الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

يجب عليك أن تعرف كيف تطوَّرت البشرية حتى يومنا هذا | البرق الشرقي

صورة عن حياة الكنيسة|يجب عليك أن تعرف كيف تطوَّرت البشرية حتى يومنا هذا


يجب عليك أن تعرف كيف تطوَّرت البشرية حتى يومنا هذا | البرق الشرقي  

     شهد العمل بالكامل على مدى ستة آلاف عام تغيرًا تدريجيًا على مر العصور. حدثت التحولات في هذا العمل وفقًا للظروف التي مر بها العالم بأسره. لكن لم يشهد عمل تدبير الله إلا تحولاً تدريجيًا وفقًا للتطورات التي شهدتها البشرية ككل؛ ولم يكن مخططًا له عند بدء الخليقة. قبل أن يُخلق العالم، أو بعد خلقه مباشرة، لم يكن يهوه قد وضع خطة المرحلة الأولى من العمل، أي مرحلة الناموس؛ أو المرحلة الثانية من العمل، أي مرحلة النعمة؛ أو المرحلة الثالثة من العمل، أي مرحلة الإخضاع، التي سيعمل فيها وسط مجموعة من الناس – بعض من سلالة مؤاب، وأثناء هذا سيُخضِع العالم بأسره.إنه لم يتحدث بهذا الكلام بعد خلق العالم؛ فلم يتحدث بهذا الكلام بعد مؤاب، ولا حتى قبل لوط. سار عمله ككل بطريقة عفوية. هذه بالضبط هي الطريقة التي بها تطوَّر كل عمل التدبير الذي استمر ستة آلاف عام؛ بالتأكيد لم يدوِّن هذه الخطة باعتبارها مخططًا موجزًا لتطور البشرية قبل خلق العالم. يعبَّر الله بوضوح في عمله عن ماهيته، ولا يُجهد عقله في صياغة خطة ما. بالطبع، تحدَّث كثير من الأنبياء بالنبوءات، لكن لا يمكن القول بأن عمل الله ينبع دومًا من وضع خطة مُحْكَمة؛ فكانت النبوءات تأتي وفق عمل الله الفعلي؛ فعمله بأكمله هو عمل فعلي من الدرجة الأولى. إنه يقوم بعمله وفق تطور الأزمنة، وينفِّذ عمله الفعلي هذا وفقًا لتغير الأشياء. القيام بالعمل في نظره أشبه ما يكون بصرف الدواء في حالة المرض؛ إنه يلاحظ أثناء قيامه بعمله؛ ويعمل وفقًا لملاحظاته. في كل مرحلة من مراحل عمله، يكون قادرًا على التعبير عن حكمته البالغة والتعبير عن قدرته الواسعة؛ إنه يعلن حكمته البالغة وسلطانه النافذ وفقًا لعمل هذا العصر بعينه ويسمح لأي من أولئك الناس ممَنْ أعادهم خلال هذه العصور أن يروا شخصيته بكليتها. إنه يلبي احتياجات الناس وينفّذ العمل الذي ينبغي عليه القيام به وفقًا للعمل الذي يجب القيام به في كل عصر؛ إنه يلبي احتياجات الناس وفقًا لدرجة الفساد التي أحدثها الشيطان داخلهم. كانت هذه هي الطريقة نفسها عندما خلق يهوه آدم وحواء في البداية ليمكنهما من إظهار الله على الأرض وتقديم شهادة عن الله وسط الخليقة، لكن حواء وقعت في الخطيَّة بعد أن أغوتها الحية؛ وكذلك فعل آدم، وأكلا سويًا في الجنة من ثمرة شجرة معرفة الخير والشر. وهكذا، كان على يهوه أن يقوم بعمل إضافي بينهما. لقد رأى عريهما وستر جسديهما بملابس مصنوعة من جلود الحيوانات. بعد هذا، قال لآدم: "لِأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ ٱمْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لَا تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ ٱلْأَرْضُ بِسَبَبِكَ... حَتَّى تَعُودَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لِأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ." وقال للمرأة: "تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِٱلْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلَادًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ ٱشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ." ومنذ ذلك الحين طردهما من جنة عدن، وجعلهما يعيشان خارج الجنة، كما يفعل الإنسان العصري الآن على الأرض. عندما خلق الله الإنسان في البداية، لم يكن يخطط لأن تغوي الحية الإنسان بعد أن خُلق، ثم يلعن الإنسان والحية. لم يكن لديه بالفعل خطة من هذا القبيل؛ إنما تطور الأمور ببساطة هو ما وضع على عاتقه عملاً جديداً بين خليقته. بعد أن قام يهوه بهذا العمل بين آدم وحواء على الأرض، استمرت البشرية في التطور لعدة آلاف من السنين، حتى "رَأَى يَهْوَهُ أَنَّ شَرَّ ٱلْإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي ٱلْأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. فَحَزِنَ يَهْوَهُ أَنَّهُ عَمِلَ ٱلْإِنْسَانَ فِي ٱلْأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ.... وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ يَهْوَهِ". في هذا الوقت كان لدى يهوه المزيد من العمل الجديد، لأن البشرية التي خلقها أضحت غارقة في الخطيَّة بعد إغواء الحية. في ظل هذه الظروف، اختار يهوه عائلة نوح من بين هؤلاء الناس وأبقى عليها، وقام بعمله في تدمير العالم بالفيضان. أخذت البشرية في التطور على هذا النحو حتى يومنا هذا، وعليه ازداد فسادها، وهكذا عندما تبلغ البشرية أوج تطورها، ستكون أيضًا نهاية البشرية. من بداية العالم إلى نهايته، كانت الحقيقة الكامنة في عمله تسير على هذا النحو. إنها الطريقة نفسها التي سيُصنَّف بها الإنسان وفق نوعيته، وبعيدًا عن أن كل شخص قد سبق وتعيَّن بوضعه ضمن الفئة التي ينتمي إليها منذ البداية، فلا يُصنَّف الناس تدريجيًا إلا بعد اجتياز عملية نمو. في النهاية، فأي شخص لا يمكن خلاصه بالكامل سيعود إلى أسلافه. لم يكن أي من عمل الله بين البشرية معدًا له سلفًا عند خلق العالم؛ بل بالحريِّ، فإن تطور الأمور هو الذي أتاح لله أن يقوم بعمله خطوة بخطوة بدرجة أكبر من الواقعية والعملية بين البشرية. يوضح هذا بالضبط كيف أن يهوه الله لم يخلق الحية لكي تغوي المرأة. إنها لم تكن خطته المحددة أو أمر سبق وعيّنه عن عمدٍ. قد يقول قائل بأن هذا كان غير متوقع. ولهذا السبب طرد يهوه آدم وحواء من جنة عدن وأخذ على نفسه عهدًا بألا يخلق بشرًا مرة أخرى أبدًا. لكن لم يكتشف الناس حكمة الله إلا وفقًا لهذا الأساس، تمامًا مثلما ذكرتُ سابقًا: "تُمارس حكمتي استنادًا إلى مكائد الشيطان." بغض النظر عن الكيفية التي تنامى بها فساد البشرية أو الطريقة التي أغوتها بها الحية، كان يهوه لا يزال يمسك بتلابيب الحكمة؛ لذا أقدم على عمل جديد لم يقدم عليه منذ خلق العالم، ولم تتكرر أي من خطوات هذا العمل مجددًا. لقد استمر الشيطان في حياكة المكائد، واستمر أيضًا في إفساد البشرية، وفي المقابل استمر يهوه الله أيضًا في القيام بعمله الحكيم. إنه لم يفشل قط، ولم يتوقف عن عمله منذ خلق العالم حتى الآن. وبعد أن أفسد الشيطان البشرية، عمل باستمرار بين الناس ليهزم عدوه الذي يفسد البشرية، وستستمر هذه المعركة من بداية العالم حتى نهايته، ومن أجل القيام بكل هذا العمل، لم يتح للبشرية، التي أفسدها الشيطان، تلقي خلاصه العظيم فحسب، بل أتاح لها أيضًا أن ترى حكمته وقدرته وسلطانه، وفي النهاية سيسمح للبشرية أن ترى شخصيته البارة – بعقاب الأشرار ومكافأة الأبرار. لقد حارب هو الشيطان إلى هذا اليوم ذاته ولم يُهزم أبدًا، لأنه إله حكيم، ويمارس حكمته استنادًا إلى مكائد الشيطان؛ وبهذا لم يجعل كل شيء في السماء يخضع لسلطانه فحسب، بل جعل كل شيء على الأرض أيضًا يستقر تحت موطئ قدميه، وأخيرًا وليس آخرًا، أخضع أولئك الأشرار الذين اعتدوا على البشرية وجثموا على صدرها لتوبيخه. نبعت جميع نتائج العمل من حكمته. إنه لم يعلن حكمته قط قبل وجود البشرية، لأنه لم يكن له أعداء في السماء أو على الأرض أو في الكون بأسره، ولم تكن توجد قوى الظلام التي غزت كل شيء في الطبيعة. بعد أن خانه رئيس الملائكة، خلق البشرية على الأرض، وبسبب البشرية بدأ رسميًا حربه التي استمرت آلاف السنين مع الشيطان، رئيس الملائكة، حرب تزداد شراسة مرحلة تلو الأخرى. إن قدرته وحكمته حاضرة في كل مرحلة من هذه المراحل. لا يمكن لكل شيء في السماء وعلى الأرض أن يرى حكمة الله وقدرته، وخصوصًا حقيقته، إلا في هذا الوقت. إنه لا يزال ينفِّذ عمله بالطريقة الواقعية نفسها اليوم؛ إضافة إلى ذلك، فبينما هو ينفِّذ عمله يظهر أيضًا حكمته وقدرته؛ إنه يتيح لكم أن تروا الحقيقة الكامنة في كل مرحلة من مراحل العمل، وأن تروا كيف تفسرون قدرة الله بالضبط، وكيف تفسرون حقيقة الله على وجه الخصوص.
        ألا يؤمن الناس بأن خيانة يهوذا ليسوع كانت معيّنة سابقًا قبل خلق العالم؟ بالفعل، لقد خطّط الروح القدس لهذا وفقًا للواقع في ذلك الوقت. ما حدث أنه كان يوجد شخص يُدعى يهوذا كان يختلس الأموال دومًا. ومن ثمَّ وقع عليه الاختيار ليؤدي هذا الدور ويكون مُسخَرًا بهذه الطريقة. هذا مثال حقيقي للاستفادة من الموارد المحلية. لم يكن يسوع مدركًا لهذا الأمر في البداية، فلم يعرف إلا عندما كُشف عن يهوذا لاحقًا. إذا كان بإمكان شخص آخر أن يؤدي هذا الدور، لكان هذا الشخص الآخر قد فعلها بدلاً من يهوذا. إن ما كان قد تعيّن سلفًا كان في واقع الأمر بفعل الروح القدس بالتزامن. يكتمل عمل الروح القدس دومًا بعفوية؛ ففي أي وقت يخطط فيه عمله، ينفِّذه الروح القدس. لماذا أقول دومًا بأن عمل الروح القدس واقعي؟ وأنه دومًا عمل جديد وليس بعمل قديم، وأنه مُتجددٌ دومًا؟ لم يكن عمله مُخططًا له بالفعل عندما خلق العالم؛ ليس هذا ما حدث على الإطلاق! تُحدِث كل خطوة من خطوات العمل تأثيرها المناسب في كل مرة، ولا تتداخل مع بعضها بعضًا. توجد العديد من الأحداث التي لا تتوافق فيها الخطط التي في عقلك ببساطة مع أحدث عمل للروح القدس. إن عمله ليس بسيطًا بدرجة بساطة منطق الناس، وليس معقدًا بدرجة تعقيد خيالاتهم؛ إنه يشتمل على تقديم إمدادٍ للناس في أي وقت وفي أي مكان وفقًا لاحتياجاتهم الحالية. لا يوجد مَنْ هو واضح لجوهر الناس مثله، ولهذا السبب على وجه التحديد لا شيء قادر على تلبية احتياجات الناس الواقعية كما يفعل عمله. لذا، فمن منظور إنساني، كان عمله مخططًا له سلفًا منذ عدة آلاف من السنين. بينما هو يعمل بينكم الآن، وفقًا لحالتكم، فإنه يعمل أيضًا ويتحدث في أي وقت وفي أي مكان. عندما يكون الناس في موقف معين، فإنه يتحدث بتلك الكلمات التي يحتاجون إليها في داخلهم بالضبط. إنها تشبه الخطوة الأولى من عمله في أزمنة التوبيخ. بعد أزمنة التوبيخ، أظهر الناس سلوكًا معينًا، وتصرّفوا بتمرد بطرق معينة، وظهرت بعض الحالات الإيجابية، كما ظهرت بعض الحالات السلبية أيضًا، وبلغ الحد الأعلى لهذه السلبية مستوى معينًا. أجرى الله عمله استنادًا إلى كل هذه الأمور، ومن ثمَّ استغلها لتحقيق تأثير أفضل بكثير في عمله. إنه ببساطة ينفِّذ عمل الإمداد بين الناس وفقًا لحالاتهم الحالية. إنه ينفِّذ كل خطوة من عمله وفقًا للحالات الفعلية للناس، وبما أن كل الخليقة في يديه؛ أفلا يستطيع معرفتها؟ في ضوء حالات الناس، يقوم الله بتنفيذ الخطوة التالية من العمل الذي يجب القيام به، في أي وقت ومكان. لم يكن مخططًا سلفًا لهذا العمل بأي حال من الأحوال منذ آلاف السنين؛ هذا هو مفهوم الإنسان! إنه يعمل بينما يلاحظ تأثير عمله، ويتعمّق عمله ويتطوّر باستمرار؛ فبينما هو يلاحظ نتائج عمله، يقوم بالخطوة التالية من عمله. إنه يستخدم العديد من الأمور للانتقال تدريجيًا ولجعل عمله الجديد مرئيًا للناس مع مرور الوقت. لهذا النوع من العمل القدرة على تلبية احتياجات الناس، لأن الله يعلم جميع الناس جيدًا. هذه هي الكيفية التي ينفِّذ بها عمله من السماء. وبالمثل، يفعل الله المُتجسّد عمله بالطريقة نفسها، يخطط وفقًا للواقع ويعمل بين البشرية. لا شيء من عمله كان مخططًا له قبل خلق العالم، ولم يكن مخططًا له بدقة سلفًا. بعد ألفي عام من خلق العالم، رأى يهوه أن البشرية أصبحت فاسدة إلى درجة أنه تكلم على لسان النبي إشعياء ليتنبأ بأنه بعد انتهاء عصر الناموس، سوف ينفِّذ عمله في استعادة البشرية في عصر النعمة. كانت هذه بالطبع خطة يهوه، لكن هذه الخطة وُضعت أيضًا وفقًا للظروف التي لاحظها في ذلك الوقت؛ إنه لم يفكر فيها بالتأكيد فور خلق آدم. تنبأ إشعياء بها فحسب، لكن يهوه لم يُعِدَّ لهذا على الفور خلال عصر الناموس؛ بل بالحريِّ، أعدَّ لهذا العمل في بداية عصر النعمة، عندما ظهر الملاك في حُلم ليوسف وأناره، وأخبره أن الله سيصير جسدًا، ومن ثمَّ بدأ عمل التجسّد. لم يُعِدَّ الله، كما يتصور الناس، لعمل التجسّد بعد خلق العالم؛ لم يتقرر هذا إلا وفقًا لدرجة التطور التي وصلت إليها البشرية وحالة حربه مع الشيطان.
       عندما تجسَّد الله، حلَّ روحه على إنسان؛ وبعبارة أخرى، اتخذ روح الله جسدًا. إنه يقوم بعمله على الأرض، وبدلاً من أن يفرض هذا العمل عدة خطوات مقيدة، كان هذا العمل غير محدود تمًاما. لا يزال العمل الذي قام به الروح القدس في الجسد محددًا بآثار عمله، وهو يستخدم هذه الأشياء لتحديد طول المدة التي سيقوم فيها بالعمل في الجسد. يعلن الروح القدس كل خطوة من عمله مباشرة؛ إنه يفحص عمله بينما يمضي فيه قدمًا؛ لا شيء خارق للطبيعة بقدر ما يمتد حدود الخيال البشري. يشبه هذا عمل يهوه في خلق السماء والأرض وكل شيء؛ إنه خطَّط وعمل في الوقت نفسه. إنه فصل النور عن الظلمة، وظهر الصباح والمساء – استغرق هذا يومًا واحدًا. وفي اليوم الثاني خلق السماء، التي استغرق خلقها يومًا واحدًا أيضًا، ثم خلق الأرض والبحار وما فيهما، واستغرق هذا يومًا آخر أيضًا. استمر هذا مرورًا باليوم السادس، عندما خلق الله الإنسان وتركه يُدَبِّرُ كل ما على الأرض من أشياء، حتى اليوم السابع، عندما فرغ الله من خلق كل شيء واستراح. بارك الله اليوم السابع وجعله يومًا مقدسًا. لقد قرّر أن يكون هذا اليوم مقدسًا بعد أن فرغ من خلق كل شيء، وليس قبل الخلق. نُفذ هذا العمل أيضًا بعفوية؛ قبل خلق كل شيء، لم يقرر أن يخلق العالم في ستة أيام ويستريح في اليوم السابع؛ ليست الحقائق هكذا على الإطلاق. إنه لم يقل هذا، ولم يُخطِّطه. لم يقل بأي حال من الأحوال أنه سيفرغ من خلق كل شيء في اليوم السادس وأنه سيستريح في اليوم السابع؛ بل بالحريِّ، خلق وفق ما بدا له جيدًا. وما إن انتهى من خلق كل شيء، كان هذا اليوم بالفعل هو اليوم السادس. لو كان اليوم الخامس هو الذي انتهى فيه من خلق كل شيء، لكان جعل اليوم السادس يومًا مقدسًا؛ ومع ذلك، فقد انتهى من خلق كل شيء في اليوم السادس، ومن ثمَّ أصبح اليوم السابع يومًا مقدسًا، وهو ما أُعلن عنه في يومنا هذا. لذا، فإنه يقوم بعمله الحالي بالطريقة نفسها. إنه يتحدث إليكم ويلبي احتياجاتكم وفقًا لأحوالكم. وبعبارة أخرى، فإن الروح يتحدث ويعمل وفقًا لأحوال الناس؛ فالروح يراقب كل شيء ويعمل في أي وقت ومكان. فما أقوم به وما أقوله وما أضعه على عاتقكم وما أمنحكم إياه، بلا استثناء، هو ما تحتاجون إليه. ولهذا لا ينفصل أي شيء من عملي عن الواقع؛ فكله واقعي، لأنكم جميعًا تعرفون أن "روح الله يراقب الجميع". إذا كان هذا كله مقدَّرًا في وقت مبكر، ألن يكون من غير الوارد تغييره؟ في ظنك أن الله عمل بنجاح طوال ستة آلاف عام ثم عيَّن أن تكون البشرية متمردة ومعارضة ومعوَّجة ومخادعة، وفيها فساد الجسد والشخصية الشيطانية ومنغمسة في شهوة العيون وكل الملذات. لم يكن هذا مُعيَّنًا سلفًا، ولكن بالحريِّ بسبب فساد الشيطان. سيقول البعض: "ألم يكن الشيطان أيضًا في قبضة الله؟ وعيَّن الله أن يُفسد الشيطانُ الإنسانَ بهذه الطريقة، وبعد ذلك قام بعمله بين البشر". هل كان سيعيَّن الله بالفعل أن يفسد الشيطانُ البشرية؟ إنه حريص جدًا على السماح للبشرية بأن تعيش حياة بشرية عادية؛ فهل كان سيكدِّر حياة البشرية؟ إن كان الأمر كذلك، ألا تعتبر هزيمة الشيطان وخلاص البشرية جهدًا بلا فائدة؟ أنَّى يكون تمرد البشرية أمرًا مُعيَّنا سلفًا؟ كان ذلك بسبب مضايقات الشيطان في الواقع؛ فأنَّى يكون هذا مُعيَّنا سلفًا من الله؟ إن سلطان الله على الشيطان كما تفهمونه مختلف تمامًا عن سلطان الله على الشيطان كما أتحدث عنه أنا. وفقًا لكلامكم بأن "الله قدير، وأن الشيطان في قبضته"، فإن الشيطان لم يكن ليخونه. ألم تقل بأن الله قدير؟ إن معرفتكم نظرية جدًا وغير متماشية مع الواقع؛ فلا يقدر الإنسان على فهم أفكار الله ولا يمكنه فهم حكمة الله! الله قديرٌ؛ هذا ليس خطأ على الإطلاق. خان رئيسُ الملائكة اللهَ لأن الله أعطاه من البداية جزءًا من السلطان. بالطبع كان هذا حدث غير متوقع، تمامًا كما استسلمت حواء لإغواء الحية. ومع ذلك، فمهما كانت الطريقة التي نفَّذ بها الشيطان خيانته، فهو بخلاف الله ليس بقدير. فكما قلتم، إن الشيطان قوي؛ فمهما كان ما يفعله، فسلطان الله يهزمه دومًا. هذا هو المعنى الحقيقي وراء قول "الله قدير، والشيطان في قبضته." ولذا، فيجب أن تسير حربه مع الشيطان خطوة بخطوة؛ إضافة إلى ذلك، فهو يخطط عمله ردًا على خُدَع الشيطان. وهذا يعني، وفقًا للعصور، أنه يخلّص الناس ويعلن حكمته وقدرته. وبالمثل، لم يكن العمل في الأيام الأخيرة مُعيَّنًا سلفًا قبل عصر النعمة؛ فلم يكن مُعيَّنًا بطريقة منظمة كهذه: أولاً: يُغيِّر شخصية الإنسان الخارجية؛ وثانيًا: يُهيئ الإنسان لتلقي التوبيخ والتجارب؛ وثالثًا: يُخضع الإنسان لتجربة الموت؛ ورابعًا: يمنح الإنسان أوقات محبة الله ويعبّر عن قراره ككائن مخلوق؛ وخامسًا: يُعطي الإنسان بصيرة يرى بها إرادة الله ويعرف الله معرفةً تامةً، ثم يُكمِّل الإنسان. إنه لم يخطط كل هذه الأمور خلال عصر النعمة؛ بل بالحريِّ، بدأ يخططها في العصر الحالي. يمارس الشيطان العمل، كما يفعل الله، ويعبّر الشيطان عن شخصيته الفاسدة، بينما يتحدث الله مباشرة ويعلن بعض الأمور الحقيقية. هذا هو العمل الذي يقوم به اليوم، وهذا نوع مبدأ العمل نفسه الذي كان مستخدمًا منذ زمن بعيد، بعد أن خُلق العالم.
        في البداية خلق الله آدم وحواء، وخلق حية أيضًا. من بين هذه المخلوقات، كانت الحية الأكثر سُمًا؛ حيث يحتوي جسمها على السم، ووظّف الشيطان هذا السم للانتفاع به. كانت الحية هي التي أغوت حواء بالخطيَّة. وقع آدم في الخطيَّة بعد حواء، وكان الاثنان قادرين على معرفة الخير من الشر. لو كان يهوه يعرف أن الحية ستغوي حواء، وأن حواء ستغوي آدم، فلِمَ أدخلهم جميعًا الجنة؟ ولو كان قادرًا على التنبؤ بهذه الأشياء، فلِمَ خلق حية وأدخلها جنة عدن؟ لمَ احتوت جنة عدن على ثمرة شجرة معرفة الخير والشر؟ هل أراد لهما أن يأكلا من الثمرة؟ عندما جاء يهوه، لم يجرؤ آدم ولم تجرؤ حواء على مواجهته، وعندها فقط علم يهوه أنهما أكلا من ثمرة شجرة معرفة الخير والشر وسقطا فريسة لخداع الحية. وفي النهاية لعن الحية ولعن آدم وحواء. لم يكن يهوه على دراية عندما أكل الاثنان من ثمرة الشجرة. أصبحت البشرية فاسدة إلى حد كونها شريرة ومختلة جنسيًا، لدرجة أن الأشياء التي كانت تُخفيها القلوب كانت شريرة وآثمة؛ كانت جميعها دنسة. ومن ثمَّ ندم يهوه على خلق البشرية. بعد ذلك قام بعمله في تدمير العالم بالفيضان، الذي نجا منه نوح وأبناؤه. بعض الأمور ليست في الواقع متطورة وخارقة للطبيعة كما قد يتصور الناس. البعض يسأل: "بما أن الله كان يعلم أن رئيس الملائكة سيخونه، فلِمَ خلقه؟" هذه هي الحقائق: لما كانت الأرض غير موجودة بعد، كان رئيس الملائكة أعظم ملائكة السماء. كان له سلطة على جميع الملائكة في السماء؛ كان هذا هو السلطان الذي منحه الله. باستثناء الله، كان أعظم ملائكة السماء. عندما خلق الله البشرية في وقت لاحق، نفَّذ رئيس الملائكة خيانة أكبر تجاه الله على الأرض. وأقول بأنه خان الله لأنه أراد أن يُدَبِّرُ البشرية ويتخطى سلطان الله. إنه كان رئيس الملائكة الذي أغوى حواء بالوقوع في الخطيَّة؛ وكان ذلك لأنه أراد أن يقيم مملكته على الأرض ويجعل البشرية تخون الله وتطيعه هو بدلاً منه. لقد رأى أن العديد من المخلوقات قد أطاعته؛ فالملائكة أطاعته، كما فعل الناس على الأرض. كانت الطيور والوحوش والأشجار والغابات والجبال والأنهار وكل شيء على الأرض تحت رعاية الإنسان – أي آدم وحواء – في حين أن آدم وحواء أطاعاه. ومن ثمَّ أراد رئيس الملائكة أن يتخطى سلطان الله ويخون الله. بعدها دفع العديد من الملائكة لخيانة الله، فأصبحت بعد ذلك أرواح نجسة مختلفة. ألم يكن تطور البشرية حتى يومنا هذا سببه فساد رئيس الملائكة؟ فما تسير البشرية في طريقها الذي تسلكه اليوم إلا لأن رئيس الملائكة خان الله وأفسد البشرية. إن هذا العمل التدريجي لا يقترب من مجرد التجريد والبساطة كما يتصور الناس. نفَّذ الشيطان خيانته لسبب ما، لكن الناس غير قادرين على فهم أمر بسيط كهذا. لِمَ خلق الله السماوات والأرض وكل شيء ولِمَ خلق الشيطان أيضًا؟ بما أن الله يحتقر الشيطان كثيرًا جدًا، والشيطان عدو له، فلِمَ خلق الشيطان؟ من خلال خلق الشيطان، ألم يخلق عدوًا؟ لم يخلق الله بالفعل عدوًا؛ بل بالحريِّ، خلق ملاكًا، وخانه هذا الملاك فيما بعد. كان شأنه عظيمًا لدرجة أنه أراد خيانة الله. ربما يقول أحدهم إن هذا كان مصادفة، لكنه كان أيضًا أمرًا حتميًا. إنه شبيه بكيفية موت المرء حتمًا في سن معينة؛ فالأمور قد تطورت بالفعل إلى مرحلة معينة. يوجد بعض السفهاء الذين يقولون: "بما أن الشيطان عدوك، فلِمَ خلقته؟ ألم تعلم أن رئيس الملائكة سيخونك؟ ألا تستطيع أن تكون مُطّلعًا من الأزل إلى الأبد؟ ألا تعلم طبيعته؟ بما أنك علمت أنه سيخونك، فلِمَ جعلت منه رئيسًا للملائكة؟ حتى إذا تجاهل المرء أمر خيانته، فسيظل يدفع العديد من الملائكة وينزل إلى عالم البشر ليفسد البشرية؛ حتى يومنا هذا، فأنت غير قادر على إكمال خطة التدبير التي تبلغ ستة آلاف عام." هل هذا صحيح؟ ألا تُقحم نفسك في مشاكل أكثر مما هو ضروري؟ لا يزال البعض يقول: "لو لم يفسد الشيطان البشرية حتى يومنا هذا، لما كان الله قد خلّص البشرية بهذه الطريقة. وفي هذه الحالة ستكون حكمة الله وقدرته غير مرئيتين؛ فأين تظهر حكمته؟ وهكذا خلق الله جنسًا بشريًا للشيطان؛ وفي المستقبل سيُظهر الله قدرته – وإلا، فكيف يكتشف الإنسان حكمة الله؟ إذا لم يقم الإنسان بمقاومته والتصرف بتمرد تجاهه، فلن يكون من الضروري أن تظهر أفعاله. إذا كانت كل الخليقة تعبده وتطيعه، فلن يكون لديه عمل ليقوم به." هذا أبعد ما يكون عن حقيقة الأمور، لأنه لا يوجد شيء دنس عن الله ولا يستطيع أن يخلق الدنس. إنه لا يعلن عن أفعاله الآن إلا ليهزم عدوه وليخلّص البشرية التي خلقها، وليقضي على الشياطين والشيطان، الذي يكرهه، والذي خانه وقاومه، والذي كان تحت سيادته وينتمي إليه منذ البدء؛ إنه يريد أن يهزم هذه الشياطين، ومن أجل ذلك يعلن قدرته على كل شيء. البشرية وكل ما على الأرض الآن تحت مُلك الشيطان وتحت مُلك الأشرار، ويريد الله أن يعلن عن أفعاله للجميع حتى يعرفه الناس، ومن ثمَّ يهزم الشيطان ويقهر أعداءه نهائيًا. إنه يُكمِّل هذا العمل تمامًا بالكشف عن أفعاله. جميع خلائقه تحت مُلك الشيطان، ولذا فهو يرغب في إظهار قدرته لهم، وبذلك يهزم الشيطان. إذا لم يوجد شيطان، فلن يحتاج إلى الكشف عن أفعاله. لولا مضايقات الشيطان، لكان قد خلق البشرية وأرشدها إلى الحياة في جنة عدن. لِمَ لمْ يكشف عن أفعاله للملائكة أو لرئيس الملائكة قبل خيانة الشيطان؟ ولو عرفه الملائكة ورئيس الملائكة، وأطاعوه أيضًا من البداية، فلم يكن ليقوم بتلك الأفعال التي لا معنى لها في العمل. وبسبب وجود الشيطان والشياطين، يقاومه الناس ممتلئين بالشخصية المتمردة، ولذلك يريد الله أن يكشف عن أفعاله. ولأنه يرغب في خوض الحرب مع الشيطان، يجب أن يستخدم سلطانه لهزيمة الشيطان ويستخدم جميع أفعاله لهزيمة الشيطان؛ وبهذه الطريقة، سوف يرشد عمل خلاصه الذي يقوم به بين البشرية الناس لرؤية حكمته وقدرته؛ فالعمل الذي يقوم به الله اليوم له معنى ولا يشبه بأي حال من الأحوال ما يردده بعض الناس قائلين: "أليس العمل الذي تقوم به متناقض؟ أليست هذه السلسلة من العمل مجرد ترويض لنفسك على المتاعب؟ إنك خلقت الشيطان، ثم سمحت له بخيانتك ومقاومتك. إنك خلقت البشرية، ثم أسلمتها إلى الشيطان، وسمحت لآدم وحواء أن يتعرضا للإغواء. بما أنك فعلت كل هذه الأمور عن قصد، فِلمَ تُبغض البشرية؟ لِمَ تُبغض الشيطان؟ أليست هذه الأمور من صنعك؟ فما الذي يجعلك تكره؟" سيقول كثير من السفهاء هذا. إنهم يرغبون في محبة الله، لكنهم يضمرون في قلوبهم الشكوى من الله – فيا له من تناقض! إنك لا تفهم الحقيقة، فلديك الكثير من الأفكار الخارقة للطبيعة، وتدّعي أن هذا خطأ الله – فيا لك من سفيه! أنت مَنْ يعزف عن الحقيقة؛ وليس خطأ الله! سيشكو بعض الناس مرارًا وتكرارًا قائلين: "أنت مَنْ خلق الشيطان، وأنت مَنْ طرح الشيطان في علم وسلَّم البشرية إليه. تملك البشرية شخصية شيطانية؛ وبدلاً من أن تغفر لها، إذا بك تبغضها لدرجة كبيرة. أحببت البشرية في البداية لدرجة كبيرة. إنك أقحمت الشيطان في عالم الإنسان، وها أنت الآن تبغض البشرية. أنت مَنْ يكره البشرية ويحبها – فما تفسير هذا؟ أليس هذا بتناقض؟" بغض النظر عن الكيفية التي تنظرون بها إلى الأمر، فهذا هو ما حدث في السماء؛ خان رئيسُ الملائكة اللهَ بهذه الطريقة، وفسدت البشرية بهذه الطريقة واستمرت حتى اليوم بهذه الطريقة. بغض النظر عن الطريقة التي تعبرون بها، هذه هي القصة بأكملها. ومع ذلك، عليكم أن تفهموا أن الله يقوم بعمل اليوم من أجل خلاصكم، ومن أجل هزيمة الشيطان.
        لأن الملائكة كانت ضعيفًة بدرجة واضحة وليست لديها أية قدرات، أصبحت مغرورةً عندما أُعطي السلطان، خاصة رئيس الملائكة، الذي كانت مكانته أعلى من مكانة أي ملاك آخر. كان رئيس الملائكة ملكًا على جميع الملائكة. قاد الملايين من الملائكة، وفي ظل رعاية يهوه، تفوّق سلطانه على سلطان أي من الملائكة الأخرى. فأراد أن يفعل هذا وذاك، وأن يقود الملائكة إلى عالم الإنسان ليدير العالم. قال الله بأنه هو مَنْ يدير الكون، وقال رئيس الملائكة أن الكون كان ملكًا له ليديره، ومنذ ذلك الحين خان الله. خلق الله في السماء عالمًا آخر، لكن أراد رئيس الملائكة أن يدير هذا العالم وينزل أيضًا إلى عالم الإنسان. فهل يسمح له الله أن يقوم بذلك؟ ولهذا، طرحه أرضًا وأطاح به في الهواء. منذ أن أفسد البشرية، شَنَّ الله الحرب ضده لخلاص البشرية؛ لقد استخدم هذه الستة آلاف سنة لإلحاق الهزيمة به. إن مفهومكم عن إله قدير يتعارض مع عمل الله الذي يقوم به الآن؛ إنه لا ينطبق على الواقع وهو مفهوم سخيف للغاية! في الواقع، اتخذ الله وحده رئيس الملائكة عدوًا له بعد أن خانه. وبسبب خيانته فحسب تسلّط على البشرية بعد وصوله إلى عالم الإنسان، وكان هذا هو السبب فيما وصلت إليه البشرية حتى هذه المرحلة. بعد هذا، أقسم الله على الشيطان قائلاً: "سأهزمك وأخلِّص البشرية، خليقتي." لم يكن الشيطان مقتنعًا في البداية وقال: "ماذا يمكنك أن تفعل بصدق معي؟ هل يمكنك حقًا أن تطيح بي في الهواء؟ هل يمكنك حقًا أن تهزمني؟" بعد أن أطاح الله به في الهواء، لم يعُد يأبه به، ثم بدأ في خلاص البشرية وبدأ يقوم بعمله الخاص، مع استمرار مضايقات الشيطان. كل ما استطاع الشيطان فعله كان بفضل القوة التي منحه الله إياها؛ أخذ كل هذه الأشياء معه في الهواء واحتفظ بها حتى يومنا هذا. أطاح الله به في الهواء لكنه لم يسترد سلطانه، وهكذا استمر في إفساد البشرية. من ناحية أخرى، بدأ الله في خلاص البشرية التي أفسدها الشيطان بعد خلقها. لم يعلن الله عن أفعاله في السماء؛ ومع ذلك، فقبل خلق الأرض، سمح للناس في العالم الذي خلقه في السماء بأن يروا أفعاله وبذلك قاد الناس فوق السماء. لقد منحهم الحكمة والذكاء، وأرشد أولئك الناس إلى الحياة في ذلك العالم. بطبيعة الحال، لم يسمع أحد منكم عن هذا من قبل. لاحقًا، بعد أن خلق الله البشرية، بدأ رئيس الملائكة في إفساد البشرية؛ وهكذا أمست البشرية جميعها غارقة في الفوضى على الأرض. كان هذا هو الوقت عينه الذي بدأ فيه حربه ضد الشيطان، وكان هذا عينه هو الوقت الذي رأى فيه الناس أفعاله. كانت أفعاله في البداية خافية عن البشرية. بعد أن أُطيح بالشيطان في الهواء، اهتم بأمر نفسه، واهتم الله بعمله الخاص، يشن الحرب ضده باستمرار، وبكل الطرق حتى الأيام الأخيرة. والآن حان وقت إهلاك الشيطان. في البداية أعطاه الله سلطانًا، وفيما بعد أطاح الله به في الهواء، لكنه بقي ميّالاً إلى التمرد. وقد أفسد البشرية على الأرض فيما بعد، لكن الله كان بالفعل يدبّر البشرية على الأرض. استخدم الله تدبيره للناس ليهزم الشيطان. بإفساد الناس، يضع الشيطان مصير الناس في نهايته ويرهق عمل الله. من ناحية أخرى، عمل الله هو خلاص البشرية. أي خطوة من عمل الله لا تهدف إلى خلاص البشرية؟ أي خطوة لا تهدف إلى تطهير الناس وجعلهم يفعلون البر ويحيون بالطريقة التي ترسم صورة يمكن محبتها؟ ومع ذلك، فالشيطان لا يفعل هذا. إنه يفسد البشرية، ويستمر في القيام بعمله في إفساد البشرية في الكون بأسره. وبالطبع، يقوم الله أيضًا بعمله الخاص. إنه لا يأبه بالشيطان. مهما كان مقدار السلطان الذي يمتلكه الشيطان، فسلطانه كان عطية من الله له؛ ولم يعطه الله في الواقع سلطانه بالكامل، لذا فلا يهم ما يقوم به، فلن يستطيع التفوق على الله وسيكون دومًا في قبضة الله. لم يُظهر الله أيًا من أفعاله بينما هو في السماء. إنه أعطى الشيطان جزءًا صغيرًا فقط من السلطان ليسمح له بممارسة سلطته على الملائكة. لذا، فلا يهم ما يقوم به، فلن يتفوّق على سلطان الله، لأن السلطان الذي أعطاه الله له في الأصل محدود. بينما يعمل الله، يستمر الشيطان في مضايقاته. في الأيام الأخيرة، سينتهي من مضايقاته، وبالمثل سينتهي الله من عمله، وسيكتمل نوع الناس الذين يريد الله لهم أن يكتملوا. يرشد الله الناس على نحو إيجابي؛ فحياته هي الماء الحي، لا حد ولا حدود لها. لقد أفسد الشيطان الإنسان لدرجة معينة؛ وفي النهاية، سيكمِّل ماء الحياة الحي الإنسان، وسيكون من غير الممكن أن يتدخل الشيطان وينفِّذ عمله. وهكذا، سيقتني الله هؤلاء الناس بالكامل. لا يزال الشيطان يرفض التسليم بهذا الآن؛ إنه يعترض باستمرار على الله، لكن الله لا يأبه به. لقد قال، سأنتصر على جميع قوى الشيطان المظلمة وعلى كل تأثيرات الظلام. هذا هو العمل الذي يجب القيام به الآن في الجسد، وهذا أيضًا هو معنى التجسُّد. إنه يكمِّل مرحلة عمل هزيمة الشيطان في الأيام الأخيرة، للقضاء على كل ما ينتمي للشيطان. إن انتصار الله على الشيطان أمر حتمي! أخفق الشيطان بالفعل منذ فترة طويلة. عندما بدأ الإنجيل ينتشر في جميع أنحاء أرض التنين العظيم الأحمر، أي عندما بدأ الله المُتجسّد في العمل وبدأ هذا العمل في الحركة، كان الشيطان منهزمًا تمامًا، لأن التجسُّد كان يهدف إلى هزيمة الشيطان. رأى الشيطان أن الله قد صار جسدًا مرة أخرى وبدأ أيضًا في القيام بعمله، ورأى أنه لا توجد قوة يمكنها أن توقف العمل. لذلك، صُعق عندما شاهد هذا العمل ولم يجرؤ على القيام بأي عمل آخر. في البداية ظن الشيطان أنه يمتلك أيضًا الكثير من الحكمة، وقاطع عمل الله وأرهقه، ومع ذلك، لم يكن يتوقع أن الله قد صار جسدًا مرة أخرى، وأنه يقوم بعمله، واستخدم الله تمرده ليكون إعلانًا ودينونةً للبشرية، وبذلك يُخضِع البشرية ويُلحق به الهزيمة. الله أكثر حكمة منه، وعمله يفوقه بكثير. ولذا، ذكرت سابقًا ما يلي: العمل الذي أقوم به يُنفَّذ ردًا على خُدَع الشيطان. في النهاية سأظهر قدرتي وضعف الشيطان. عندما يقوم الله بعمله، يتعقبه الشيطان من الخلف، حتى يُلحِق به الهلاك في النهاية – ولن يعرف حتى ما أصابه! سيدرك الحقيقة فقط عندما يتحطم ويُسحق بالفعل؛ وفي ذلك الوقت سيكون محترقًا بالفعل في بحيرة النار. ألن يكون مقتنعًا تمامًا عندها؟ لأنه ليس لديه المزيد من الخطط ليستخدمها!
         إنه هذا العمل الواقعي التدريجي كثيرًا ما يجعل قلب الله يعتصر حزنًا على البشرية، فتستمر حربه مع الشيطان لمدة ستة آلاف عام. وهكذا يقول الله: "لن أخلق البشرية مرة أخرى، ولن أمنح سلطانًا للملائكة مرة أخرى." ومنذ ذلك الحين، عندما جاءت الملائكة للعمل على الأرض، كانت تتبع الله فقط للقيام ببعض الأعمال. فهو لم يمنح الملائكة سلطانًا قط. كيف قامت الملائكة التي رآها بنو إسرائيل بعملها؟ إنهم ظهروا بأنفسهم في الأحلام ونقلوا كلام يهوه. عندما قام يسوع من بين الأموات بعد صلبه بثلاثة أيام، كانت الملائكة هي مَنْ أزاحت الحجر جانبًا؛ فلم يقم روح الله بهذا العمل شخصيًا. الملائكة فقط هي التي قامت بهذا النوع من العمل؛ وأدت دورًا داعمًا دون أن يكون لها سلطان، لأن الله لم يكن ليمنحها سلطانًا مرة أخرى. بعد العمل لبعض الوقت، اتخذ الناس الذين استخدمهم الله على الأرض منصب الله وقالوا: "أريد أن أتجاوز حدود الكون! أريد أن أقف في السماء الثالثة! نريد أن نمسك بمقاليد السيادة!" إنهم سيصبحون مغرورين بعد عدة أيام من العمل؛ يريدون مقاليد السيادة على الأرض، ويريدون إقامة أمة أخرى، ويريدون كل شيء تحت أقدامهم ويريدون أن يقفوا في السماء الثالثة. ألا تعلم أنك مجرد إنسان يستخدمه الله؟ كيف يمكنك الصعود إلى السماء الثالثة؟ جاء الله إلى الأرض ليعمل في صمت وبدون صراخ وليرحل سرًا بعد أن يكمل عمله. إنه لم يصرخ قط كما يفعل البشر، لكن بالحريِّ يقوم بعمله بواقعية. إنه لا يدخل كنيسة أبدًا ويصرخ قائلاً: "سأمحيكم جميعًا! سألعنكم وأوبخكم!" إنه يقوم بعمله الخاص فحسب ويرحل بمجرد أن يفرغ منه. إن أولئك الرعاة الدينيين الذين يشفون المرضى ويخرجون الشياطين، ويعتلون المنبر لوعظ الآخرين ويلقون الخطب الطويلة والرنَّانة، ويناقشون الأمور غير الواقعية متكبرون حتى النخاع! إنهم أحفاد رئيس الملائكة!
        بعد أن نفَّذ الله عمله الذي استغرق ستة آلاف عام حتى يومنا هذا، كشف الله بالفعل عن العديد من أفعاله، لهزيمة الشيطان وخلاص البشرية جمعاء في المقام الأول. وانتهز هذه الفرصة ليسمح لكل ما في السماء، وكل ما على الأرض، وكل ما في البحار، بالإضافة إلى كل كائن من خليقة الله على الأرض برؤية قدرة الله ورؤية كل أفعاله. إنه يغتنم فرصة إلحاق الهزيمة بالشيطان ليظهر كل أفعاله للبشرية ويتيح للناس القدرة على تسبيحه وتعظيم حكمته في هزيمة الشيطان. كل ما على الأرض وما في السماء وما في البحار يمجده ويسبح له على قدرته وعلى جميع أفعاله ويهتف باسمه القدوس. إن هذا دليل على إلحاقه الهزيمة بالشيطان؛ ودليل على إخضاعه للشيطان؛ والأهم من ذلك أن هذا دليل على خلاصه للبشرية. إن خليقة الله كلها تمجّده وتسبّحه على إلحاقه الهزيمة بعدوه وتسبّحه عند عودته منتصرًا كالملك المنتصر العظيم. إن هدفه ليس فقط هزيمة الشيطان، ولهذا استمر عمله لمدة ستة آلاف عام. إنه يستخدم هزيمة الشيطان ليخلِّص البشرية؛ وهو يستخدم هزيمة الشيطان ليظهر أفعاله ويعلن عن كل مجده. إنه سينال المجد، وسترى كل حشود الملائكة مجده. سترى الرسل في السماء والبشر على الأرض وكل الخليقة على الأرض مجد الخالق. هذا هو العمل الذي يقوم به. سترى كل خليقته في السماء وعلى الأرض مجده، وسيعود منتصرًا بعد إلحاقه الهزيمة بالشيطان نهائيًا ويدع البشر يسبِّحونه. وبذلك سيحقق كل هذه الجوانب بنجاح. وفي النهاية ستخضع له البشرية جميعها، وسيتخلّص من كل مَنْ يقاوم أو يتمرد، وهذا يعني أن يتخلّص من كل أولئك الذين ينتمون إلى الشيطان. إنك ترى الآن جميع أفعال الله الآن، لكنك لا تزال تقاوم وتتمرد ولا تستسلم؛ إنك تُضمر الكثير من الأمور في نفسك وتفعل كل ما يحلو لك؛ إنك تتبع شهواتك ومشتهياتك الخاصة – هذا هو التمرد؛ وهذه هي المقاومة. إن الإيمان بالله الذي ينبع من أجل الجسد ومن أجل شهوات المرء ومن أجل مشتهياته ومن أجل العالم ومن أجل الشيطان ليس بإيمان نقي؛ وإنما هو مقاومة وتمرّد. توجد العديد من أنماط الإيمان الآن: البعض يبحث عن ملاذ من الضيقة، والبعض الآخر يسعى للحصول على البركات، وفي حين يرغب البعض في فهم الأسرار، ولا يزال البعض الآخر يحاول الحصول على بعض المال. هذه كلها صور للمقاومة؛ إنها جميعًا تجديف! فلنقل بأن أحدهم يقاوم أو يتمرد – أليس في هذا القول إشارة إلى هذه الأمور؟ كثير من الناس الآن يتذمرون أو يشتكون أو يصدرون الأحكام. هذه كلها أمور قام بها الأشرار؛ هم مقاومون ومتمردون من الجنس البشري؛ إن هؤلاء الناس يستحوذ عليهم الشيطان. إن الذين يقتنيهم الله هم أولئك الذين يخضعون له خضوعًا تامًا، وأولئك الذين أفسدهم الشيطان إلا أنهم خلصوا وخضعوا لعمله الآن، ومَنْ تجرعوا المِحَنْ وفي النهاية اقتناهم الله تمامًا ولم يعودوا تحت مُلك الشيطان وتحرروا من الإثم، ومَنْ يحيون حياة القداسة – هؤلاء هم أقدس الناس؛ وهؤلاء هم القديسون. إذا كانت أفعالك الحالية لا تتطابق مع جزء واحد من متطلبات الله، فستُستبعد. هذا لا جدال فيه. كل شيء يتم وفق اليوم؛ ومع أنه قد اختارك منذ الأزل، إلا أن أفعالك اليوم ستحدد عاقبتك. إذا لم تستطع الثبات الآن، فستُستبعد. إذا لم تستطع الثبات الآن، فكيف ترجو أن تثبت في وقت لاحق؟ والآن وقد ظهرت أمامك معجزة عظيمة، فإنك لا تزال غير مؤمن. إذًا، كيف تؤمن به في وقت لاحق، عندما ينتهي من عمله ولا يوجد أي عمل آخر؟ عندها سيكون من غير الممكن لك أن تتبعه! حينها سيعتمد الله على موقفك ومعرفتك تجاه عمل الله المتجسد وخبرتك في تحديد ما إذا كنت خاطئًا أم مستقيمًا، أو تحديد ما إذا كنت إنسانًا مكتملاً أم مستَبعدًا. يجب عليك أن ترى الآن بوضوح. يعمل الروح القدس على هذا النحو: إنه يحدد عاقبتك وفقًا لسلوكك اليوم. مَنْ يتحدث بكلام اليوم؟ مَنْ يقوم بعمل اليوم؟ مَنْ يقرر أنك ستُستبعد اليوم؟ مَنْ يقرر أن يُكمِّلك؟ أليس هذا ما أقوم به بنفسي؟ أنا مَنْ يتحدث بهذا الكلام؛ وأنا مَنْ يقوم بهذا العمل. إن لعنة الناس وتوبيخهم ودينونتهم كل هذا جزء من عملي الخاص. في النهاية، سيكون استبعادك أيضًا عملي الخاص. الكل هو عملي الخاص! جعْلك إنسانًا كاملاً هو عملي الخاص، وجعْلك تستمتع بالبركات هو أيضًا عملي الخاص. هذا كله عملي الخاص. لم يُعيِّن يهوه عاقبتك سلفًا؛ وإنما يحددها الله اليوم. إنها تتحدد الآن؛ فلم تكن محددة قبل أن يُخلَق العالم. يقول بعض السفهاء: "ربما يكون في عينيك خطأ ما، وأنت لا تراني بالطريقة التي ينبغي عليك أن تراني بها. في النهاية سترى كيف يُظهر الروح كل شيء!" اختار يسوع في الأصل يهوذا ليكون تلميذه. يظن الناس أن يسوع ارتكب خطأً عندما اختاره. فكيف يختار تلميذًا سيسلِّمه؟ في البداية لم يكن يهوذا ينوي تسليم يسوع. لم يحدث هذا إلا في وقت لاحق. في ذلك الوقت، كان يسوع ينظر إلى يهوذا بعين الاستحسان؛ وجعله يتبعه وجعله مسؤولاً عن الأمور المالية. لو كان يعلم أن يهوذا سيختلس المال، لما أوكل إليه مسؤولية المال. يمكن لأحدهم أن يقول إن يسوع لم يكن يعرف أن هذا الرجل كان ملتويًا ومخادعًا في الأصل وأنه خدع إخوته وأخواته. فيما بعد، وبعد أن تبعه يهوذا لبعض الوقت، رآه يسوع يخدع إخوته وأخواته ويخدع الله. اكتشف الناس أيضًا أنه كان ينفق المال دومًا من صندوق النقود، ثم أخبروا يسوع. أصبح يسوع مدركًا لكل هذا في هذا الوقت فقط. ولأن يسوع كان ينفِّذ عمل الصلب ويحتاج إلى شخص ما ليسلِّمه، وكان يهوذا مناسبًا للقيام بهذا الدور، قال يسوع: "سيوجد واحد بيننا سيخونني. سيستخدم ابن الإنسان هذه الخيانة ليُصلَب ويقوم من بين الأموات بعد ثلاثة أيام." في ذلك الوقت، لم يختر يسوع في الواقع يهوذا ليخونه؛ بل على العكس، تمنى أن يكون يهوذا تلميذًا مخلصًا. ولكن على عكس التوقعات، تحوَّل يهوذا إلى إنسان فاسد جشع خان الرب، واستغل يسوع هذا الموقف في اختيار يهوذا من أجل هذا العمل. لو كان جميع تلاميذ يسوع الاثنى عشر مخلصين، فلن يكون من بينهم مثل يهوذا، الشخص الذي سيسلِّم يسوع سيكون في النهاية واحدًا ليس من بين التلاميذ. ومع ذلك، ففي الوقت الذي حدث فيه ذلك، كان هناك مَنْ استفاد من تلقي الرشوة – وهو يهوذا. وهكذا استخدم يسوع هذا الرجل لإكمال عمله. فكم كان الأمر بسيطًا! لم يحدد يسوع هذا في بداية عمله؛ إنه لم يتخذ قراره إلا عندما وصلت الأحداث إلى مرحلة معينة. كان هذا قرار يسوع؛ أي قرار روح الله نفسه. في ذلك الوقت كان يسوع هو من اختار يهوذا؛ عندما سلَّم يهوذا يسوع لاحقًا، كان هذا هو عمل الروح القدس ليخدم غاياته الخاصة؛ إنه كان عمل الروح القدس في ذلك الوقت. عندما اختار يسوع يهوذا، لم تكن لديه أي فكرة بأنه سيسلِّمه. كان يعلم فقط أنه يهوذا الإسخريوطي. وكذلك تتحدد عاقبتكم أيضًا وفقًا لمستوى خضوعكم اليوم ووفقًا لمستوى نمو حياتكم، وليس وفقًا للأفكار السائدة بين الناس التي تقول بأن العاقبة مُعيَّنة سلفًا عند خلق العالم. عليك أن تدرك هذه الأمور بوضوح. لا ينفَّذ هذا العمل بالكامل وفقًا لتصوراتك.
] لا يشتمل النص الأصلي على عبارة "ترجو أن".

 المصدر مأخوذ من: كنيسة الله القدير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق