‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصية الله. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصية الله. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 8 أكتوبر 2018

عندما يتعلق الأمر بالله، فحدثني عن فهمك

كنيسة الله القدير

عندما يتعلق الأمر بالله، فحدثني عن فهمك

يتعذر كبته. أنتم بغيضون جدًا، لكنكم أيضًا تثيرون الشفقة. لذا ليس أمامي من خيار سوى أن أبتلع جميع نقمتي وأحتج عليكم مرارًا وتكرارًا. بعد هذه الآلاف العديدة من السنين من العمل، لم أبدِ من قبل أي اعتراض قط على البشر لأنني اكتشفت على مدى تاريخ التطور البشري أن الخداع بينكم فقط هو الطبع الأكثر غلبة فيكم. إنها مثل الموروثات النفيسة التي تركها لكم أسلافكم المشهورون من العصور القديمة. كم أبغض تلك الخنازير والكلاب الأقل شأنًا من البشر. أنتم منعدمو الضمير! شخصيتكم وضيعة جدًا! قلوبكم غليظة جدًا! إذا حملت هذه الكلمات وهذا العمل مني إلى إسرائيل، كنتُ قد اكتسبت المجد منذ عهد بعيد. لكن ليس الأمر كذلك بينكم. ليس بينكم سوى الإهمال الجسيم واللامبالاة والأعذار. أنتم منعدمو الشعور والقيمة!

عليكم أن تبذلوا كل ما لديكم من أجل عملي. عليكم أن تقدموا على العمل الذي ينفعني. أريد أن أخبركم عن كل ما يخفى عليكم حتى يمكنكم أن تنتفعوا بكل ما تفتقرون إليه مني. على الرغم من أن عيوبكم عديدة لا تُعد، إلا أنني على استعداد للاستمرار في العمل الذي ينبغي عليَّ تجاهكم، فأمنحكم رحمتي الأخيرة لعلكم تنتفعون مني وتنالون المجد الغائب فيكم الذي لم يره العالم قط. لقد استمر عملي لسنوات عديدة، لكن أحدًا لم يعرفني من قبل. أريد أن أخبركم بالأسرار التي لم أخبر بها أحدًا غيركم.

من بين الناس، كنتُ أنا الروح الذي لم يستطيعوا رؤيته، الروح الذي لم يستطيعوا ملامسته. من أجل مراحل عملي الثلاث على الأرض (خلق العالم والفداء والإهلاك)، أظهر في وسطهم في أوقات مختلفة (ظهورًا غير علني) للقيام بعملي بين الناس. كانت المرة الأولى التي أتيت فيها بين الناس خلال عصر الفداء. بالطبع أتيت بين العائلة اليهودية؛ لذا كان أول مَنْ يرى الله وهو قادم إلى الأرض هو الشعب اليهودي. كان السبب في أن أقوم بهذا العمل شخصيًا أنني أردتُ استخدام جسدي وأن أقدمه كذبيحة خطيَّة في عمل الفداء. وهكذا كان أول مَنْ رآني هم يهود عصر النعمة. كانت هذه أول مرة أعمل فيها في الجسد. في عصر الملكوت، يكون عملي هو الإخضاع والتكميل، لذا فإنني أقوم مرة أخرى بعمل الرعاية في الجسد. هذه هي المرة الثانية التي أعمل فيها في الجسد. في المرحلتين الأخيرتين من العمل، ما يلامسه الناس لم يعد الروح الذي لا يُرى ولا يُمس، لكن الشخص الذي هو الروح المتمثل في الجسد. وهكذا في أعين الإنسان، أصبحتُ مرة أخرى شخصًا ليس في هيئة الله وشعوره. وأيضًا الله الذي يراه الناس ليس ذكرًا فقط وإنما أنثى أيضًا، وهو الأمر المدهش والمحير أكثر بالنسبة إليهم. ومرة تلو الأخرى، يحطم عملي الاستثنائي المعتقدات القديمة التي ترسخت لسنوات عديدة. الناس مذهولون! الله ليس فقط الروح القدس، ذلك الروح، الروح الذي تبلغ قوته سبعة أضعاف، والروح الذي يشمل الجميع، لكنه أيضًا شخص، شخص عادي، شخص عادي بصورة استثنائية. إنه ليس ذكرًا فحسب، بل أنثى أيضًا. إنهما متشابهان في ذلك؛ فكلاهما مولود للبشر، ينشأ التفاوت من أن أحدهما جاء نتيجة الحمل من الروح القدس والآخر مولود لبشر ولكن مستمد من الروح مباشرة. إنهما متشابهان في أن كليهما جسدين متجسدين لله ينفذان عمل الله الآب، والاختلاف بينهما أن أحدهما يقوم بعمل الفداء والآخر يقوم بعمل الإخضاع. كلاهما يمثلان الله الآب، لكن أحدهما رب الفداء ممتلئًا محبة ورحمة، والآخر إله البر ممتلئًا غضبًا ودينونة. أحدهما هو القائد الأعلى الذي يبدأ عمل الفداء، والآخر الله البار الذي يكمِّل عمل الإخضاع. أحدهما البدء، والآخر المنتهى. أحدهما جسد بلا خطيَّة، والآخر جسد يكمِّل الفداء ويستمر في العمل ولا يرتكب الخطيَّة أبدًا. كلاهما الروح نفسه، لكنهما يحلان في أجساد مختلفة وكل منهما يولد في أماكن مختلفة. وتفصل بينهما عدة آلاف من السنين. لكنهما يكملان بعضهما بعضًا في العمل ولا يتعارضان أبدًا، ويمكن التحدث عنهما في نَفَس واحد. كلاهما بشر، لكن أحدهما طفل صغير والأخرى طفلة رضيعة. طوال هذه السنوات العديدة، ما رآه الناس ليس فقط الروح وليس فقط رجلًا، ذكرًا، ولكن أيضًا العديد من الأشياء التي لا تنسجم مع تصورات البشر، ومن ثمَّ فإنهم غير قادرين على إدراكي تمام الإدراك. إنهم ظلوا نصف مؤمنين بي ونصف متشككين فيَّ، كما لو كنتُ موجودًا ولكن كحُلم وهمي أيضًا. ولهذا السبب ظل الناس لا يعرفون حتى الآن ماهية الله. هل يمكنك حقًا تعريفي في جملة واحدة بسيطة؟ هل تجرؤ حقًا على أن تقول: "ليس يسوع إلا الله، وليس الله إلا يسوع"؟ هل لديك الجرأة حقاً لكي تقول: "الله ليس إلا الروح، والروح ليس إلا الله"؟ هل ترتاح إلى القول بأن: "الله مجرد شخص يتَشِح بالجسد"؟ هل لديك الشجاعة حقًا للتأكيد بأن: "صورة يسوع هي ببساطة صورة الله العظيمة"؟ هل أنت قادر على شرح شخصية الله وصورته بدقة بالاعتماد على استخدامك البارع للكلمات؟ هل تجرؤ حقًا على القول بأنه: "خلق الله الذكر فقط، وليس الأنثى، على صورته"؟ إذا قلتَ ذلك، فلن تكون الأنثى من بين مَنْ وقع عليهم اختياري وستكون النساء النوع البشري الأقل شأنًا. والآن هل تعلم حقًا مَنْ هو الله؟ هل الله بشر؟ هل الله روح؟ هل الله ذكر حقًا؟ هل يمكن ليسوع وحده أن يكمِّل العمل الذي أريد القيام به؟ إذا اخترت أمرًا واحدًا فقط مما سبق لتعريف جوهري، فستكون مؤمنًا مخلصًا جاهلاً إلى حد بعيد. إذا كنتُ أعمل كجسد متجسّد مرة ومرة واحدة فقط، فهل بإمكانك تحديدي؟ هل يمكنك حقًا أن تدرك حقيقتي إدراكًا كاملاً من نظرة واحدة؟ هل يمكنك حقًا أن تتعرف عليَّ معرفة تامة فقط من خلال ما تعرضت له من تجارب في حياتك؟ وإذا قمتُ أنا بعمل مشابه في عمليتي التجسد الخاصتين بي، فأنىَّ لك أن تتصورني؟ هل ستتركني معلقًا على الصليب إلى الأبد؟ هل يمكن أن يكون الله بسيطًا كما تقول؟

على الرغم من أنكم مخلصون جدًا في إيمانكم، إلا أن أحدًا منكم لا يستطيع أن يدركني تمام الإدراك، ولا يستطيع أحد منكم أن يشهد بالكامل على كل الحقائق التي ترونها. فكروا في الأمر. معظمكم الآن مقصرون في واجباتكم، وتفكرون بدلاً من ذلك في أمور تتعلق بالجسد وإشباع الجسد والاستمتاع بالجسد بشراهة. أنتم تملكون النذر اليسير من الحقيقة. فكيف يمكنكم تقديم الشهادة بكل ما رأيتم؟ هل أنتم واثقون حقًا من أنه يمكنكم أن تكونوا شهودي؟ إذا كنتَ غير قادر في يوم من الأيام على الشهادة بجميع ما رأيته اليوم، فستغيب عنك الوظيفة التي خُلقت من أجلها. لن يكون هناك معنى أيًا كان لوجودك. لن تكون جديرًا بأن تكون إنسانًا. بل يمكن حتى القول إنك لن تكون إنسانًا! لقد أديتُ ما لا حصر له من العمل لكم. لكن لأنك في الوقت الحاضر لا تتعلم ولا تعرف شيئًا، وتعمل عبثًا، فعندما أحتاج إلى توسيع عملي، فسوف تحدق منشدهًا ويُعقد لسانك وتصير عديم الفائدة تمامًا. ألن يجعلك ذلك خاطئًا في كل وقت؟ وعندما يحين ذلك الوقت، ألن تشعر بالندم من أعماقك؟ ألن يصبك الغم؟ أنا لا أقوم بكل هذا العمل الآن بدافع من الملل، ولكن لوضع أساس لعملي المستقبلي. ليس معنى هذا أنني أسير في طريق مسدود وعليَّ أن أبتكر شيئًا جديدًا. عليك أن تفهم أن العمل الذي أقوم به ليس لعبة أطفال[1] ولكنه تمثيل لأبي. يجب عليكم أن تعلموا أنني لستُ أنا فقط مَنْ أقوم بكل هذا بنفسي. بل بالحريِّ، أنا أمثِّل أبي. وفي الوقت نفسه، يتمثل دوركم في الامتثال والطاعة والتغيير والشهادة على نحو قاطع. ما يجب عليكم فهمه هو لماذا يجب عليكم الإيمان بي. هذا هو السؤال الأهم الذي يتعين على كلٍ منكم فهمه. إن أبي، من أجل مجده، قد اختاركم جميعًا من أجلي منذ خلق العالم. لم يكن من أجل شيء سوى عملي ومن أجل مجده، لذلك اختاركم. ومن أجل أبي أنتم تؤمنون بي؛ وأنتم تتمثلون بي بسبب اختيار أبي لكم. لا شيء من هذا بمحض اختياركم، والأهم من ذلك أن تدركوا أنكم مَنْ منحني أبي لأجل أن تشهدوا لي. لأنه منحني إياكم، يجب عليكم أن تلزموا الطرق التي أمنحكم وأن تتبعوا الطرق والكلمات التي أعلمكم، لأن هذا واجبكم أن تلزموا سبلي. هذا هو الغرض الأصلي من إيمانكم بي. لذا أقول لكم إنكم مجرد أناس منحني الله إياهم لتلزموا سبلي. ومع ذلك، أنتم تؤمنون بي فقط، أنتم لستم مني لأنكم لستم من العائلة الإسرائيلية لكنكم من نوعية الحية القديمة. كل ما أطلب منكم فعله هو أن تشهدوا لي، لكن اليوم يجب عليكم أن تسلكوا سبلي. كل هذا من أجل الشهادات المستقبلية. إذا كنتم تعملون فقط كأناس يستمعون إلى سبلي، فلن يكون لكم أي قيمة وستفقدون المغزى من منحي أبي إياكم. ما أصر على إخباركم به هو أنه: "عليكم أن تسلكوا سبلي."

حواشي:

[1] يذكر النص الأصلي "طفل يلعب في الشارع".

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

ترنيمة 2018 - ملكوت المسيح يتحقق بين البشر


مقدمة
ترانيم - ملكوت المسيح يتحقق بين البشر
I
يظهر الله المتجسد القدير
في الأيام الأخيرة في الشرق،
مثل شمس بر يشرق؛
لقد رأت البشرية النور الحقيقي يظهر.
يستتر الله البار والمهيب والمحب والرحيم
بتواضع بين البشر،
يصدر الحق، ويتكلم ويعمل.
الله القدير معنا وجهًا لوجه.

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

كلمات الروح للكنائس - ظهور الله أتى بعصر جديد


ظهور الله أتى بعصر جديد
ها هي خطة التدبير الإلهي التي استمرت لستة آلاف عام تأتي إلى نهايتها، وانفتح باب الملكوت لكل من يطلبون ظهور الله. أعزائي الإخوة والأخوات، ماذا تنتظرون؟ ماذا تطلبون؟ هل تنتظرون ظهور الله؟ هل تبحثون عن آثار أقدام الله؟ كم نشتاق لظهور الله! وكم من الصعب أن نجد آثار أقدام الله! في عصر مثل هذا، وفي عالم مثل هذا، ماذا يجب أن نفعل لكي نشهد يوم ظهور الله؟ ماذا يجب أن نفعل لكي نتبع آثار أقدام الله؟ هذه أسئلة تواجه كل من ينتظرون ظهور الله. جميعكم قد فكرتم في تلك الأسئلة في أكثر من مناسبة - ولكن ما هي النتيجة؟ أين يظهر الله؟ أين آثار أقدام الله؟ هل حصلتم على إجابات؟ يجيب العديد من الناس قائلين: يظهر الله بين أولئك الذين يتبعونه ويتبعون آثار أقدامه من بيننا؛ هل الأمر بهذه البساطة؟ أي شخص بإمكانه تقديم إجابة مركبة، لكن هل تعرفون ما هو ظهور الله وما هي آثار أقدام الله؟ يشير ظهور الله إلى مجيئه الشخصي للأرض لإتمام عمله. لقد نزل للإنسان بهويته وشخصيته وطرقه الفريدة ليبدأ عصرًا وينهي عصرًا آخر. هذا النوع من الظهور ليس شكلاً من أشكال الاحتفال، وهو ليس آية أو صورة أو معجزة أو رؤية عُظمى بل هي بالتأكيد ليست شكلاً من العمليات الدينية. إنها حقيقة فعلية وواقعية يمكننا أن نلمسها وننظرها. هذا النوع من الظهور ليس من أجل متابعة عملية ولا من أجل تعهد قصير الأجل، بل هي مرحلة من عمل الله في خطة إدارته وتدبيره. ظهور الله دائمًا ذو مغزى وهو مرتبط دائمًا بخطة تدبيره. يختلف هذا الظهور كليًّا عن ظهور إرشاد الله وقيادته وتنويره للإنسان. في كل مرة يعلن الله عن نفسه فإنه ينفذ مرحلةً ما من عمل عظيم. يختلف هذا العمل عن أي عصر آخر؛ فهو عمل يستحيل على الإنسان تخيُّله ولم يختبره من قبل. إنه عمل يبدأ عصرًا جديدًا ويختتم العصر القديم، وهو عمل جديد ومُحسَّن لخلاص الجنس البشري؛ والأكثر من ذلك أنه عمل لإحضار الجنس البشري إلى العصر الجديد. هذه هي أهمية ظهور الله.

الأربعاء، 5 سبتمبر 2018


المسيح يتمم عمل الدينونة بالحق

إن عمل الأيام الأخيرة هو فرز الجميع وفقًا لنوعهم واختتام خطة التدبير الإلهي، لأن الوقت قريب ويوم الرب قد جاء. سيجلب الله جميع من دخلوا ملكوته أي كل الذين بقوا أوفياء له حتى النهاية، إلى زمن الرب نفسه. ولكن حتى مجيء زمن الرب نفسه، فإن العمل الذي يقوم به الله لا يكمن في مراقبة أعمال الإنسان وفحص حياته، إنما في إدانة عصيانه لأن الله سيطهِّر كل من سيحضر أمام عرشه. فكل الذين اقتفوا أثره حتى ذلك اليوم، هم الذين حضروا أمام عرشه. وبذلك فإن كل من يقبل عمل الله في مرحلته الأخيرة يكون هدفًا للتطهير الإلهي؛ بمعنى آخر، كل من يقبل عمل الله في مرحلته الأخيرة يكون موضوع دينونة الله.

الدينونة التي تحدثنا عنها أعلاه – الدينونة ستبدأ في بيت الله – تشير إلى دينونة الله اليوم لمن سيأتون أمام عرشه في الأيام الأخيرة. هناك ربما مِمَّن يؤمنون بتصوّرات ما ورائية مفادها أن الله في الأيام الأخيرة سيقيم مائدة كبيرة في السماوات يغطيها بمفرشٍ أبيض، ثم يجلس على عرشه العظيم وأمامه جميع البشر ساجدين ليبدأ بكشف خطاياهم ويقرر بناءً عليه من يصعد إلى السماء ومن يُطرح في بحيرة النار والكبريت. التصوّرات البشرية لا تهم، إذ لا يمكن تغيير جوهر عمل الله. فتصوّرات الإنسان ليست إلا من بنات أفكاره ووليدة عقله وزبدة ما استنتجه مما سمعه ورآه. لذلك أقول، مهما كانت تصّوراته رائعة فهي ليست أكثر من مجرد صورة عاجزة عن أن تكون بديلاً لخطة عمل الله؛ فإن كان الإنسان قد أُفسِد من قبل إبليس، كيف يمكنه أن يفهم أفكار الله بصورة كاملة؟ فهو يتخيّل عمل الدينونة الإلهية على أنه أمرٌ رائعٌ وفريد. والإنسان يؤمن أنه طالما أن الله يتمم عمل الدينونة بنفسه، إذًا فهو أمر خارج نطاق قياس واستيعاب البشر، أمرٌ تضجُّ به السماوات وتهتزّ له الأرض، وإلا كيف يكون عملاً للدينونة من قبل الله؟ يؤمن الإنسان أن هيبة وعظمة الله ستتجلى في عمل الدينونة هذا، وأن من سُيدانون سينوحون بالدموع جاثين على ركبهم يترجّون الرحمة. يبدو هذا مشهدًا مذهلاً ومثيرًا... فالكل يتصوّر أن دينونة الله رائعة بشكل يفوق الطبيعة. ولكن هل تعلمون أن الله قد بدأ بالفعل عمل الدينونة بين البشر منذ مدة طويلة وأنتم لا تزالون قابعين في ملجئكم الآمن؟ الوقت الذي تظنون أن الله يبدأ فيه عمل الدينونة رسميًّا هل هو الوقت الذي يصنع فيه الله أرضًا جديدة وسماءً جديدة؟ في هذا الوقت ربما يمكنكم فقط فهم معنى الحياة، ولكن العقاب الإلهي المجرد من الرحمة سيطرحكم في الجحيم، أنتم أيها النائمون في سُبات، إلى الجحيم. وقتها فقط ستدركون فجأةً أن دينونة الله قد انتهت.

دعونا لا نهدر وقتًا ثمينًا ونتحدث عن هذه المواضيع البغيضة المقيتة، بل لنتحدث عما يُشكِّل الدينونة. حين تُذكر كلمة "دينونة" تفكرون في الكلمات التي قالها يهوه لكافة الأماكن وكلمات التوبيخ التي قالها يسوع للفريسيين. وعلى الرّغم من حِدَّتِها، لا تُعتبر هذه الكلمات دينونة من الله على الإنسان، إنما كانت فقط كلمات قالها في بيئات متنوّعة أي في أوضاع مختلفة؛ هذه الكلمات ليست مثل الكلمات التي سيتفوّه بها المسيح وهو يدين الإنسان في الأيام الأخيرة. ففي الأيام الأخيرة سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مواليًا لله، وكيف يجب أن يحيا كإنسان عادي، بالإضافة إلى حكمة الله وتدبيره، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة لجوهر الإنسان وطبيعته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان بالله، بالمقارنة مع كيفية تجسيد الإنسان لإبليس والقوة المعادية لله. ببساطة، لا يبيّن الله ببضع كلمات أثناء قيامه بعمل الدينونة طبيعة الإنسان؛ بل يكشفها ويعالجها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الإستيعاض عن طرق الكشف والمعالجة والتهذيب هذه بكلمات عادية، إنما يتم التعبير عنها بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. يمكننا فقط اعتبار هذه الوسائل على أنها دينونة؛ ومن خلال هذه الدينونة يمكن كبح الإنسان وإخضاعه لله؛ لا بل ويمكن للإنسان نفسه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. تؤدي الدينونة إلى أن يتعرّف الإنسان على وجه الله الحقيقي وعلى حقيقة تمرّده أيضاً. يسمح عمل الدينونة هذا للإنسان بالحصول على فهم أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب عليه فهمها. كما ويسمح للإنسان أيضاً بمعرفة وإدراك طبيعته الفاسدة وجذور فساده إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو إظهار الحق والطريق والحياة الإلهية لكل المؤمنين به، وهو عمل يقوم به الله ذاته. إن كنتم لا تعتبرون هذه الحقائق ذات أهمية وتفكرون دائمًا في تجنُّبها أو إيجاد طريق بعيد عنها، دعوني أقول لكم إنكم خطاة بشعون. إن كان لديكم إيمان بالله، ولا تسعون لمعرفة حق الله أو مشيئته ولا تحبون الطرق التي تقرِّبكم من الله، فدعوني أقول لكم إنكم تحاولون التهرُّب من الدينونة، وإنكم ألعوبة الشيطان، خائنون هاربون من العرش الأبيض العظيم. الله لا يعفو عن أي متمرّد هارب من وجهه، فأولئك ينالون عقاباً أكثر شدة. أما الذين يأتون أمام الله للقضاء، وقد تمّ بالأكثر تطهيرهم، سيحيون في ملكوت الله إلى الأبد. بالطبع سيحدث هذا الأمرُ في المستقبل.

إن الدينونة هي عمل الله، لذلك من الطبيعي أن يقوم بها الله بنفسه، إذ لا يمكن للإنسان أن ينوب عنه في هذا العمل. وحيث أن الدينونة هي إخضاع الجنس البشري بواسطة الحق، فلا شك أن الله لا يزال يظهر في الصورة المتجسدة ليتمم هذا العمل بين البشر. أي أنه في الأيام الأخيرة سيستخدم المسيحُ الحقَّ ليعلم البشر الموجودين على الأرض ويجعلهم يدركون كافة الحقائق. هذا هو عمل دينونة الله. يشعر العديد من الناس بالسوء فيما يخص التجسد الثاني لله إذ يصعب عليهم تصديق أن الله سيصير جسدًا ليتمم عمل الدينونة. ومع ذلك يجب أن أخبركم أن عمل الله غالبًا ما يتخطى التوقعات البشرية ويصعُب على العقل البشري قبوله. لأن البشر ليسوا إلا دوداً على الأرض بينما الله هو الكائن الأسمى الذي يملأ الكون؛ والعقل البشري يشبه حفرة ماءٍ قذر لا تنمو فيه إلا اليرقات؛ في حين أن كل مرحلة من مراحل العمل التي تضبطها أفكار الله هي خُلاصة حكمته. يرغب الإنسان باستمرار أن يقاوم الله، ومن الواضح من سيكون الخاسر في النهاية. أحثكم جميعاً ألا تنظروا بُعُجْبٍ إلى أنفسكم. إن كان يمكن لآخرين قبول دينونة الله، فلماذا لا يمكنكم أنتم قبولها؟ هل أنتم أرفع مقاماً منهم؟ إن كان باستطاعة آخرين حني رؤوسهم أمام الحق، فلماذا لا يمكنكم القيام بالشيء نفسه أيضًا؟ إن لعمل الله قوة دافعة لا يمكن إيقافها، ولن يكرر الله عمل الدينونة مجددًا من أجل "استحقاقكم"، وستشعرون بندم لا حد له إذا أضعتم مثل هذه الفرصة الجيدة. إن كنتم لا تصدقون كلماتي، فعليكم انتظار العرش الأبيض العظيم في السماء ليدينكم! يجب عليكم أن تعرفوا أن شعب إسرائيل كله عصى يسوع ورفضه، ولا تزال حقيقة فداء يسوع للبشرية يُكرَزُ بها إلى أقاصي المسكونة. أليست هذه حقيقة قد كشفها الله منذ زمن طويل؟ إن كنتم لا تزالون بانتظار يسوع أن يأخذكم للسماء، أقول لكم إنكم غصن عنيدٌ وميت[1] . لن يعترف يسوع بمؤمن مزيف مثلكم، خائنٌ للحق ومطالبٌ بالبركات فقط. على النقيض من هذا، سيطرحكم الله بلا رحمة في بحيرة النار لتحترقوا لعشرات آلاف السنين.

هل تدركون الآن ماهية الحق والدينونة؟ إن أدركتم هذا فأنا أحثكم على أن تخضعوا بطاعة للدينونة وإلا فلن تنالوا الفرصة أبداً كي تُزكّوا من قبل الله أو تدخلوا ملكوته. أما أولئك الذين يقبلون الدينونة فقط ولكن لا يمكن أبداً تطهيرهم، أقصد الذين يهربون في منتصف عمل الدينونة، سيمقتهم الله ويرفضهم إلى الأبد. خطاياهم لا حد لها وأكثر فداحة من خطايا الفريسيين لأنهم خانوا الله وتمردوا عليه. أولئك الأشخاص الذين ليسوا أهلاً حتى لأن يؤدوا الخدمة سينالون أشد، عقاب أبدي. لن يعفو الله عن أي خائن أظهر ولاءه بالكلمات وخان الله بعد ذلك. فمثلُ هؤلاء سينالون عقاب الروح والنفس والجسد. أوليس هذا بالتحديد إعلان عن طبيعة الله العادلة؟ أوليس هذا هو الهدف الإلهي من دينونة الإنسان وإظهار حقيقته؟ إن الله في وقت الدينونة يودع جميع من قاموا بمثل هذه الأعمال الأثيمة مكانًا يضج بالأرواح الشريرة، ويسمح لتلك الأرواح الشريرة بسحق أجسادهم لتفوح منها روائح كريهة، وهذا عقابهم العادل. يُدوّن الله في أسفار هؤلاء المؤمنين المزيّفين الخائنين، الرسلَ والعاملين الكذبة كلَّ ما اقترفوه من خطايا؛ وعندما يحين الوقت المناسب يلقي بهم وسط الأرواح النجسة لتنجس أجسادهم كما يحلو لها فلا تلبس جسداً جديداً ولا ترى النور أبدًا. أولئك المراؤون الذين خدموا لبعض الوقت ولم يستطيعوا البقاء أوفياء حتى النهاية يحسبهم الله من بين الأشرار ليتبعوا مشورتهم ويصبحوا جزءًا من جماعتهم المتمردة وفي النهاية يقوم بإبادتهم. لا يكترث الله أو يبالي بأولئك الأشخاص الذين لم يكونوا أوفياء أبدًا للمسيح ولم يبذلوا أي جهد يُذكر، إذ أن الله سيبيدهم جميعًا بتغيير العصور. لن يستمرّوا بالبقاء على الأرض ولن يدخلوا ملكوت الله. أولئك الأشخاص الذين لم يكونوا أوفياء أبدًا لله ولكن أجبرتهم الظروف على التعامل معه بصورة روتينية يُحسبون من بين الأشخاص الذين قدموا خدمة لشعب الله، وفقط عدد صغير منهم سينجو بينما ستفنى الأغلبية مع أولئك غير المؤهلين حتى لأداء الخدمة. وفي النهاية سُيدخل الله إلى ملكوته من تحلّوا بفكره برفقة شعبه وأبناءه والذين سبق فعيّنهم ليكونوا كهنةً. هذه هي النتيجة النهائية لعمل الله. أما أولئك الأشخاص الذين لا يندرجون تحت أية فئة سبق فوضعها الله سيُحسبون مع غير المؤمنين، ويُمكنكم تخيُّل نهايتهم. لقد قلت لكم بالفعل كل ما يجب عليَّ قوله؛ الطريق الذي ستختارونه هو قراركم الخاص. وما عليكم إدراكه هو أن عمل الله لا ينتظر أبدًا من يتخلّفون عن اللحاق به فلن تُظهر شخصية الله البارة أية رحمة لأي إنسان.