السبت، 3 أغسطس 2019

كنيسة الله القدير | كيف تؤتي الخطوة الثانية من عمل الإخضاع ثمارها

 كنيسة الله القدير | صورة عن حياة الكنيسة |كيف تؤتي الخطوة الثانية من عمل الإخضاع ثمارها

كنيسة الله القدير | كيف تؤتي الخطوة الثانية من عمل الإخضاع ثمارها

       إن خطوة عمل الخدَّام هي الخطوة الأولى من عمل الإخضاع، وهي حاليًا الخطوة الثانية من عمل الإخضاع. لماذا يُناقَش التكميل ضمن عمل الإخضاع؟ إنه يرسي أساسًا للمستقبل؛ فهو حاليًا الخطوة الأخيرة في عمل الإخضاع، وبعدها سوف يمر الناس بالضيقة العظيمة، وحينذاك سوف يبدأ عمل تكميل الناس رسميًا. الشيء الأساسي الآن هو الإخضاع، ومع ذلك، فهي أيضًا أولى خطوات التكميل، أي تكميل فهم الناس وطاعتهم، اللذان لا يزالان يكوِّنان أساسًا لعمل الإخضاع. إذا أردت أن تُكمَّل، فلا بد أن تكون قادرًا على الصمود وسط الضيقة المستقبلية، وأن تبذل كل قوتك في توسيع نطاق الخطوة التالية من العمل؛ فهذا هو التكميل، وتلك هي النقطة التي سيكون عندها الناس قد اقتُنُوا بالتمام من الله. ما يُناقَش الآن هو الإخضاع، الذي هو أيضًا التكميل، بيد أن ما يتم الآن هو الأساس الذي يقوم عليه التكميل في المستقبل. ينبغي على الناس حتى تُكمَّل أن تمر بالشدائد، وينبغي عليهم أن يمروا بها على أساس الإخضاع؛ فإن لم يكن لدى الناس هذا الأساس الحالي، إن لم يُخضَعوا تمامًا، فسوف يكون من الصعب عليهم أن يثبتوا في الخطوة التالية. إن الإخضاع وحده ليس تحقيقًا للهدف النهائي، لكنه مجرد الشهادة لله أمام الشيطان. أما التكميل، فهو الهدف النهائي، وإن لم تُكمَّل، فسوف تُعَد بلا قيمة. عند مواجهة شدائد في المستقبل، حينئذٍ فقط سوف تصبح قامة الناس الحقيقية ظاهرة، بمعنى أن يصبح النقاء الحقيقي لمحبتك لله مرئيًا. يقول الناس كلهم الآن: "مهما فعل الله سوف نطيع، ونرضى بأن نكون شخصيات الضد حتى نلفت الانتباه إلى جبروت الله وشخصيته. سواء منحنا نعمته أم لا، وسواء لعننا أو أداننا أم لا، فسوف نقدم الشكر له". إن قولك هذا الآن يحمل بعض الفهم، لكن َّ إمكانية تطبيقه على أرض الواقع من عدمه تتوقف على ما إذا كان فهمك واقعيًا بحق أم لا. إن رؤية الناس هذه الأشياء وفهمهم لها ليست إلا نتاج عمل الإخضاع، ولن يتضح ما إذا كان بالإمكان تكميلك أم لا إلا عندما تحل بك الشدائد؛ فحينئذٍ سوف يتضح ما إذا كانت لك محبة حقيقية لله في قلبك أم لا، فإذا كانت لك حقًا محبة نقية له، فسوف تقول: "نحن مجرد شخصيات ضد. نحن مخلوقات في يدي الله". وعندما تنشر الإنجيل بين الأمم غير المؤمنة، فسوف تقول: "ما أنا إلا خادم، ولم يتكلم الله كثيرًا إلا بسبب شخصياتنا الفاسدة حتى نرى شخصيته البارة. لو لم يقل الله تلك الأشياء، لم نكن لنراه أو نذوق من حكمته أو نفوز بهذا الخلاص والبركة العظيميْن". إذا كانت لك تلك الرؤية حقًا، فأنت إذًا تُحسن صنعا. إنك الآن قلتَ أشياءً كثيرة ارتجاليًا، ودائمًا ما ترفع صوتك بالشعارات: "نحن شخصيات ضد وخدَّام، نحن راضون بالإخضاع وبترديد شهادات لله..." لا يمكنك أن تردد ذلك فحسب وتكتفي به؛ فهو لا يثبت أنك شخص صاحب قامة، بل ينبغي أن يكون لديك فهمًا حقيقيًا، ولا بد لهذا الفهم من أن يُختَبَر.
       حاول أن تتذكر اختباراتك خلال هذه المدة، وألْقِ نظرة مرة أخرى على تلك الأشياء التي قلتُها، ثم قارنها بما تفعله. إنك حقًا وبلا منازع شخصية ضد بمعنى الكلمة! ما درجة فهمك الآن؟ أفكارك وخواطرك وسلوكك وكلامك وأفعالك وكل ما تحياه، أليست جميعها شخصيات ضد تبرز بر الله وقداسته؟ أليس كل ما تكشَّفَ في كلام الله الحالي بشأن فساد شخصية البشرية؟ إن شخصية الله البارة وقداسته يظهران من خلال أفكارك ودوافعك ومن خلال ما تفصح عنه. إنه لم يتلوث ولو بذرة من شرٍّ رغم أنه أيضًا يعيش في عالم الشر. إنه يعيش في نفس العالم الشرير مثلك، لكنه يملك عقلاً ورؤية. إنه يبغض الشر. لا تستطيع أن ترى بنفسك الأشياء الشريرة في كلامك وأفعالك، لكنه يستطيع، بل ويستطيع أن يُريَك إياها أيضًا. إن أمورك العتيقة، من نقصٍ في التهذيب والبصيرة والإحساس وأسلوب حياتك المتردي، قد انكشفت جميعها بعد أن كشفها هو الآن. لقد جاء الله إلى الأرض ليعمل بهذه الطريقة، حتى يبصر الناس قداسته وشخصيته البارة. إنه يدينك ويوبِّخك ويجعلك تفهم ذاتك. تظهر أحيانًا طبيعتك الشيطانية، وبوسعه أن يُريَك إياها. إنه يعرف جوهر البشرية تمام المعرفة؛ فهو يعيش كما تعيش أنت، ويأكل من نفس الطعام الذي تأكله، ويعيش في منزل من نفس النوعية التي تعيش فيها، لكنه يعرف أكثر كثيرًا مما تعرفه أنت. لكنَّ أكثر ما يمقته هو فلسفات البشر عن الحياة وخداعهم والتواءهم. إنه يمقت هذه الأشياء ولا يقبل الاعتراف بها، ويبغض - على وجه الخصوص - ردود الفعل الجسدية من جانب البشرية. رغم أنه لا يفهم بعضًا من المعارف العامة المتعلقة بردود الأفعال البشرية، إلا أنه يكون على دراية تامة عندما يكشف الناس عن شيءٍ من شخصياتهم الفاسدة. يتكلم الله في عمله ويُعلِّم الناس من خلال هذه الأشياء الموجودة فيهم، التي من خلالها يدين الناس ويكشف عن بره وعن شخصيته المُقدسة؛ وهكذا يصبح الناس شخصيات الضد التي تبرز عمله. إن الله المتجسد وحده هو مَنْ يستطيع أن يكشف كل أنواع الشخصيات البشرية الفاسدة وكل الوجوه القبيحة للشيطان. إنه لا يعاقبك، بل يتخذ منك فحسب شخصية ضد تبرز قداسته، أما بعد ذلك، فلن يسعك أن تثبت بمفردك لأنك شرير جدًا. إنه يتكلم من خلال تلك الأشياء التي يكشفها الناس ويفضحها لعل الناس يعرفون كم أنَّ الله قدوس. إنه لن يتهاون حتى مع أصغر شر في الإنسان، ولا حتى مع أصغر فكرة شريرة في قلبه أو مع أي كلام أو أفعال لا تتفق مع إرادته. لن يبقى من خلال كلامه أي شر في أي إنسان أو في أي شيء؛ فالكل يُفضَح، حينئذٍ فقط ترى أنه مختلف عن الناس. إنه يكون في غاية الاشمئزاز حتى من أقل شر في البشر. حتى أن الناس أحيانًا لا يفهمون، ويقولون: "لماذا أنت غاضب دائمًا؟ يا الله، لماذا لا تراعي ضعف البشر؟ لماذا لا تغفر للبشر قليلاً؟ لماذا لا تراعي الإنسان إلى هذه الدرجة؟ أنت تعرف فساد الناس، فلماذا تظل تعامل الناس بهذه الطريقة؟" إنه يشمئز من الخطيَّة ويكرهها، ويشمئز تحديدًا من أي عصيان ربما يكون في داخلك. عندما تكشف عن شخصية عاصية، فإنه يشمئز إلى أقصى حد. من خلال هذه الأشياء يمكن أن يُعبَّر عن شخصيته وكينونته، التي عندما تقارنها بنفسك، فسوف يتضح لك أنه رغم أنه يأكل من الطعام نفسه ويرتدي الملبس نفسه ويستمتع بالمُتَع نفسها التي يستمتع بها الناس، ومع أنه يعيش بجانب البشر ومعهم، إلا أنه ليس مماثلاً لهم. أليس هذا المعنى الدقيق لأن تكون شخصية ضد؟ إنه من خلال هذه الأشياء الموجودة في الناس تُبرَز قوة الله العظيمة؛ فالظلام هو الذي يبرز أهمية وجود النور.
       إن الله بالطبع لا يستخدمكم كشخصيات ضد متعمدًا، لكن عندما تظهر نتائج هذا العمل، فإنها تُظهِر عصيان الإنسان بوصفه شخصية ضد تبرز شخصية الله البارة. إن قيامكم بدور الشخصية الضد يتيح أمامكم الفرصة لتعرفوا الصورة الطبيعية لشخصية الله البارة. ليس خضوعكم للدينونة والتوبيخ إلا بسبب عصيانكم، وبسببه أيضًا تقومون بدور الشخصيات الضد وتفوزون بالنعمة العظيمة التي يُسبغها الله عليكم. إن عصيانكم هو شخصية ضد تبرز حكمة الله وقدرته، وبسببه تنالون خلاصًا عظيمًا كهذا، وبركة جمَّة كتلك. مع أنكم خضعتم لدينونتي مرارًا وتكرارًا، فإنكم نلتم أيضًا خلاصًا عظيمًا لم ينله الذين كانوا من قبلكم. إن لهذا العمل معنى كبير لكم، ولهذه "الشخصية الضد" حقًا قيمة ثمينة جدًا لكم؛ فبسبب قيامكم بدور الشخصيات الضد تنالون الخلاص والنعمة. أليس القيام بشخصية ضد من هذا النوع قَيِّم جدًا؟ أليس له معنى كبيرًا؟ بسبب أنكم تحيون في العالم نفسه الذي يحيا فيه الله، وتحيون معه على هذه الأرض الشريرة، فقد أصبحتم شخصياتٍ ضد له ونلتم خلاصًا عظيمًا هذا مقداره. لو لم يكن الله قد تجسَّد، فَمَنْ كان سيرحمكم، ومَنْ كان سيعتني بكم أنتم الأدنياء؟ مَنْ كان سيهتم بكم؟ لو لم يكن الله المتجسِّد يعمل بينكم، فمتى كنتم ستنالون هذا الخلاص الذي لم ينله أحد من قبل؟ لو لم أكن قد تجسدت لأهتم بكم وأدين خطاياكم، أما كنتم قد انحدرتم إلى الهاوية منذ أمدٍ بعيد؟ لو لم أكن قد تجسدت لأذل نفسي بينكم، فبأي حقٍ تكونون شخصيات ضد تبرز شخصية الله البارة؟ ألستم تؤدون دور الشخصيات الضد لأنني أتيت في الجسد بينكم حتى تنالوا ذلك الخلاص العظيم؟ ألم يكن ذلك برمته لأنني تجسدتُ؟ لولا الله المتجسِّد بينكم، هل كان بوسعكم أن تكتشفوا أنكم تعيشون في جحيم على الأرض، أسوأ من خنزيرٍ أو كلبٍ؟ ألم تنالوا الدينونة والتوبيخ لكونكم شخصيات ضد لعملي في الجسد؟ إن مهمة القيام بدور شخصيات ضد يناسبكم جدًا لأنكم نلتم خلاص دينونة الله بسببه. ألا تشعرون بأن بركة حياتكم هي أن تكونوا قادرين على القيام بدور شخصية ضد مُؤهَّلَة؟ كل ما حققتموه هو القيام بدور الشخصيات الضد، لكنكم نلتم خلاصًا لم تنالوه أو تتصوره من قبل. أصبح القيام بدور الشخصية الضد مهمتكم الآن، وسوف تكون البركات الداخلية التي سوف تنعمون بها في المستقبل هي المكافأة التي تستحقونها. ليس الخلاص الذي تنالونه نظرةً أو معرفةً وقتيةً لليوم فقط، لكنه بركة أعظم وديمومة أبدية للحياة. رغم أنكم أُخضِعتم من خلال القيام بدور الشخصية الضد، لكن يجب أن تعرفوا أن الغرض من هذا الخلاص وتلك البركة برمتهما هو اقتناؤكم؛ فهو إخضاع وأيضًا لتخليصكم بصورة أفضل. إن كونكم شخصيات ضد حقيقة، لكنكم بسبب عصيانكم تكونون هكذا وتنالون بركاتٍ لم ينلها أحدٌ من قبل. اليوم ترون وتسمعون، وغدًا سوف تنالون وتحصلون على بركاتٍ أعظم. أَمَا يُعَد القيام بشخصية ضد من هذا النوع أثمن شيء؟ إنه من خلال التباين الذي تخلقه شخصياتكم العاصية يؤتي عمل الإخضاع الجاري ثماره، بمعنى أن ذروة التوبيخ والدينونة الثانية هي تحويل شركم وعصيانكم إلى شخصية ضد لعلكم ترون شخصية الله البارة. عندما تصبحبون مطيعين مرة أخرى في التوبيخ والدينونة الثانية، تصبح شخصيته البارة كلها مكشوفة أمامكم بوضوح. أي أنَّ الوقت الذي ينتهي فيه اضطلاعكم بعمل الإخضاع، يكون هو نفسه الوقت الذي تحققون فيه مهمتكم كشخصية الضد. ليس الأمر تشهيرًا متعمدًا بكم، لكنه إتمام عمل الإخضاع الأول، من خلال دوركم كخدام والكشف عن شخصية الله البارة التي لا تقبل الإثم. أما ثمرة عمل الإخضاع الثاني، فتتحقق من خلال اضطلاعكم بدور الشخصية الضد، من خلال عصيانكم كشخصية ضد، وهنا تنكشف أمامكم تمامًا شخصية الله البارة التي لم تنكشف أمامكم في المرة الأولى، ويكون بوسعكم أن تروا شخصيته البارة كلها، وأن ترى بصورة تامة ماهيته، التي هي حكمة عمله وروعته وقداسته ونقاؤه. لقد تحققت ثمار عمله تلك على مدار مدد مختلفة من الإخضاع ودرجات متفاوتة من الدينونة. كلما بلغت دينونته ذروتها، أصبح أكثر قدرة على كشف الشخصية العاصية للناس، وأصبح أكثر قدرة على تحقيق النتيجة المرجوة من الإخضاع. تنكشف شخصيته البارة بالكامل من خلال هذا النوع من عمل الإخضاع. ينقسم عمل الإخضاع إلى خطوتين يجري تنفيذهما في وقتين مختلفين وعلى مستوياتٍ مختلفة، وبالطبع تكون النتائج المُحققة أيضًا مختلفة، وهو ما يعني أن درجة طاعة الناس تصبح أعمق وأعمق. من هذه النقطة، يصبح بالإمكان أخيرًا وضع الناس على المسار الصحيح للتكميل. وأخيرًا، بعد انتهاء كل عمل الإخضاع (عندما تحقق الدينونة الثانية نتائجها النهائية) لن يقوم الله بعد بأي دينونة للبشرية، لكنه سيُدخِلهم في المسار الصحيح لاختبار الحياة؛ ذلك لأن الدينونة تمثل الإخضاع، وصورة الإخضاع هي الدينونة والتوبيخ.
        لم يكن بوسع الله أن يكشف عن شخصيته المُقدسة والبارة كلها إلا بتجسده في المكان الأكثر شرًا وترديًا، لكن من خلال أي شيء انكشفت شخصيته البارة؟ من خلال دينونة خطايا الناس ودينونة الشيطان والاشمئزاز من الخطايا وبُغض أعدائه المتمردين عليه والمقاومين له. ما أقوله اليوم هو إدانة خطايا الناس وعدم برهم، ولعنة لعصيانهم. سوف يخضع غشهم والتواؤهم وكلامهم وأفعالهم وكل الأشياء التي لا تتفق مع إرادته للدينونة، وسوف يُدان عصيان الناس باعتباره إثما. إنه يتكلم بحسب مبادئ الدينونة، ويكشف عن شخصيته البارة من خلال إدانته لعدم برهم ولعن عصيانهم وفضح كل وجوههم القبيحة. إن القداسة تمثل شخصيته البارة؛ فقداسته في واقع الأمر هي شخصيته البارة. خلفية كلامي اليوم هي التكلم والإدانة والقيام بعمل الإخضاع في ضوء شخصياتكم الفاسدة. هذا وحده هو العمل الحقيقي، وهو وحده القادر على إبراز قداسة الله بشكل كامل. لو لم تكن لك شخصية فاسدة مطلقًا، لم يكن الله ليدينك، ولم تكن أنت لتستطيع أن ترى شخصيته البارة. لكن لما كانت شخصيتك فاسدة، فإن الله لن يهملك، ومن خلال هذا تتكشف قداسته. إذا كان شر الإنسان وعصيانه عظيمًا جدًا، ورأى الله ذلك لكنه لم يقل كلمة واحدة ولم يدينك أو يوبخك على عدم برك، فإن ذلك يُظهِر أنه ليس إلهًا على الإطلاق، لأنه لم يكره الخطية، لكنه كان شريرًا كالبشر. إن دينونتي لك اليوم بسبب شرك، وتوبيخي لك اليوم بسبب فسادك وعصيانك. ليس ذلك من أجل أن أزيد قوة ومكانة بينكم أو أن أبكتكم عمدًا، لكنه من أجل أنكم أنتم الذين تعيشون في أرض الشر قد تلوثتم بالكثير من الشر. أنتم ببساطة فقدتم نزاهتكم وإنسانيتكم ولا تختلفون عن خنزيرٍ يعيش في أقذر الأماكن. بسبب هذه الأشياء الموجودة فيكم تُدانون ويحل عليكم غضب الله، وبسبب هذه الإدانة أصبح بوسعكم أن تروا أن الله هو الإله البار، وأنه الإله القدوس. إنه بسبب قداسته وبره أدانكم وصبَّ غضبه عليكم. لما كان الله قادرًا على كشف شخصيته البارة عندما يرى عصيان البشر، وكشف قداسته عندما يرى شر البشر، فإن ذلك يكفي لإظهار أنه هو الله ذاته القدوس الخالي من الخطية، الذي يعيش أيضًا في أرض الشر. لو كان الله إنسانًا يدنس نفسه مع الآخرين، ولو لم يكن لديه أي عناصر للقداسة أو شخصية بارة، لم يكن حينئذٍ مؤهلاً لإدانة عدم بر البشر أو الحكم عليهم. لو كان إنسان يدين إنسانًا، ألم يكن ذلك كمَنْ يصفع وجهه بنفسه؟ كيف يكون لإنسان الحق في إدانة شخص من جنسه، شرير مثله؟ الوحيد الذي يستطيع أن يدين كل البشر الأشرار هو الله القدوس نفسه، فكيف يمكن لإنسان أن يدين خطايا الإنسان؟ كيف يكون الإنسان قادرًا على رؤية خطايا الإنسان، وكيف يكون مؤهلاً لإدانته؟ لو لم يكن لله الحق في إدانة خطايا الإنسان، فكيف يكون الله البار بذاته؟ عندما تنكشف شخصيات الناس الشريرة، فإنه يتكلم ليدينهم، حينئذٍ فقط يستطيعون أن يروا أنه قدوس. الدينونة والتوبيخ وكشف خطايا البشر، لا يستطيع شخصٍ واحد ولا شيءٍ واحد أن يفلت من هذه الدينونة. سيخضع كل ما هو شرير لدينونته. فقط من خلال هذا يُقال عن شخصيته إنها بارة، وإلا فكيف يمكن القول إنكم تستحقون أن تُدعوا شخصيات الضد؟
       يختلف العمل الذي تم في إسرائيل اختلافًا شاسعًا عن عمل اليوم؛ حيث إن يهوه كان يقود حياتهم لكنه لم يقم بدينونة أو توبيخٍ بالقدر نفسه الذي يتم الآن، وذلك لأن الناس في ذلك الوقت لم يكونوا يفهمون إلا القليل من أمور العالم ولم تكن لديهم إلا شخصيات قليلة فاسدة. كان الإسرائيليون في ذلك الوقت مطيعين ليهوه بكل الطرق، ولما أمرهم ببناء مذبح، تدافعوا للقيام بذلك، ولما أمرهم بارتداء ثياب الكهنة، أطاعوه. في ذلك الزمان، كان يهوه كراعٍ لهم، يسوق قطيعًا من الغنم على الأرض، وكان الغنم كله يتبع الراعي أينما ذهب أمامه ليأكل الحشائش في المراعي. قاد يهوه حياتهم، وكان المرشد لهم في غذائهم وكسائهم ومأواهم وتنقلاتهم. لم يكن ذلك أوان الكشف عن شخصية الله لأن الناس في ذلك الزمان كانوا أطفالاً صغارًا، ولم يكن في ذلك الوقت من عصاة ومقاومين إلا القليل، ولم يكن الناس مُدنَّسين كثيرًا؛ لذلك لم يكن بوسعهم أن يكونوا الشخصيات الضد لشخصية الله. كانت قداسة الله ظاهرة في الناس في أرض الشر، والآن أصبح الشر الذي يُظهره الناس في أرض الشر هو الذي يدينه الله. بهذه الطريقة أصبحت ماهية الله ظاهرة بالتمام في دينونته. لكن لماذا يأتي الله بالدينونة؟ ذلك لأنه يشمئز من الخطية، لذلك يستطيع أن يصدر عبارات دينونة. لو لم يكن يشمئز من عصيان البشر، فهل كان ليصبح بهذا الغضب؟ لو لم يكن هناك اشمئزاز أو كراهية بداخله، أو لو كان الناس عُصاة لكنه لا يبالي، لأظهر ذلك أنه كان شريرًا كالبشر تمامًا. السبب في قدرته على إدانة البشر وتوبيخهم هو اشمئزازه من الشر. كل ما يثير اشمئزازه هو ما لا يتصف به في ذاته؛ فلو كان يتصف في ذاته بالعصيان والمقاومة، لم يكن ليشمئز من عصيان الناس ومقاومتهم. لو كان عمله في الأيام الأخيرة سيُتمم أيضًا في إسرائيل، لما كانت له أي أهمية مطلقًا. لماذا يُتمم عمل الأيام الأخيرة في الصين، المكان الأكثر ظلمة وترديًا؟ ذلك حتى يُكشف عن قداسة الله وبره. باختصار، كلما ازداد المكان ظُلمَة، أمكن الكشف عن قداسته بصورة أفضل. الحقيقة أن القيام بكل هذا إنما هو من أجل عمل الله. إنك لا تعرف الآن سوى أن الله الذي في السماء نزل إلى الأرض وأصبح بينكم، وأنه مُيِّزَ عن شركم وعصيانكم، حتى بدأت تكوِّن فهمًا عن الله. أليست هذه رِفْعَة عظيمة؟ الحقيقة أنكم مجموعة من الناس في الصين تم اختيارها، ولأنكم مُختارين واستمتعتم بنعمة الله، ولأنكم لا تصلحون للاستماع بالكثير جدًا من نعمته، يتضح إذًا أن هذا كله رِفعَة عظيمة لكم. لقد كشف الله لك عن نفسه وعن شخصيته المُقدسة كاملاً، ووهبك كل هذا سامحًا لك بالاستمتاع بِنِعَمٍ جزيلة. إنك لم تتذوق فقط شخصيته البارة، لكنَّ الأهم من ذلك أنك تذوقتَ خلاصه وفداءه وحبه غير المحدود، وبذلك تكون أنت أشر الناس قد حصلتَ على نعمة عظيمة كهذه. أليست هذه مُباركَة؟ أليست هذه رِفعَة من الله؟ أنت في أقل مرتبة، ولا تصلح لبركة عظيمة كتلك، لكنَّ الله رفعك رغم ذلك. ألا تشعر بالخجل؟ لو لم تستطع القيام بواجبك، فسوف تخجل في النهاية من نفسك. سوف توبخ نفسك. إن الله لا يُقرِّعَك أو يعاقبك الآن؛ فجسدك معاف وسليم، لكن في النهاية سوف يجلب عليك كلامه الخزي لنفسك. حتى الآن، لم أوبِّخ أحدًا علانية. تكلمتُ بقسوة، لكن كيف كنتُ مع الناس؟ كنتُ مواسيًا وناصحًا لهم، وكنتُ أيضًا محذرًا إياهم. لم يكن ذلك لغرضٍ سوى خلاصكم. أيمكن ألا تكونوا قد فهمتم قصدي؟ عندما أقول هذا، فلا بد أن يفهم جميعكم وأن يُستَلهَم بهذا الكلام. كثيرون قد فهموا هذا أخيرًا الآن. أما تحصلون على هذه النعمة بالعمل بوصفكم الشخصية الضد؟ أما يُعَد القيام بدور الشخصية الضد أكثر الأمور بركة؟ إنكم في النهاية سوف تنشرون البشارة الآتية: "نحن شخصيات ضد عادية". سوف يسألونكم: "وما معنى شخصيات ضد عادية؟". حينئذٍ سوف تقولون: "إنها تشير إلى الذين من بيننا يؤدون عمل الله ويقومون بدور الشخصية الضد لجبروت الله. إننا من خلال عصياننا نقوم بدور الشخصية الضد لكل شخصية الله البارة. نحن أدوات الخدمة ومعاونو عمل الله النهائي. نحن أدوات". عندما يسمعون هذا، سوف يزدادون اهتمامًا. بعد ذلك، سوف تقولون: "نحن أيضًا العينات والنماذج لإتمام عمل الكون كله وإخضاع كل البشر. بغض النظر عما إذا كنا قديسين أو أشرارًا، فنحن قد بوركنا أكثر منكم لأننا رأينا الله. لقد برز جبروت الله من خلال فرصة إخضاعه لنا، لم تبرز شخصيته البارة إلا بسبب شرنا. هل أنتم قادرون على هذا؟ ليس لكم أي حق! ليس هذا إلا رِفعَة منه لنا! لسنا متكبرين، لكننا نفتخر بمدح الله، لأنه لا أحد سوانا يستطيع أن يحمل وعدًا عظيمًا كهذا، ولا أحد سوانا يستطيع أن يستمتع بنعمة عظيمة كهذه. من المدهش حقًا أن يتمكن أناس أشرار من القيام بمهمة الاضطلاع بدور الشخصية الضد في تدبير الله، ونحن ممتنون حقًا بما لا يُعبَّر عنه". سوف يسألون: "إذًا، فما العينة والنموذج؟" فتقلون: "نحن الأكثر عصيانًا والأكثر شرًا بين كل البشر. نحن الذين توغل فينا إفساد الشيطان أكثر عمقًا وأكثر البشر الذين ينتمون إلى الجسد ترديًا وأوضعهم شأنًا. نحن الصورة المثالية لاستغلال الشيطان. لكن الآن اختارنا الله لنكون باكورة المُخضَعين من البشر. لقد رأينا شخصية الله البارة، وورثنا وعده، سيُخضِع مزيدًا من الناس من خلالنا؛ ولهذا، فنحن عينات ونماذج للذين سيُخضَعون من البشر". هذه أفضل شهادة وأفضل اختبار لك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق