الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية

 البرق الشرقي|كنيسة الله القدير|كلمات الله بطاقة العنوان

البرق الشرقي|كنيسة الله القدير|كلمات الله بطاقة العنوان

وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية

إن طريق الحياة ليس بالشيء الذي يستطيع أي شخص أن يقتنيه، ولا هو بالشيء الذي يمكن للجميع الحصول عليه بسهولة، ذلك لأن مصدر الحياة الوحيد هو الله، وهذا يعني أن الله وحده هو الذي يملك مادة الحياة، ولا يوجد طريق للحياة دون الله نفسه، فالله إذاً هو مصدر الحياة وينبوع مائها الذي لا ينضُب. منذ أن خلق الله العالم، أتمّ أعمالاً كثيرة تشمل حيوية الحياة، وقام بأعمال كثيرة تجلب للإنسان الحياة، ودفع ثمناً باهظاً حتى يفوز الإنسان بالحياة، لأن الله ذاته هو الحياة الأبدية، وهو نفسه الطريق لقيامة الإنسان. لا يغيب الله مطلقاً عن قلب الإنسان، بل إنه موجود معه على الدوام. إنه القوة التي تغذي حياة الإنسان، وكُنه الوجود البشري، ومَعين ثري لوجوده بعد ولادته. يهب الإنسان ولادة جديدة، ويمنحه القدرة على أن يؤدي دوره في الحياة على أكمل وجه وبكل مثابرة. ظل الإنسان يحيا جيلاً بعد جيل بفضل قدرة الله وقوة حياته التي لا تنضب، وكانت قوة حياة الله طوال هذه المدة هي ركيزة الوجود الإنساني التي دفع الله من أجلها ثمناً لم يدفعه أي إنسانٍ عادي. لقوة حياة الله القدرة على السمو فوق أي قوة، بل وتفوق أي قوة؛ فحياته أبدية وقوته غير عادية ولا يمكن لأي مخلوق أو عدو قهر قوّة حياته. قوة حياة الله موجودة وتلمع بأشعتها البراقة، بغض النظر عن الزمان والمكان. تبقى حياة الله إلى الأبد دون أن تتغير مهما اضطربت السماء والأرض. الكل يمضي ويزول وتبقى حياته لأنه مصدر وجود الأشياء وأصلها. فالله أصل حياة الإنسان، وسبب وجود السماء، بل والأرض أيضاً تستمد وجودها من قوة حياته. لا يعلو فوق سيادته مخلوقٌ يتنفس، ولا يفلت من حدود سلطانه ما يتحرك. هكذا يخضع الكل – كان من كان – لسلطانه، ويحيا الجميع بأمره، ولا يفلت من سيطرته أحد.

ربما ترغب الآن في الحصول على الحياة، أو ربما ترغب في إدراك الحق. أياً كانت حالتك، فأنت ترغب في أن تجد الله، ذاك الإله الذي تستطيع الاعتماد عليه، والقادر أن يمنحك حياةً أبدية. إذا كنتَ ترغب في الوصول إلى حياة أبدية، عليك أولاً أن تدرك مصدرها، وأن تعرف مكان وجود الله. لقد ذكرتُ سابقاً أن الله وحده هو الحياة التي لا تتغيّر، وأنه وحده من يملك طريق الحياة. ولما كانت حياته غير قابلة للتغيير، فإنه أبدي، ولأنه وحده طريق الحياة، فهو نفسه طريق الحياة الأبدية. ولهذا عليك أن تدرك أولاً مكان وجود الله، وكيفية الوصول إلى طريق الحياة الأبدية. دعنا الآن نستعرض هذين الموضوعين كلٍّ على حدة.

إذا كنتَ ترغب حقاً في الوصول إلى طريق الحياة الأبدية، وكنتَ جادًا في بحثك عنه، أجب أولاً عن هذا السؤال: أين يوجد الله اليوم؟ ربما تجيب دون أي شك أن الله يسكن السماء، فهو لا يعيش في منزلك، أليس كذلك؟ وربما تقول أن الله موجود بكل تأكيد بين كل الأشياء، أو تقول أن الله يحيا في قلب كل إنسان، أو إنه موجود في عالم الروح. لا أنكر عليك أيّاً من تلك الإجابات، لكن دعني أوضح الأمر لك. القول بأن الله يحيا في قلب الإنسان ليس صحيحاً تماماً، لكنه أيضًا ليس خطأ تمامًا؛ ذلك لأن هناك من بين المؤمنين به من كان إيمانه مستقيماً، ومن كان إيمانه غير مستقيم، وهناك من تزكى من الله، كما أن هنالك من لم يتزكّ منه، ويوجد مَنْ يُسر الله، كما أن هنالك من يرذله، وهناك من يكمّله الله، كما أن هنالك من يرفضه. لذلك أقول إن الله لا يعيش إلا في قلوب قِلَّة من الناس، وأولئك -من دون شك- هم الذين يؤمنون به إيماناً صادقاً، أولئك الذين يزكيهم الله، صانعو مسرّته الذين كمَّلَهم. هم الذين يقودهم الله، ولأن الله يقودهم، فقد سمعوا عن طريق الحياة الأبدية ورأوه. أما أولئك الذين لا يؤمنون بالله إيماناً مستقيماً، الذين لا يزكّيهم الله، إنما يرذلهم ويزدريهم، وأولئك الذين يبيدهم الله، هؤلاء عتيدون أن يُرفَضوا من قِبَل الله، وأن يظلوا محرومين من طريق الحياة، جاهلين بمكان وجود الله. وبالمقابل، أولئك الذين يسكن الله قلوبهم يعرفون مكانه. هم الذين يهبهم الله طريق الحياة الأبدية وأولئك الذين يتبعون الله. هل عرفتَ الآن أين يوجد الله؟ إنه في قلب الإنسان وبجانبه معاً. ليس في عالم الروح وفوق كل الأشياء فحسبf، إنما بالأكثر موجود على الأرض حيث يعيش الإنسان. لذلك فإن مجيء الأيام الأخيرة قد نقل عمل الله إلى دائرة جديدة. الرب يملك على كل شيء في الكون، وهو عمادُ قلب الإنسان، وبالأكثر موجود أيضاً بين البشر. بهذه الطريقة وحدها يستطيع الله أن يقدم طريق الحياة للبشرية، وأن يجذب الإنسان إليه. لقد أتى الله إلى الأرض وحلّ بين البشر ليعرف الإنسان طريق الحياة ويحيا. وفي نفس الوقت، يسخر الله كل ما في الكون حتى يعاون تدبيره للإنسان. لذلك إذا كنتَ تقرّ فقط بمبدأ وجود الله في السماء وفي قلب الإنسان، لكنك لا تقرّ بحقيقة وجوده بين البشر، فلن تدرك الحياة ولن تصل إلى طريق الحق.

الله نفسه هو الحق والحياة، والحق والحياة متلازمان. لذلك فإن من لا يستطيع أن يصل إلى الحق لن يصل مطلقاً إلى الحياة. فبدون إرشاد الحق ودعمه ومؤنته لن تصل إلا إلى مجرد حروف وعقائد لا بل إلى الموت نفسه. حياة الله موجودة دائماً، وحقه وحياته متلازمان. إذا تعذر عليك العثور على مصدر الحق، فلن تصل إلى طعام الحياة، وإذا تعذر عليك أن تصل إلى طعام الحياة، فبالتأكيد لن تدرك الحق، حينئذٍ، وبعيداً عن التصورات والمفاهيم النظرية، يصبح جسدك كله لحماً فحسب، لحماً نتناً. اعلم أنَّ كلمات الكتب لا تُعتَبَر حياةً، وأنَّ سجلات التاريخ لا تُكرَّم كالحق، وعقائد الماضي لا تقارن بكلام الله اليوم، بل وحدها الكلمة التي نطق بها الله عندما جاء إلى الأرض وحلّ بين البشر هي الحق والحياة وإرادة الله ومنهجه الحالي في العمل. إذا طَبَّقْتَ الكلمات التي نطق بها الله في العصور السالفة على حياتنا اليوم تصبح كعالم الآثار، ويكون أفضل وصفٍ لك أنك خبيرٌ في الإرث التاريخي، ذلك لأنك تؤمن دائماً بالآثار الباقية لعمل الله الذي أتمّه في الأزمنة الماضية، وتصدّق فقط الظلّ الذي تركه الله في عمله السابق بين البشر، كما وتؤمن فقط بالمنهج الذي سلَّمه الله لمن تبعه في الأزمنة الماضية. فأنت لا تؤمن بمسار عمل الله اليوم وسماته المجيدة، كما ولا تؤمن بالطريقة التي يستخدمها الله الآن في التعبير عن الحق. لذلك فأنت -بلا منازع- حالم بعيد كل البُعد عن الواقع. إذا كنت متمسكاً الآن بكلماتٍ لا تقدر أن تحيي الإنسان، فأنت غصنٌ يابس ميؤوس منه[1]، ذلك لأنك محافظ أكثر من اللازم ومعاند جداً ومنغلق تماماً أمام المنطق!

اتخذ الله جسدًا ودُعي المسيح، لذلك فإن المسيح القادر أن يعطي الحق للناس اسمه الله. لا مبالغة في هذا، حيث إن للمسيح نفس جوهر الله وشخصيته وحكمته في عمله التي لا يبلغها إنسان. لذلك فإن أولئك الذين يدعون أنفسهم مُسحاء لكنهم لا يستطيعون أن يعملوا عمل الله كاذبون. ليس المسيح صورة الله على الأرض فحسب، إنما الجسد الذي اتخذه الله ليُتَمّمَ عمله بين البشر. وهذا الجسد ليس جسداً يمكن أن يحل محله أي إنسانٍ عادي، لكنه جسد يستطيع إنجاز عمل الله على الأرض بشكل كامل، والتعبير عن شخصيته، وتمثيله تمثيلاً حسناً ليُعطي الحياة للإنسان. عاجلاً أم آجلاً، سوف يسقط أولئك المُسحاء الكذبة، لأنهم ورغم ادعائهم بأنهم المسيح، إلا أنهم لا يملكون شيئًا من جوهر المسيح. لذلك أقول أن الإنسان لا يستطيع تحديد حقيقة المسيح، لأن الله نفسه هو الذي يقررها. وهكذا، إذا كنت تنشد طريق الحياة حقًا، فلا بد أن تعترف أولاً أن الله بمجيئه إلى العالم منح الإنسان طريق الحياة، وأنه سيأتي إلى الأرض في الأيام الأخيرة ليمنح الإنسان ذلك الطريق. ليس هذا أمرًا من الماضي، فأحداثه تجري اليوم.

مسيح الأيام الأخيرة يهب الحياة، وطريق الحق الأبدي. هذا الحق هو الطريق الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يحصل على الحياة، فهو السبيل الوحيد الذي من خلاله يعرف الإنسانُ اللهَ ويُزكّى منه. إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة، فلن تنال تزكية يسوع، ولن تكون أهلاً لدخول ملكوت السموات، لأنك ستكون حينها ألعوبة وأسيراً للتاريخ. أولئك الذين تتحكم فيهم الشرائع والحرف والذين يكبلهم التاريخ لن يتمكنوا مطلقاً بلوغ الحياة، ولن يستطيعوا الوصول إلى طريق الحياة الأبدي، فكل ما لديهم ليس إلا ماء عكراً بقي راكدًا آلاف السنين، وليس ماء الحياة المتدفق من العرش. أولئك الذين لن يُروَوا بماء الحياة سيبقون جثثاً إلى الأبد، ألعوبة للشيطان وأبناء للجحيم. كيف لهم حينذاك أن يعاينوا الله؟ لو كان كل ما تفعله هو محاولة التشبث بالماضي، والإبقاء على الأشياء كما هي بالوقوف جامدًا، وعدم محاولة تغيير الوضع الراهن وترك التاريخ، أفلا تكون دائمًا ضد الله؟ إن خطوات عمل الله هائلة وجبارة كالأمواج العاتية والرعود المُدوّية، لكنك في المقابل، تجلس وتنتظر الدمار دون أن تحرك ساكناً، لا بل تتمسّك بحماقتك دون فعل شيء يُذكَر. بأي وجهٍ - وأنت على هذا الحال - يمكن اعتبارك شخصاً يقتفي أثر الحَمَل؟ كيف تبرر أن يكون الله الذي تتمسك به إلهاً متجدّداً لا يشيخ مطلقاً؟ وكيف يمكن لكلمات كُتُبِكَ العتيقة أن تَعْبُر بك إلى عصرٍ جديدٍ؟ وكيف لها أن ترشدك في السعي نحو تتبع عمل الله؟ وكيف لها أن ترتقي بك إلى السماء؟ ما تمسكه في يديك ليس إلا كلمات لا تستطيع أن تقدم لك سوى عزاءً مؤقتًا، وتفشل في إعطائك حقائق قادرة أن تمنحك الحياة. إن الكتب التي تقرؤها لا تقدر إلا أن تجعلك فصيح اللسان، لكنها ليست كلمات الحكمة القادرة أن تساعدك على فهم الحياة البشرية، ناهيك عن فهم الطرق القادرة على الوصول بك إلى الكمال. ألا تعطيك هذه المفارقة سبباً للتفكير؟ ألا تسمح لك بفهم الغوامض الموجودة فيها؟ هل تستطيع أن تقود نفسك بنفسك لتصل السماء حيث تلقى الله؟ هل تستطيع من دون مجيء الله أن تأخذ نفسك إلى السماء لتستمتع بسعادة العِشرَة معه؟ أما زلت تحلم حتى الآن؟ أشير عليك إذاً أن تنفض عنك أحلامك، وأن تنظر إلى مَنْ يعمل الآن، إلى مَنْ يقوم بعمل فداء الإنسان في الأيام الأخيرة. وإن لم تفعل، لن تصل مطلقاً إلى الحق والحياة.

أولئك الذين يرغبون في الحصول على الحياة من دون الاعتماد على الحق الذي نطق به المسيح هُم أسخف مَنْ على الأرض، وأولئك الذين لا يقبلون طريق الحياة الذي يقدمه المسيح هم تائهون في الأوهام. لذلك أقول إن أولئك الذين لا يقبلون مسيح الأيام الأخيرة سوف يُرذَلون من الله إلى الأبد. المسيح هو بوابة الإنسان الوحيدة إلى الملكوت في الأيام الأخيرة، التي لا يستطيع أحد أن يتجنبها. لن يكمّل الله أحداً إلا بالمسيح. إن كنت تؤمن بالله، عليك أن تقبل كلماته وتطيع طريقه. يجب ألا تكتفي بطلب البركات دون سعيك إلى الحق أو قبول الحياة المُقدَّمَة إليك. سيأتي المسيح في الأيام الأخيرة حتى ينال الحياة كل مَنْ يؤمن به إيماناً حقيقياً. إن عمله إنما هو من أجل وضع نهاية للزمان القديم ودخول الزمان الجديد، وعمله هو السبيل الوحيد الذي يجب أن يسلكه كل من يريد دخول العهد الجديد. إذا كنتَ غير قادر على الاعتراف به، لا بل من الرافضين له أو المجدفين عليه أو حتى من الذين يضطهدونه، فأنت عتيدٌ أن تحرق بنار لا تُطفأ إلى الأبد، ولن تدخل ملكوت الله. لهذا فالمسيح نفسه هو من يُعبّر عن الروح القدس وعن الله، هو مَنْ أوكل إليه الله إتمام عمله على الأرض؛ لذلك أقول إنك إن لم تقبل كل ما عمله مسيح الأيام الأخيرة، تكون مجدفاً على الروح القدس. والعقوبة التي تنتظر مَنْ يجدف على الروح القدس واضحة للجميع. كذلك أقول لك إنك إن قاومت مسيح الأيام الأخيرة وأنكرته، فلن تجد من يحمل تبعات ذلك عنك. وأيضاً أقول إنك من اليوم فصاعداً، لن تحصل على فرصة أخرى لتنال تزكية الله، وحتى لو حاولتَ أن تُخلِّص نفسك، فلن تعاين وجه الله مرة أخرى مطلقاً. لأن الذي قاومته ليس إنساناً عادياً، وما أنكرته ليس كائناً لا قيمة له، بل هو المسيح. هل تدرك هذه النتيجة؟ أنت لم ترتكب خطأ صغيراً، إنما اقترفتَ جريمة شنعاء. لذلك، فنصيحتي لكل واحد هي ألا تقاوم الحق أو تبدي نقدًا مستهترًا، لأن الحق وحده قادرٌ أن يمنحك الحياة، ولا شيء غير الحق يسمح لك بأن تولد من جديد وأن تعاين وجه الله.

حواشي:

[1] غصنٌ يابس: مصطلح صيني يعني "تتعذر مساعدتك".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق