمات القائلة بإن "الله هو البداية والنهاية." بمعنى آخر، يجب على الإنسان أن يقوم بالعمل الإنساني على أساس العمل اللاهوتي. بعدما قال يسوع كل ما يحتاج أن يقوله وأنهى عمله على الأرض، غادر البشر. بعد ذلك، قام كل البشر، في العمل، بنفس الشيء وفقًا للمبادئ المُعبَّر عنها في كلماته، ومارسوا وفقًا للحقائق التي قالها. كانوا هؤلاء هم كل البشر العاملين مع يسوع. لو كان يسوع وحده هو من يقوم بالعمل، بغض النظر عن كم الكلمات التي قالها، لما استطاع الناس إلى الآن التواصل مع كلماته، لأنه كان يعمل في اللاهوت وقال فقط كلمات اللاهوت، ولم يستطع أن يشرح الأمور إلى الدرجة التي يمكن للناس العاديين فهم كلماته من خلالها. وعليه كان ينبغي أن يكون له رسل وأنبياء يأتون بعد إكماله لعمله. هذا هو المبدأ الذي يعمل به الله المتجسد - مُستخدمًا الجسد المتجسد ليتكلم ويعمل لإكمال عمل اللاهوت، وبعد ذلك يستخدم القليل، أو ربما المزيد، من الناس الذين هم بحسب قلب الله لإكمال عمله. أي أن الله يستخدم أناسًا على حسب قلبه ليقوموا بعمل الرعاية في البشرية حتى يستطيع كل الناس بلوغ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق